بقلم. طارق محمد
احباء الوطن،
لعل حجر الأساس قبل ان تتسابق الخطوات تجاه وحدة الصف، هو ان نقف وقفة مراجعة صادقة مع أنفسنا.
فيجب علينا جميعاً وبدون استثناء أن نعترف اننا أخطأنا في حق الثورة، عندما فشلنا في الحفاظ على وحدة الصف.
ثورة يناير كانت تجسيدا لوحدة الصف واخوة المشاعر الصادقة، التي حملت هموم الامة وحلمت بفجر جديد.
لحمة صف وتضحيات غالية بذلت عن طيب خاطر، فعانقتها أرواح الشهداء، فسجلت بدمائهم الزكية تاريخا عطرا لأجيال قادمه. فهل توجد ثورة بدون شهداء ؟!
كلنا أخطأنا في حق شهداء ثورة يناير، عندما سمحنا لمن ثرنا عليهم ان يشقوا صفنا بسبب فرقتنا.
البعض دبر وشارك متعمدا في الثلاثين من يونيو لتحقيق انقلاب الثالث من يوليو، والبعض الاخر غرر به فشارك في الثلاثين من يونيو واستخدم للمساهمة في انقلاب الثالث من يوليو. فكانا كليهما ظهيرا شعبيا له، فسالت الدماء وانتهكت المقدسات والأعراض. فما كان للانقلاب ان يولد وان يرى الدنيا بدون ظهير شعبي، تتفاوت درجات هذا الخطأ وتتعاظم على قدر الظلم الناجم عنها والذي ألم بالكثيرين فاعتصرهم عصرا
فأعرض امرك على قلبك، ان لم يعتصر قلبك مشهد شهداء يناير مرورا بمحمد محمود وماسبيرو ومذبحة رابعه والنهضة وكل ما سبقهم وما تلاهم من الدماء، فكيف تكو ن ثائرا، فضلا عن كيف تكون إنسانا.
كيف تفرق في الدماء فكلها دمائنا، مصيبتك هي مصيبتي، جسد واحد وطن واحد
كثر الحديث مؤخرا عن الاصطفاف، ولاسيما بعد مراجعة بعضا ممن كانوا ظهيرا شعبيا للانقلاب لأنفسهم. البعض يقول مادام يضمنا نفق واحد ولا سبيل للخروج منه الا بالوحدة والتكاتف، فلا وقت للمحاسبة فيما بيننا الأن فخصمنا واحد، والبعض يشترط شروطا قبل الانضمام لصفوف الثوار الصامدين فوق العامين منذ بداية الانقلاب، والبعض يرفض الفكرة تماما
احباء الوطن، دعونا نتفق اننا طالما اقررنا بالخطأ فان هناك خطوات للتكفير عنه، والاعتراف به هو اول تلك الخطوات وهي خطوة جيدة تحسب لصاحبها. فإن كان قد نتج عن هذا الخطأ ذنب في حق الخالق، فالمغفرة بينك وبين ربك، اما ان كان في حق المخلوق، فوجب عليك ارضاء صاحب الحق. فما بالك ان كان هذا الحق في الدماء، واغتصاب الاعراض، والتعذيب، والموت البطيء في السجون، فالظلم ظلمات، ولصاحب الحق او لوليه وحده حق المطالبة بالقصاص، او العفو عمن أذنب في حقه وقبول الديه
ومن باب الانصاف ان نقول لمن راجع نفسه واراد خيرا لها، لقد وضعت قدمك على طريق الخير وهي خطوتك الاولى. وكما ذكرنا سابقا، ان لأصحاب الحقوق دين عندك، فان كنت صادق النية فسوف يعينك الله على ذلك، وليس من المعقول أبدا في هذا الموقف ان تأتي وتفرض شروطا لانضمامك للجمع. فلعلك اخي واختي بانضمامك للركب في الصفوف الاولى، وبذل الغالي والنفيس، يكون فعلك هذا كفارة عنك وبصمتك على طريق الحق، فيرى صاحب الحق صدقك، ويمن الله علينا بنصره لتآلف قلوبنا على الحق
ومن باب الحق والعرفان بالجميل، ان نشد على ايدي الصامدين الصابرين منذ ما قبل الانقلاب وحتى يومنا هذا. فهم وبفضل الله شعلة الثورة والامل التي لا تنطفأ ان شاء الله، ونصيحتنا لهم “انكم قد رأيتم تمحيص الرحمن في عباده، بل في الامة والعالم بأسره، فصقل معدنكم وقوت شوكتكم، ومن الله عليكم بالصبر، افتحوا قلوبكم للجميع ولكن بعقول واعيه فطنه”
فإذا عزم الجميع على الاصطفاف، وجب عليهم ان يتفقوا على ثوابت هذا الاصطفاف واهدافه.
ومن الثوابت التي يجب ان يتفق عليها الجميع وهي في حد ذاتها اهداف لتحقيق شعارات ثورة يناير
“عيش، حرية، عدالة اجتماعية “الآتي
حق القصاص:
فلنتفق جميعاً بادئ ذي بدء على ان حق الشهداء جميعاً والقصاص لكل ذي حق هو دين في اعناقنا جميعاً، وهو غايتنا الاولى لإقرار العدل في نفوس الجميع “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون “
حق اقرار الشرعية:
البعض يرفض عودة الرئيس الشرعي: محمد مرسي كشرط للاصطفاف، وحجته انه فاز فقط ب) ٥١.٧٣% (وبالتالي كانت هناك نسبة كبيرة لا تريده، وللأسف هذا الطرح يدل على فكر عنصري، ويناقض افعال قائليه بالأمس القريب، لأننا جميعا كنا نتغنى ونرفع شعار" عيش، حريه، عدالة اجتماعية “. فليس من العدالة بمفهومها الشامل، ان نتفق على قواعد بعينها ويقرها العالم اجمع، ويشهد الجميع بنزاهة الانتخابات، ثم عندما يفوز الطرف الاخر، نقف ضده كمعارضه تهدم ولا تبني، وبدلا من الدخول تحت لواء واحد للمصلحة العامة، ننقلب على قواعد اللعبة
والعجب العجاب ان الشعب المصري محب من الدرجة الأولى للعبة كرة القدم، وان ضربات الترجيح بهدف واحد فحسب تحسم وتحدد الفائز، والعالم كله يقر بذلك. فهل يأتي أحد ويقول “لا لا، يجب ان يكون الفارق خمسة اهداف مقابل لا شيء حتى تفوز، هدف واحد لا يكفي.” سوف يتهمك الجميع بالجنون والتخلف، فما بالك بمصير شعب وامة!
لم يكن الفارق لصالح الدكتور/محمد مرسي صوتا واحد، وان كان صوتا واحدا كافيا لترجيح الفائز، ولكن الفارق لصالح الدكتور/محمد مرسي كان أكثر من) ٨٠٠,٠٠٠ (صوتا فوق اصوات اللواء/احمد شفيق.
فأين نحن من العدل والديمقراطية وقبول الاخر؟!
ومن منطلق حق اقرار الشرعية وتحمل المسؤولية من قبل الجميع، وحيث ان شرعية الرئيس الدكتور: محمد مرسي هي في حد ذاتها تمثل تتويج لإرادة الشعب من خلال انتخابات حره نزيهة لتحقيق امال ثورة يناير. فدعونا نتفق ان الظروف الحالية هي ظروف استثنائية للغاية، ولعظم الحمل وجلل المهام، ومن اجل وحدة الصف لكسر الانقلاب، فهناك ورقة عمل ربما ترضي معظم الاطراف، وهو ان يتكون مجلس ثوري شعبي مؤقت، يضم مجموعة تمثل أغلبية التوجهات والتيارات، تحمل في قلوبها هموم وامال مصرنا الحبيبة، اعتصرتها دماء الشهداء جميعاً وكتب الله لها الثبات
تلك المجموعة ان شاء الله تكون عونا للرئيس الشرعي خلال مدة اقصاها) ٦ أشهر (من فورعودة الشرعية، تتحمل المسؤولية كاملة مع الرئيس، وتكون من مهامها الأولي معاونة ومشاركة الرئيس: محمد مرسي في الاتي:
١-أعداد ملف القصاص والبدء في تنفيذه
٢-تطهير مجلس الشورى ممن دعم الانقلاب وبحث سبل استكمال اعضاءه
٣-اعداد ملف تطهير جميع المؤسسات
٤-ترشيح اسماء وزراء الحكومة القادمة لعرضه على مجلس الشعب القادم للموافقة
٥-التحضير لانتخابات مجلس الشعب بكافة متطلباتها، والتي تبدأ فور انتهاء الستة أشهر، وتتاح فيها الفرصة لأعضاء المجلس الثوري الشعبي المؤقت للتقدم لترشيح أنفسهم إذا رغبوا في هذا، اوالبقاء لحين بدأ اولى جلسات مجلس الشعب.
فتكن هذا الفترة بمثابة مشاركة جمع طيب يمثل معظم التوجهات والتيارات، يتحمل فيها المسؤولية الفعلية امام الشعب بجانب الرئيس الشرعي لدقة الظرف، حتى يتم استكمال مجلس الشورى والبدء في إجراءات انتخابات مجلس الشعب
الأسماء المقترحة لأعضاء المجلس الثوري الشعبي المؤقت "مع كامل الاحتفاظ بالألقاب “
أ. حازم صلاح ابو اسماعيل أ. عصام سلطان أ. مجدي أحمد حسين
أ. مجدي قرقر أ. حسام ابو البخاري أ. باسم عودة
فك الله أسر كل المأسورين
أ. رامي جان أ. ايمن نور أ. نيفين ملك
أ. أحمد البقري أ. عيد المرزوقي أ. مها عزام
أ. وليد شرابي أ. حاتم عزام أ. نادية مصطفى )استاذة العلوم السياسية(
أ. وائل قنديل أ. محمد القدوسي أ. محمد محسوب
أ. يحيى حامد أ. خالد سعيد )متحدث الجبهة السلفية (
اللهم ثبت هذا الجمع الطيب
ورقة العمل هذه غرضها الاساسي توحيد معظم القوى الثورية بكافة اتجاهاتها، ووجود رفقاء لها في المجلس الثوري الشعبي المؤقت، الذي سوف يتحمل المسؤولية الفعلية كاملة خلال نصف عام مع الرئيس الشرعي امام الشعب، وهي فترة دقيقة للغاية ومن الصعوبة بمكان، يعمل فيها الجميع يدا واحدة لاستكمال اركان الدولة، ويسود ويعلو حب الوطن فوق الجميع
أيها الثوار: من شرح الله صدره فانضم إليكم وأشتري مجاورتكم “فقد ربح البيع”، وإن لم يفعلوا “فطوبى للغرباء “
ان لم نتوحد من اجل الثوابت التي حرفت، من اجل القصاص للشهداء، من اجل الاعراض التي انتهكت، من اجل القابعين خلف القضبان، فعلى اي شيء نتوحد إذن؟
احباء الوطن “الاختلاف حق ولكن وحدة الصف واجب” من اجل استرجاع مصرنا الحبيبة
اللهم اغفر لنا، اللهم وحد القلوب على الحق، اللهم نصرك