احمد المحمدي المغاوري
وتبقى الصلاة. ما بقى في العمر بقية . خمس صلوات نتكلم مع الله ، ففيها سجود واطمئنان وتسبيح وتهليل وتحميد للرحمن. إنها لسعادة الكثير منا يفقدها ويبحث عنها. وهي بين أيدينا "كالإبل في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول". فلو يعلم المصلي ما يغشاه من الرحمة والقرب من الله عند سجوده لَمَا رفع رأسه. قال تعالى( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) النور56.وقال سبحانه لنبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( واسجد واقترب) وعندما ضاق صدره من إيذاء المشركين . قال له (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين) الحجر.
وتبقى الصلاة .وأي دين بلا صلاة هذا الدين!! "فالصلاة عماد الدين" وكما قال بعضهم كالخيمة لها عمود في وسطها فإذا سُحب هذا العمود تداعت الخيمة ولم تؤد وظيفتها . وما معنى لا إله إلا الله بدون الصلاة فلا خير في دينٍ لا صلاة فيه فهي عماد الدين ، قال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) البينة.(فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ..رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ)
(وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ .قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ
وتبقى الصلاة. في الصلاة يتطهر العبد من ذنوبه كل يوم وليله خمس مرات فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ <http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4396> ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ، قَالَ : فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا". ونحن نقرأ في القران نجد أن الله يحب ( المتقين والصابرين والمحسنين والمجاهدين والمقسطين) لكن نفسي ضعيفة وشحيحة وتخاف وقليلة الصبر فما النجاة ؟ فإذا ببريق أمل وحبل النجاة حين قرأت قوله تعالى(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) فتعلقت بها لذا تبقى الصلاة مطهرة للذنوب والخطايا ما حيينا.
وتبقى الصلاة. فهي من الأهمية أنها علامة لهذه الأمة المسلمة على تقدمها وتأخرها، قوتها وضعفها ، نهضتها وتقهقرها، فلاحها وخسرانها قال تعالى (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) وقال صلى الله عليه وسلم: " أول ما يرفع من هذه الأمة الخشوع في الصلاة حتى لا ترى فيها خاشعاً " فهل نستحضر عظمة الله ونحافظ على الصلاة حتى لا تنتقض عرى الأمة عروة .عروة. فعن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضاً: الحكم، وآخرهن الصلاة ) فهل أنا وأنت سنكون ممن تنقض عرى الإسلام بتهاوننا في الصلاة . لكن للأسف وجدنا الكثرة من بني امتنا من التاركين لها والمتخلفين عنها في واقع اليوم .
وتبقى الصلاة. فهي كما يقول محمد ابن إسحاق بن خزيمة عن لإيمان " قال تعالى (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) في هذا الموضع هي لصلاة ، ودليله في قوله تعالى :(وما كان الله ليضيع إيمانكم ) البقرة.فأراد بالإيمان هنا الصلاة ، أي : صلاتكم إلى بيت المقدس . لذلك فهي نور الإيمان الذي يضيء للعبد طريقة. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( والصلاة نور).
وتبقى الصلاة . من اللطائف أن هناك مرض يسمى انقلاب الرحم : وهو يُصيب النساء عادة وعلاجهُ عبارة عن تمريناتٌ تُشبه تمامًا حركات الصلاة فسبحان الله الذي أوامرهُ لها حكمه لا نعلمها فالصلاة تجمعُ آلاف الفوائد دون أن ندري، ففضلاً عن أن الصّلاة اتّصال بالله عز وجل وشُعور بالسكينة بين يدي الخالق سبحانه ولها خلقنا نتعبد بها لله ، فإنّها أيضا صِحّة للقلب والجسد معا ، ففيها تمرينات معتدلة تليِّنُ كلّ العضلات ، حتى فقار الظّهر، وأصابع القدمين ، تليِّنُها وتنشّطها ، وتقي الإنسان أمراضًا كثيرة أقلّها تصلّب الشرايين ،
- ذكر الدكتور راتب النابلسي أن امرأة كانت تشكو من مرض الشقيقة ، التقَت بِطَبيب قال لها : من أيّ بلدٍ أنت ؟ قالَت له : من الشام . قال : أمُسلمةٌ أنت ؟ قالتْ : نعم قال لها : أتُصلّين ؟ قالتْ : لا . فقال لها : علاجك في الصَّلاة . انْزَعَجَتْ ، ركِبَتْ الطائرة ، ودفعَتْ الآلاف من أجل أن يقول لها الطبيب في هذا البلد الأجنبي علاجك في الصّلاة ، وما علاقة الصّلاة بالشقيقة ؟ أيَّة علاقة بينهما ؟ قال لها عندئذٍ : حينما يسجدُ المسلمُ يتَّجِهُ الدَّم إلى رأسِهِ فتحتقِنُ الشرايين بالدَّم ، فإذا رفعَ تراجع الضّغط فجأةً من احتقانها وانخِفاض الضّغط فجأةً ، تمتلكُ الشرايين مرونةً تقيها التصلّب ومن أسباب الشقيقة تصلّب شرايين الرأس وضيقُ الشّعريات ، وعدم ترْوِيَة الدّماغ بالدّم . فالسّجود والرّفْع ، هذا يُسبّبُ مرونةً فائقةً في شرايين الدّماغ ( موسوعة النابلسي) ا.هـــ
قال تعالى : ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ﴾سورة الإسراء الآيات 78-79
وتبقى الصلاة . قال صلى الله علية وسلم (حُبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)) رواه النسائي.
فمن منا يصلي صلاة مودع ويحسن في صلاته يقف بين يدي الله يرجو عفوه ورضاه. قال تعالى (أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) الزمر.يقف كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله سبحانه يراه.وذلك هو مقام الإحسان.فإن أردت أن تعرف مقامك فانظر أخي فيما آقامك" يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-: "اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي وقت الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن، فاعلم أنه لا قلب لك فسل الله قلبًا آخر" وتبقى الصلاة. فكيف كان حال النبي وصحابته مع الصلاة للحديث بقية