16/03/2010

نافذة مصر / بر مصر

أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن النظام المصري "يلعب لعبة معقدة " مع جماعة الإخوان المسلمين حيث يعطيها الفضاء لكي تعمل وتنمو فى الوقت الذى يحذر فيه الدول الغربية من أنه إذا فقد حزب الرئيس حسني مبارك السلطة فإن الإخوان ربما يسيطرون على الحكم.

وقالت الصحيفة في تقرير أمس لمراسلها في القاهرة مايكل سلاكمان إنه "في ذات الوقت تقيد الحكومة قدرة الجماعة على السيطرة على مؤسسات الدولة".

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات المصرية اعتقلت المئات من أعضاء الإخوان وهو ما وصفته بأنه إشارة روتينية على قرب الانتخابات.

ونسبت الصحيفة إلى محللين ونشطاء حقوقيين وأعضاء بجماعة الاخوان المسلمين قولهم إن ما يعد مختلفا هذا العام أن الاعتقالات جاءت مبكرا عن السنوات السابقة وأنها استهدفت عددا أكبر من القياديين بالجماعة وأنها أيضا أعقبت سلسلة من الخطوات التي اتخذتها قيادة الجماعة بالحد من تطوير معارضة سياسية قوية.

ونقلت الصحيفة عن حسام بهجت مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قوله: "نحن نرى هذا استمرارا أو تصعيد لحملة على المعارضة بدأت في العام 2007".

وأضاف بهجت "في السنوات الأخيرة كانت هناك اعتقالات متكررة لصحفيين ورؤساء تحرير ومدونين وشخصيات معارضة بهدف خنق المعارضة".

ورأى ضياء رشوان الخبير السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام أن "من النادر بالنسبة لحملة الاعتقالات تلك أن تحدث مباشرة عقب تعيين مرشد عام جديد، الهدف من ذلك فيما يبدو هو التشويش على القيادة الجديدة (للإخوان) قبل أن تأخذ أي وقت لالتقاط الأنفاس".

وقالت الصحيفة: "بينما تسمح الحكومة بوجود مظهر للممارسات الديمقراطية إلا أنها تتأكد من أنها تسيطر على مراكز السلطات لحساب النتيجة بشكل مسبق".

وتابعت نيويورك تايمز أنه إذا كان من المستحيل تقريبا بالنسبة للإخوان أن يشقوا طريقهم نحو سباق الرئاسة فإن هذا لم يسهم كثيرا في تهدئة المسئولين المصريين خاصة بعد ظهور محمد البرادعي الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحائز على جائزة نوبل للسلام.

وقالت الصحيفة إن البرادعي انتقد القيود الدستورية على الحياة السياسية في مصر لافتة إلى أن "هناك حركة شعبية تدفع لاختياره للترشح للرئاسة".