بات الوضع أكثر خطرا داخل المعتقلات مع دخول فصل الشتاء واحتمالية انتشار وباء كورونا بين المعتقلين، فضلا عن حملات التجريد المعتادة التي تتعمدها إدارة السجون في مثل هذه الأيام ومنذ استيلاء عبدالفتاح السيسي على السلطة حيث دأب على التنكيل بالمعارضين السياسيين.

تصاعد الانتهاكات والتعذيب دفع المعتقلين للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام لعلهم يسمعون صوتهم وبدأت موجة الإضراب من سجن تحقيق طرة وانتشرت تباعا في عدة سجون بينها سجن شبين الكوم العمومي بالمنوفية وسجن الفيوم والمنيا العمومي اعتراضا على المعاملة القاسية والتعذيب الممنهج بحق المعتقلين بها.

وأرسل المعتقلون نداء استغاثة من تعرضهم للقتل البطئ مع شدة البرد فضلا عن حرمانهم من الأدوية والزيارة والطعام المناسب مع احتمالية انتشار وباء كورونا بينهم خاصة وأن ظروف اعتقالهم أقل ما توصف به أنها غير آدمية ولا تتمتع بأقل نسبة من إجراءات الصحة والسلامة حيث تفتقد التهوية المناسبة فضلا عن تكدس المعتقلين داخل الزنازين وحرمانهم من التريض.

وقد تداعت منظمات حقوقية أكثر من مرة محاولة إنقاذ الوضع الخارج عن السيطرة وقررت اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب النظر في الشكوى المقدمة من المحامية الحقوقية هدى عبدالمنعم التي تعاني وضعا مذريا داخل محبسها وهو ذات الوضع الذي تعانيه عشرات المعتقلات ومن بينهن عائشة خيرت الشاطر التي اعتقلت بسبب عملها الاجتماعي ورعاية أسر المعتقلين.

ويدفع تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في مصر عموما وضد معارضي عبدالفتاح السيسي ونظامه بشكل خاص يدفع للتساؤل: لماذا يصر النظام على تلك الجرائم ومتى يستجيب للمطالبات الحقوقية ويكف عن إيذاء معارضيه ممن يصارعون الموت داخل الزنازين؟  

وقالت هبة حسن مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، إن السبب الرئيس وراء تكرار إضرابات المعتقلين داخل السجون هو تعنت سلطات الانقلاب مع المعتقلين بالمخالفة لكل اللوائح والقوانين.

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين، أن المعتقلين تعرضوا على فترات متفاوتة وفي عدد من السجون بدرجات متفاوتة من السوء لمزيد من الانتهاكات والتجريد والمنع من الزيارة والحرمان من التريض والرعاية الصحية والتغذية وغيره، فيلجأ المعتقلون للإضراب احتجاجا على المعاملة السيئة ومحاولة تحسين أوضاعهم داخل السجون.

وأوضحت أن الانتقادات المتكررة من المنظمات الحقوقية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان في مصر يكون تأثيرها وقتي فيتم تحسين أوضاع المعتقلين لفترات قصيرة وتعود إدارة السجون إلى الضغط عليهم وحملات التجريد والتضييق على المعتقلين ما يدفعهم للإضراب.

وأشارت هبة حسن إلى أن الإفراج عن مئات المعتقلين على خلفية تظاهرات 20 سبتمبر بادرة جيدة، مضيفة أن القضية بالأساس قائمة على غير موضوع، وجميع الاعتقالات تمت بطريقة تعسفية، مضيفة أن الإفراج يأتي بعد عام ونصف من الاعتقال، ونتمنى ألا تستأنف النيابة على قرارات الإفراج ويتم الإفراج عنهم بالفعل.

بدوره قال عبدالمجيد مراري، مدير منظمة إف دي لحقوق الإنسان، إن الانتقادات الحقوقية من قبل المنظمات الحقوقية الدولية وأعضاء الكونجرس الأمريكي قبيل الانتخابات الأمريكية القائمة الآن تحمل إشارة جيدة لأنها سوف تدفع سلطات الانقلاب إلى إعادة النظر في سياساتها وانتهاكاتها وجرائمها التي ترتكبها في حق المواطنين.


وأضاف مراري في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة "مكملين"، ان سلطات الانقلاب تتمادى في انتهاكاتها للدستور المصري والقانون الدولي وتعطي إشارة للمجتمع الدولي أنها لا تكترث بتلك الإدانات الصادرة من نواب الكونجرس وأعضاء الاتحاد الأوروبي ولا ببيانات خبراء الأمم المتحدة وأنها لن تتوقف عن هذه الممارسات التي لا تمت للإنسانية ولا للقانون ولا للديانات السماوية.

وأوضح أن منظمة مراسلين بلا حدود خاطبت سلطات الانقلاب للإفراج عن الصحفيين المعتقلين ووقف الانتهاكات بحق الصحفيين، مؤكدا أن سلطات الانقلاب تجاوزت كل الحدود في الانتهاكات ضد الصحفيين وحرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي.


من جانبه قال الكاتب الصحفي قطب العربي، مدير المرصد العربي لحرية الإعلام، إن أوضاع الصحفيين في معتقلات السيسي مذرية مثل بقية السجناء السياسيين، مضيفا أن المرصد سجل 73 حالة اعتقال للصحفيين داخل السجون وقد تم الإفراج عن 3 منهم اليوم وهم محمد أكسجين وسيد عبدالله وهيثم حسن.

وأضاف العربي أن الصحفيين المعتقلين يعانون الإهمال الطبي والحرمان من الزيارة كما يعاني ذووهم من عدم تمكنهم من إدخال الأدوية والطعام والأغطية لهم.