عزت النمر :
حقيقة اصبحت معلنة ومشهورة أن العالم يُعاد رسم خرائطه من جديد , وأن منطقتنا العربية والاسلامية هي محور التغيير الحاد المنتظر.
طبيعي أن الأقوياء هم من يديرون الدفَّة ويرسمون الخريطة .. لكنهم خائفون.
الخوف يتملكهم .. لماذا ؟! ..
هل مازل في شعوبنا عافية تخيفهم ؟! ..
هل يرصدون فينا بقايا غيرة أو طموح ؟! ..
هل مازال لدينا حقاً ما يُخيف ؟ أم أن الخوف يعتريهم من دون حقيقة أو استحقاق ؟!
لدينا جيل من العجزة والقاعدين ..
لدينا شيخوخة تقود الانهزام وتنشد الاستقرار.
لدينا كتلة عميان كثير يؤدون دور المشاهدين باقتدار.
لدينا نُخَب عميلة خائنة من القوميين والعلمانيين والليبراليين واليسار.
لدينا دولة عميقة وقيادات تاريخية وعسكر ينتمى الى أعدائنا بأكثر مما ينتمي الينا.
نعم .. كل ما سبق لدينا وأكثر .. لكن هل هذا كل ما لدينا ؟! ..
لو كان كذلك .. لِمَ نقموا منا إذن ؟! .. لماذا يرهبوننا أو يحذروننا ؟!
لا .. ليس هذا هو كل ما لدينا, وإذا كان البعض منا لا يعرف .. فهم يعرفون.
لدينا غَير ذلك كثير , وحُقَ لهم أن يحذروا ويهابوا .
انهم يبصرون جيلاً وُلِد بالأمس .. غير أجيالنا القديمة.
إنهم يرون عزمة صادقة في شبابنا.. لا تبالي بالموت ولا تعرف الخوف.
انهم يرون براكين غضب تهدر استعلاءً وصموداً في فتياتنا ونساءنا بل والأطفال.
انهم يلحظون روحاً جديدة تسري حتى في جيلنا المغادر تُفَّجِر فيهم حيوية شباب لم يذهب بعد.
ألف حساب .. ان لم يكن من جيل الغضب الحالي فمن أرحام نساء جيل خلف واليوم
هم ينتظرون ويتخوفون من عُمر وُلِد أو يوشك أن يُولَد ..
هم يخشون من هويتنا .. التي يرتديها شبابنا ويتلحف بها بناتنا الأبطال
الفزع يتملكهم من أن تسري هذه الروح الى الشعوب .. الى البشر
هم يعلمون أنهم لا قِبَل لهم بهذه الروح ولا أصحابها
انهم يخافونها في أفرادنا فكيف بجماعاتنا
فكيف كيف .. اذا هدرت بها حناجر شعب من شعوبنا؟!
ماذا لو بدأت بشعب ثم أصبحت هدير أمة؟!
ستكون إذن أمة السيف والقلم ..
أيخيفهم هذا ؟! .. طبعاً
أبعد من ذلك ؟
أن تصبح أمة عُمر ..
عُمر .. العدل
عُمر .. الهوية الاسلامية
عُمر .. النموذج الحضاري لقيم الاسلام
عُمر .. الذي يعزل خالد المنتصر .. ليتعلم الخلق :
أن الذي ينتصر هو قيم الرسالة .. لا سيدنا خالد ولا عُمر..
هكذا هم .. يرون أقدار الله ويدافعونها ..
أقدار الله .. تدعمنا وتعمل معنا ..
تدعونا إذن نتحرى موعود الله الذي لنا..
الواقع من حولنا يتشكل والهوية هي كلمة السر ..
أحداث كثيرة تبدو مخيفة .. لكنها في الحقيقة مبشرة ..
هي ــ والله ــ أيامٌ يصنعها الله لنا .. كما أعدَ يوم بُعاث لحبيبه ..
فلنستشرف موعود الله .. فهو قريب قريب ..
ربانيةً وأخوةً واتحاداً ..
ثم الدعاء ..
[email protected]
https://www.facebook.com/ezzat.elnemr.9