بقلم / محمد عبد الرحمن صادق
- في يوم الأربعاء الموافق 13 يناير 2016 م طالعتنا جريدة الأخبار - التي تُعد ثاني أكبر جريدة في مصر وفي صفحتها الأولى - بصورة للأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مرتدياً البدلة الحمراء ( بدلة الإعدام ) وتحت الصورة عبارة كتبها ياسر رزق هذه العبارة تقول ( المرشد اتفتق ) .
- ومن المعروف أن هذه العبارة السُّوقية التي تحمل " إيحاءات جنسية " من العبارات الدارجة بين الساقطين أخلاقياً والساقطات ولا ترتقي لتكون عنواناً لخبر في صدر جريدة بحجم جريدة الأخبار ولا غيرها .
- وفي يوم الخميس الموافق 14 يناير 2016 م وبعد أن أحدثت هذه المقولة ضجَّة كبيرة على كافة المستويات التي تتمتع بقسط من الرجولة والإنصاف والشهامة التي لا يمت لهم كاتب هذه العبارة بصلة نجده يكتب اعتذاراً على هذه العبارة مبرراً إنه أراد بها ( الإثارة الصحفية ) .
- فمن المعروف أن جماعة الإخوان المسلمين ورموزها تنالهم السهام المسمومة والألسنة الحِداد وليس من عادتهم الرد على هذه السفاسف والتفاهات ولكن في هذه المرة بالذات فمن الضرورة ومن الواجب الرد وذلك لعدة اعتبارات منها :-
- الرد عن غيبة الرجل التي أمرنا ديننا الحنيف بها فطالما هو رهن محبسه فلابد وأن نرد غيبته .
- أن الأستاذ الدكتور محمد بديع ليس بالفرد الذي تطاله هذه الإهانة وتمر مرور الكرام فهو مرشداً لجماعة ملأ السمع والبصر على مستوى العالم .
- أن الرجل الذي تخطى السبعين من عمره يشهد لله القاصي والداني والحبيب والعدو بالأدب الرفيع والخلق النبيل مع الجميع دون تفريق أو تمييز . فعندما مرض ياسر هذا من قبل أرسل الدكتور بديع وفداً لزيارته أثناء مرضه وأرسل له باقة من الورد وبرقية يواسيه فيها في مرضه ويدعوا له بالشفاء .
- توضيح الفرق بين الشماتة في إنسان صالح تقي والفرح بهلاك ظالم أو فاسق .
* وفي بداية كلامي أود أن أذكر بالمثل العربي الذي يقول ( جنت على نفسها براقش ) وبراقش هذه باختصار – لمن لا يعرفها – كلبة تسببت بغبائها في هلاك نفسها وهلاك قومها .
- إن ياسر رزق هذا والمعروف بتاريخه المليء بالتملق والنفاق والتزوير هو الذي صرح خلال لقائه مع برنامج "جر شكل" مع الإعلامي محمد علي خير انه يحب لقب " المحرر العسكري" ، أكثر من لقبه كرئيس للتحرير .
- إن ياسر رزق هذا هو الذي صرح من قبل قائلاً : أنه لا يعترف بما يُسمى " ميثاق الشرف الصحفي " وأن المطالبة بوجود ميثاق للشرف الصحفي لا يكون إلا في الأنظمة الديكتاتورية والمستبدة .
- إن ياسر رزق هذا معروف عنه التملق للجهات السيادية على حساب شرف المهنة - الذي لا يعترف به - وعلى حساب زملائه . ففي جريدة ( مصرنا ) الإلكترونية كتبت الكاتبة غادة عبد المنعم بتاريخ 6 نوفمبر 2014 م قائلة : أن ياسر رزق قد كتب فيها تقريراً لأمن الدولة مُتهماً إياها بأن كتاباتها تعمل على تعكير الصفو العام . وأضافت قائلة أنها لا تستبعد ذلك عنه وأن المتعاملين مع الأمن من داخل مهنة الصحافة معروفين جيداً .
- إن ياسر رزق هذا كتب عنه الأستاذ عامر عبد المنعم في جريدة الأمة بتاريخ 17 أكتوبر 2013 م قائلاَ : من هو ياسر رزق الذي يفكر لوزير دفاع دولة في حجم مصر وما هي مؤهلاته وخبرته السياسية ؟ ولماذا وصل الحال بالدولة المصرية إلى هذه الدرجة من المهانة ؟ ....... واختتم كلامه قائلاً : لنا أن نسأل ومن الذي يحرك ياسر رزق الذي يدير المشهد السياسي في مصر ؟
- إن ياسر رزق هذا عندما فوجئ بنشر التسريبات لم يساوره الشك في زملاء مهنته أو غيرهم إنما ساوره الشك في زوجته !!!
- إن ياسر رزق هذا ليس بالقديس الذي يُقبل منه اعتذاراً فسقطاته وخطاياه في حق الشعب المصري من خلال ما يمارسه من تضليل إعلامي ونشر أخبار كاذبة لا تغتفر ويشهد بذلك القاصي والداني بل وتشهد ساحات المحاكم بذلك . فلقد رفعت ضده العديد من القضايا في هذا الشأن والتي كان منها القضية رقم ٥٧٥ لسنة ٢٠١٤م وعقدت جلستها في 26 ديسمبر 2015 م والتي رفعت ضده من أحد القضاة يتهمه فيها بالسب والقذف ونشر أخبار كاذبة .
- الحقيقة أن ما ذكر ما هو إلا للاستدلال وللمثال لا الحصر وما خفي كان أعظم ( وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ) .
- وفي النهاية أود أن أختم بمقولة الإمام أحمد بن حنبل التي قال فيها لأحد أعدائه ( موعدنا غداً الجنائز ) . فجنائز الصالحين والعلماء جنائز مشهودة تصطك لها الطرقات ، ويفِد إليها الناس من كل صوب وحدب وهكذا هم الصالحون والعلماء تبكيهم الأرض وسُكانها ، ولا يجد المكلوم برحيلهم بُدًّا من أن يُسارع الخطى مُصلياً وداعياً ، ومُشيعاً وساعياً .
- أما الفاسق المُجَاهر بالمعصية المحارب لدين الله المتآمر على العلماء فمسكين لا يُشيعه إلا عشرات من أمثاله - وإن شيعوه - ولا يجد صالحاً أو تقياً يترحم عليه بل يجد ضحاياه يشمتون بموته وهلاكه وكأنه نفق نفوق الدابة .
- ووجب أن نختم بالتذكرة التي هي بضاعتنا وأعز ما نملك لنعذر أنفسنا أمام الله تعالى وكفانا ما وعظ به عمر بن عبد العزيز يوماً أصحابه فكان من كلامه أنه قال : " ...... إذا مررت بهم فنادهم إن كنت مُنادياً وادعهم إن كنت داعياً ، ومُر بعسكرهم ، وانظر إلى تقارب منازلهم ! سل غنيهم ما بقي من غناه ؟ وسل فقيرهم ما بقي من فقره ؟ واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون ، وعن الأعين التي كانوا للذات بها ينظرون ، واسألهم عن الجلود الرقيقة ، والوجوه الحسنة ، والأجساد الناعمة ؛ ما صنعت بها الديدان تحت الأكفان ؟! أُكلت الألسن ، وعُفِّرت الوجوه ، ومُحِيَت المحاسن ، وكُسرت الفِقار ، وبانت الأعضاء ، ومُزِّقت الأشلاء ؛ فأين حجابهم وقبابهم ؟! وأين خدمهم وعبيدهم ؟! وجمعهم وكنوزهم ؟! أليسوا في منازل الخلوات ؟! أليس الليل والنهار عليهم سواء ؟ أليسوا في مُدلهمة ظلماء ؟ قد حيل بينهم وبين العمل ؛ وفارقوا الأحبة والمال والأهل .
فيا ساكن القبر غداً ! ما الذي غرّك من الدنيا ؟ أين دارُك الفيحاءُ ونهرك المطَّرد ؟ وأين ثمارك اليانعة ؟ وأين رقاقُ ثيابك ؟ وأين طِيبك وبُخورك ؟ وأين كسوتك لصيفك وشتائك ؟ ليت شعري بأي خديك بدأ البلى ! يا مجاور الهلكات صرت في محلّة الموت ! ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا ؟! وما يأتيني به من رسالة ربي ؟! ". ثم انصرف رحمه الله فما عاش بعد ذلك إلا جمعة .
اللهم أحسن خاتمتنا إليك ولا تقبضنا إلا وأنت راض عنا غير مُبدِّلين ولا مُغيِّرين .