د/ إبراهيم كامل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وأزواجه وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
قال سلفنا الصالح " تفاءلوا بالخير تجدوه " ولأن النصر آت لامحالة نقول " تفاءلوا بالنصر تجدوه " خاصة مع اقتراب ساعاته ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب التفاؤل ويعجبه . التفاؤل هو توقع الخير والاستبشار به وهو الأمل الذي يعيش لأجله أهل الشرعية بعد الله تعالى . التفاؤل ثقة في الله تعالى وحُسن الظن به . التفاؤل انشراح الصدر لقضاء الله تعالى وقوة دفع للرضى به . التفاؤل هو هدم الهزيمة النفسية واجتثاث أصولها من صدور المؤمنين . لكن التفاؤل وهو من جنود الله يتخير جنودا معه بصفات خاصة لينتصر بهم بإذن الله تعالى ، وهذه خلاصة مايريده التفاؤل منكم ولأنكم أيضا من جنود الله تعالى المخلصين له والمحبين له والمدافعين عن دينه والطامعين في الشهادة في سبيله :
أولا : التفاؤل بالنصر بحاجة إلى عزم وحزم وقوة " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم .
ثانيا : التفاؤل بالنصر بحاجة إلى انشراح صدر وحسن الظن بالله والاعتماد عليه " يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف " الترمذي وصححه الألباني .
ثالثا : التشاؤم ليس من صفات المؤمنين وليس من خصالهم الطِّيَرة أوالطَّير لحديث أمنا عائشة رضي الله عنها " عن النبي صلى الله عليه وسلم " الطير تجري بقدر " وكان يعجبه الفأل الحسن . صححه ابن حبان والألباني . وقال صلى الله عليه وسلم " من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك "، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة تلك؟ قال: " أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك " رواه أحمد وصححه الألباني . وقال صلى الله عليه وسلم " عُرضت علي الأمم، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رُفع لي سوادٌ عظيم، قلت: ما هذا ؟ أمتي هذه ؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سوادٌ يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حساب " ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم، أو أولادنا الذين وُلدوا في الإسلام فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال صلى الله عليه وسلم "هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون " متفق عليه ،ولايتشاءم إلا المنافقون " وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرورا " الأحزاب
رابعا : التفاؤل يزيد من ثبات المؤمنين ولايسمح لليأس أن يتسلل أويعشش في قلوبهم " وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرونَ " وقال تعالى " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " .
ياأهل الحق والشرعية ... من قرأ التاريخ اليوم تيقن في نصر الله غدا
قال العلامة ابن القيّم رحمه اللّه: ومن منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ: منزلة اليقين، وهو من الإيمان بمنزلة الرّوح من الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمّر العاملون، وعمل القوم إنّما كان عليه، وإشاراتهم كلّها إليه، وإذا تزوّج الصّبر باليقين، ولد بينهما حصول الإمامة في الدّين. قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ السجدة.
ياأهل الحق والشرعية ... أوقدوا جذوة التفاؤل في قلوب المنكسرين فليس لهم بعد الله إلا أنتم
في حديث خباب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " لقد كان من قبلكم ليمشَط بمِشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشَقّ باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، وليُتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه " البخاري . وقال صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار " لاتحزن إن الله معنا " ليس هذا فحسب ، بل قال لسراقة الذي كان يبحث عنهما طمعا في المكافأة الكبرى التي رصدها المشركون الانقلابيون " كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى " . وفي غزوة الأحزاب والمسلمون محاصرون من كل الجهات " إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون . هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا " يبث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم روح التفاؤل بقوله " والذي نفسي بيده، ليفرّجنّ الله عنكم ما ترون من شدّة، وإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنًا، وأن يدفع الله إليّ مفاتيح الكعبة، وليهلكنّ الله كسرى وقيصر، ولتُنفقُنّ كنوزهما في سبيل الله " البيهقي وابن كثير في البداية والنهاية .
ياأهل الحق والشرعية : هذا رئيسكم الشرعي يبث فيكم روح التفاؤل بنصر الله تعالى فاعتصموا واستعدوا
قبرغم شدة السجن وقوة القيد والتهديد والوعد والوعيد الذي يراه فخامته من الانقلابيين والصندوق الذي يقف فيه وهو عازل للصوت نرى فخامته يتحين لحظة الوقوف في المحكمة بين الكلاب المسعورة من عسكر وشرطة وقضاة ثم يرفع يديه بكل عزة وثقة في الله تعالى وكله تفاؤل وعزيمة ولو تركوه يتكلم لأماتهم الله خوفا من قوة صوته القعقاعي ، نراه هو وإخوانه وأخواته من أهل الشرعية- رغم شدة البلاء - تملأ وجوههم الابتسامة وتتنزل عليهم السكينة والرحمات من الله تعالى ويبعثون برسائل الثبات ويبثون فينا روح النصر لأنهم على يقين واعتقاد بأن الله لن يخذلهم أو يكلهم إلى أنفسهم ، فهل رأيتم أسودا ثائرة كم ترون فضيلة المرشد ومن معه من أهل الحق من كل أطياف الشرعية رجالا ونساءا ، شبابا وبنات .
ياأهل الحق والشرعية .... ثورة يناير هذا العام تختلف عن كل عام فاستميتوا مع هذه الفرصة
حيث هتك الله ستر هذا الانقلابي السيسي ابن اليهودية وفضحه على رءوس العالمين وأخزاه حيث ماتكلم بكلمة أووعد وعدا إلا وجاء ضده ويذكرنا بمسيلمة الكذاب – وهو من نفس قطاع الانقلابيين – حيث طلبوا منه آية بأنه نبي فقالوا إن محمدا رد عين قتادة بعد أن سالت على خده فقال أستطيع ذلك فجاءوا له برجل أعور وأخذ يشعوذ ويضع يده عليها فأغار الله تعالى ماء العين الصحيحة وهذه تسمى بالمهانة ، وليست هناك محمدة واحدة تذكر لهذا الخسيس القزم ولالأتباعه والكل منهم في ضجر حتى الذين ناصروه وفوضوه وصوتوا له وهم كثرة وسواد عريض في المجتمع ويأكلون الثرى من شدة الجوع والعطش لكن قتلهم الخوف وغلبهم الجبن وسترون سوادهم مع ثورتكم فاستعدوا واصبروا وصابروا ولينصرن الله من ينصره .
ياأهل الحق والشرعية ........... حتى أذرع الانقلاب بالوا في سراويلهم وقتلهم الخوف من ثورتكم القادمة
حيث يتوسلون ويطلبون التأجيل كما قال كلبهم الأقرع عمرو أديب وغيره من هؤلاء الفجرة فلانامت أعين الجبناء بل وسيخرج علينا الدجال بنفسه المسمى بالخسيسي وسيخطب في الناس بسهوكته واستعطافه للضعفاء ومن معه من ترزية الانقلاب ليؤكدوا حرمة التظاهر حتى ولوكان سلميا ليعيد إلى أذهاننا مافعله أبوه المجرم فرعون ليضحك على السذج من أهل مصر حيث قال " يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ " وتذكروا جيدا ماقاله فخامة الرئيس مرسي " إنما النصر صبر ساعة " ولم يبق من الساعة إلا زمن ثورتكم وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، ومع غد يحمل نسمات النصر ويحمل معه نعوش الانقلابيين جميعا حتى تدفنوهم في مزابل التاريخ مع شياطينهم السابقين وليكون يوم النصر عبرة لكل الفلوليين ولمن تسول له نفسه مرة أخرى أن تمتد يده بسوء لمصرنا ولأبنائنا وبناتنا والله خير الناصرين وسيقطع الله دابر الكافرين والحمد لله رب العالمين