09/11/2009
"حرب عالمية ثالثة ستنشب السبت المقبل".. بهذه العبارة استهل موقع إخباري صهيوني على شبكة الإنترنت تقريرا رياضيا له حول المباراة المرتقبة بين منتخبي مصر والجزائر يوم 14-11-2009 في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم عام 2010 في جنوب إفريقيا.
وقال الموقع إنه: "من المتوقع أن يشاهد عشرات الآلاف من محبي كرة القدم في الدولتين العربيتين ( في أستاد القاهرة) المباراة المرتقبة التي ستكون بمثابة معركة حياة أو موت على بطاقة تأهل غالية لمونديال 2010".
وأضاف الموقع أن هناك حالة من التوتر الشديد بين المنتخبين قبيل المباراة، مشيرا إلى تصريحات حادة تخرج من الجانبين تسخن من الأجواء، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتحظى بعناوين عريضة في صحف البلدين.
ورأى الموقع الصهيوني أن "الحرب الحقيقية بين الفريقين تدور بين وسائل الإعلام في مصر والجزائر، والتي تعتمد على حالة العداء التاريخي بين البلدين؛ حيث تحاول وسائل الإعلام تسخين أجواء المباراة، وزيادة الشعور بالعداء بين مشجعي البلدين"، حسب زعمه.
ونوه التقرير إلى أن وسائل إعلام عربية أعربت عن قلقها الشديد على سلامة لاعبي المنتخب الجزائري؛ بسبب الأجواء المتوترة التي خلقها الإعلام، مضيفا أن "أحد الصحفيين العرب كتب يقول إن الجزائر هاجمت مصر من خلال استخدام مصطلحات سياسية وتاريخية ولا تمت للرياضة بصلة، ومن جانبها ردت مصر على ذلك، في حين أن الجزائريين يتوقعون أن يستخدم المصريون العنف".
وتركز وسائل الإعلام الصهيونية بشكل لافت على حالة التوتر التي تسود الشارعين المصري والجزائري؛ حيث استهل "يعقوب زيو" مراسل صحيفة "معاريف" الصهيونية للشئون الرياضية تقريرا له نشرته الصحيفة يوم 28-10-2009 بعبارات تصف الأجواء بين الطرفين والاتهامات المتبادلة حول تسميم اللاعبين والخيانة.
ورصد "زيو" ما اعتبره حالة غضب محتدمة بين منتخبي البلدين بسب المباراة المرتقبة بينهما، والتي ساهمت فيها - حسب التقرير - تصريحات بعض اللاعبين من الجانبين.
مبادرات للتهدئة
الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" من جانبه حذر المنتخبين ودعاهما للعب مباراة هادئة ونظيفة، وعدم اللجوء لوسائل "قذرة"، معربا عن أمله أن تجرى المباراة بروح رياضية عالية.
وتسود الشارعين المصري والجزائري حالة من التوتر والاحتقان قبل المباراة، ما دفع عدد من الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية إلى إطلاق مبادرات للتأكيد على روابط الأخوة بين الشعبين.
آخر هذه المبادرات تمثلت في زيارة الإعلامي المصري أحمد شوبير نهاية الشهر الماضي الجزائر بدعوة من صحيفة "الشروق اليومي"؛ وذلك في محاولة لتلطيف الأجواء.
وسبقت تلك الزيارة مبادرات أخرى أطلقتها صحيفتا "الشروق الجديد" و"المصري اليوم" الخاصتين المصريتين. وأعرب كثير من الرياضيين المصريين والجزائريين عن إعجابهم بتلك المبادرات، كما دعا وزيرا خارجية البلدين وسائل الإعلام في بلديهما إلى تهدئة النفوس، وتناول المباراة "في إطار رياضي وأخوي".
حساسية مفرطة
وتكتسب مباراة الجزائر ومصر، والتي يخشى من أن تشهد عنفا في الملعب والمدرجات، أهمية كبيرة بالنسبة للمنتخبين، خاصة أن كليهما لم يتأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ فترة طويلة؛ إذ تعود المشاركة الأخيرة للجزائر إلى عام 1986، بينما تغيب مصر منذ مونديال 1990.
وتتسم مباريات المنتخبين بالحساسية المفرطة؛ بالنظر إلى المنافسة القوية بينهما سواء رسميا أو وديا، ويملك الجزائر أفضلية في تاريخ مباريات المنتخبين الرسمية؛ إذ التقيا 10 مرات كانت الغلبة للجزائر 5 مرات مقابل مرتين لمصر وتعادلا 3 مرات.
ويحتل المنتخب الجزائري قمة المجموعة الثالثة برصيد 13 نقطة وله من الأهداف 9، بينما يحتل المنتخب المصري المركز الثاني برصيد 10 نقاط وله من الأهداف 7، ويمتلك المنتخب الجزائري ثلاث فرص للتأهل؛ إما الفوز أو التعادل أو الخسارة بأية نتيجة بفارق هدف واحد فقط.
في المقابل يحتاج المنتخب المصري إلى ثلاثة أهداف للتأهل أو الفوز بفارق هدفين بأية نتيجة، وفي هذه الحالة سيتم اللجوء إلى مباراة فاصلة في الثامن عشر من الشهر الجاري، لم يحدد "الفيفا" مكانها بعد.