هشام المنصور
مجزرة، إبادة جماعية، قتل خارج القانون، جرائم ضد الانسانية، جريمة العصر سميها ما شئت وصف ما تستطيع الكلمات أن تعبر عنه ومهما حاولت وأعدت المحاولة فلن تستطيع أن تصف ما حدث، لن تقدر أن تصف شعور الأم التي تشاهد طفلها لا يستطيع التنفس من جراء القنابل المسيلة للدموع والتي تنهمر من كل صوب وحدب، ولن تتمكن من نقل شعور أب يرى إبنه وقد انشطرت رأسه نصفين من جراء تصويب الجيش والشرطة على المعتصمين العزل، لن تستوعب النداء الشهير للطفل الذي يستجدي أمه كي تعود إلى الحياة بعدما قتلها مجرمي العسكر بلا ذنب، لن يصل عقلك لتخيل جرافات ترفع الجثث بالعشرات بلا حرمة لموت، أو ترى من يحرق الجرحى والموتى بلا أي انسانية حتى يزيل بعض آثار جريمته.
إنها جريمة العصر التي لن تمحوها الأيام من الذاكرة ولن يفلت مرتكبوها من العقاب مهما بعدت الأيام لأنها ببساطة أنشئت جيلاً يكفر بدعاوى واهية لطالما تغنى بها الأجداد والأباء من وطنية العسكر واستحالة إقدامهم على قتل شعبهم فإذا بهم يتلقون كل أنواع الرصاصات وبلا رحمة من هؤلاء الأشاوس حماة الأرض، لقد راهن السذج والمغرر بهم لسنوات عديدة والكاتب ليس بعيداً عنهم على عقيدة الجيش التي تعرف عدوها الحقيقي وتأبى أن تجعل من الشعب العدو فإذا بها تفعل وبقسوة فاقت إجرام أعداء الأمة في حروبهم، فالعدو الصهيوني مع إجرامه لم يقتل في يوم واحد مثل ما قتله الجيش المصري في مذبحة رابعة.
وبعد مرور عامين على الحدث الجلل والذي يتباهى به السيسي ويذكر المصريين به، مازالت آلة القتل مستمرة وتتخذ أشكالاً جديدة مثل التصفيىة الجسدية سواء عند الاعتقال أو بعد الاعتقال والتعذيب وما حادث تعذيب وقتل خمسة شباب بمحافظة الفيوم في جنوب مصر منا ببعيد، ولكن ما هي آثار هذه الجرائم على الحياة في مصر؟ وهل مرت جريمة الفض ونجح العسكر في تطويع الشعب؟.
الجريمة أحدثت شرخاً في بناء المجتمع المصري، وتقطع نسيج الشعب الواحد بل فقد الجيش المصري تاريخه وشعبيته واحترامه لدى كثير من أبناء الشعب، ولم يعد خافياً على أحد أن مواجهات العسكر مع مسلحي سيناء لا تحظى بأي تعاطف من قبل جزء ليس بالقليل من الشعب ولعل بيانات المتحدث العسكري التي تتحدث عن رصد شماتة البعض تؤكد ذلك، ولربما انهارت معنويات الجنود أنفسهم الذين لا يعرفون لماذا يقتلون أو يقتلون؟ فبنية الجيش المصري أصبحت واهية ولا تحمل عقيدة قتالية ضد عدو ظاهر سوى الترهات الإعلامية التي لا يصدقها سوى البسطاء من قبل الارهاب المحتمل وما يؤكد هذا الاستنتاج نتائج المواجهات العسكرية التي دائماً حصيلتها قتلى وجرحى من الجنود والاستيلاء على المعدات والدبابات بكل سهولة، وما يجيده العسكر التحليق بالطائرات لقتل الابرياء واصدار البيانات الاعلامية التي تفتقد إلى أقل درجات المصداقية ولا تحترم عقلية متلقي البيان، لم تنجح جريمة القتل الجماعي في تطويع الشعب ووقف أشكال المقاومة السلمية للانقلاب، ومن غير المتوقع أن تظل سلمية في المستقبل القريب.
ويبقى السؤال الذي لا يجد إجابة من الذي قتل المصريين في رابعة والنهضة؟ وأين هو من المحاسبة وما نتيجة تقارير حقوق الإنسان التي صدرت بهذا الشأن؟ وهل قتل أكثر من ألف شخص بينهم نساء وأطفال مع سبق الاصرار والترصد وفقاً لتقرير هيومن رايتس وتش لا تحتاج إلى فتح تحقيق ولو بصورة صورية لذر الرماد في العيون؟.
ما يجب أن نعترف به أن العسكر فهموا ما لم يفهمه الثوار عن النظام العالمي الجديد لذا لم يكلفوا أنفسهم بفتح تحقيقات صورية في الجريمة، فقد علموا أن العالم المتحضر ليس لديه المبادئ التي ينادي بها، فها هي فرنسا تضع مبادئ ثورتها جانباً وتحتفي بالقاتل المصادر للحريات من أجل صفقة الرافال، وأمريكا والغرب دهسوا الإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهدين الدولي للحقوق المدنية والسياسية من أجل مصالح آنية.
إن مجزرة رابعة وما تلاها من ردود أفعال محلية ودولية، واستمرار القاتل في جرائمه بلا توقف قد حطمت أغلوطات وأوهام لطالما تغنى بها الأجداد منها وطنية الجيش الذي يستحيل أن يصوب بندقيته نحو العزل من شعبه، فها هو يصوب بندقيته ودباباته بل وطائراته نحو الأطفال والنساء، وأن الديمقراطية هي السبيل الأمثل لتداول السلطة في بلاد العالم الثالث، فلقد شاهدوا بأنفسهم أن الدبابة تدهس صندوق الانتخاب وسط صمت عالمي ودعم من دول إقليمية لا تعرف الحرية في بلادها، لقد خلقت رابعة جيل يكفر بالديمقراطية ويكتشف زيف ادعاءات المنادين بها في الداخل والخارج وانشئت أرضاً خصبة لكل الدواعش، وإذا لم تتوقف آلة القتل ويحدث القصاص العادل فمن المتوقع أن تخرج الأمور عن السيطرة وسيدفع الجميع الثمن والغرب ليس بعيد عن ذلك.هشام المنصور
مجزرة، إبادة جماعية، قتل خارج القانون، جرائم ضد الانسانية، جريمة العصر سميها ما شئت وصف ما تستطيع الكلمات أن تعبر عنه ومهما حاولت وأعدت المحاولة فلن تستطيع أن تصف ما حدث، لن تقدر أن تصف شعور الأم التي تشاهد طفلها لا يستطيع التنفس من جراء القنابل المسيلة للدموع والتي تنهمر من كل صوب وحدب، ولن تتمكن من نقل شعور أب يرى إبنه وقد انشطرت رأسه نصفين من جراء تصويب الجيش والشرطة على المعتصمين العزل، لن تستوعب النداء الشهير للطفل الذي يستجدي أمه كي تعود إلى الحياة بعدما قتلها مجرمي العسكر بلا ذنب، لن يصل عقلك لتخيل جرافات ترفع الجثث بالعشرات بلا حرمة لموت، أو ترى من يحرق الجرحى والموتى بلا أي انسانية حتى يزيل بعض آثار جريمته.
إنها جريمة العصر التي لن تمحوها الأيام من الذاكرة ولن يفلت مرتكبوها من العقاب مهما بعدت الأيام لأنها ببساطة أنشئت جيلاً يكفر بدعاوى واهية لطالما تغنى بها الأجداد والأباء من وطنية العسكر واستحالة إقدامهم على قتل شعبهم فإذا بهم يتلقون كل أنواع الرصاصات وبلا رحمة من هؤلاء الأشاوس حماة الأرض، لقد راهن السذج والمغرر بهم لسنوات عديدة والكاتب ليس بعيداً عنهم على عقيدة الجيش التي تعرف عدوها الحقيقي وتأبى أن تجعل من الشعب العدو فإذا بها تفعل وبقسوة فاقت إجرام أعداء الأمة في حروبهم، فالعدو الصهيوني مع إجرامه لم يقتل في يوم واحد مثل ما قتله الجيش المصري في مذبحة رابعة.
وبعد مرور عامين على الحدث الجلل والذي يتباهى به السيسي ويذكر المصريين به، مازالت آلة القتل مستمرة وتتخذ أشكالاً جديدة مثل التصفيىة الجسدية سواء عند الاعتقال أو بعد الاعتقال والتعذيب وما حادث تعذيب وقتل خمسة شباب بمحافظة الفيوم في جنوب مصر منا ببعيد، ولكن ما هي آثار هذه الجرائم على الحياة في مصر؟ وهل مرت جريمة الفض ونجح العسكر في تطويع الشعب؟.
الجريمة أحدثت شرخاً في بناء المجتمع المصري، وتقطع نسيج الشعب الواحد بل فقد الجيش المصري تاريخه وشعبيته واحترامه لدى كثير من أبناء الشعب، ولم يعد خافياً على أحد أن مواجهات العسكر مع مسلحي سيناء لا تحظى بأي تعاطف من قبل جزء ليس بالقليل من الشعب ولعل بيانات المتحدث العسكري التي تتحدث عن رصد شماتة البعض تؤكد ذلك، ولربما انهارت معنويات الجنود أنفسهم الذين لا يعرفون لماذا يقتلون أو يقتلون؟ فبنية الجيش المصري أصبحت واهية ولا تحمل عقيدة قتالية ضد عدو ظاهر سوى الترهات الإعلامية التي لا يصدقها سوى البسطاء من قبل الارهاب المحتمل وما يؤكد هذا الاستنتاج نتائج المواجهات العسكرية التي دائماً حصيلتها قتلى وجرحى من الجنود والاستيلاء على المعدات والدبابات بكل سهولة، وما يجيده العسكر التحليق بالطائرات لقتل الابرياء واصدار البيانات الاعلامية التي تفتقد إلى أقل درجات المصداقية ولا تحترم عقلية متلقي البيان، لم تنجح جريمة القتل الجماعي في تطويع الشعب ووقف أشكال المقاومة السلمية للانقلاب، ومن غير المتوقع أن تظل سلمية في المستقبل القريب.
ويبقى السؤال الذي لا يجد إجابة من الذي قتل المصريين في رابعة والنهضة؟ وأين هو من المحاسبة وما نتيجة تقارير حقوق الإنسان التي صدرت بهذا الشأن؟ وهل قتل أكثر من ألف شخص بينهم نساء وأطفال مع سبق الاصرار والترصد وفقاً لتقرير هيومن رايتس وتش لا تحتاج إلى فتح تحقيق ولو بصورة صورية لذر الرماد في العيون؟.
ما يجب أن نعترف به أن العسكر فهموا ما لم يفهمه الثوار عن النظام العالمي الجديد لذا لم يكلفوا أنفسهم بفتح تحقيقات صورية في الجريمة، فقد علموا أن العالم المتحضر ليس لديه المبادئ التي ينادي بها، فها هي فرنسا تضع مبادئ ثورتها جانباً وتحتفي بالقاتل المصادر للحريات من أجل صفقة الرافال، وأمريكا والغرب دهسوا الإعلان العالمي لحقوق الانسان والعهدين الدولي للحقوق المدنية والسياسية من أجل مصالح آنية.
إن مجزرة رابعة وما تلاها من ردود أفعال محلية ودولية، واستمرار القاتل في جرائمه بلا توقف قد حطمت أغلوطات وأوهام لطالما تغنى بها الأجداد منها وطنية الجيش الذي يستحيل أن يصوب بندقيته نحو العزل من شعبه، فها هو يصوب بندقيته ودباباته بل وطائراته نحو الأطفال والنساء، وأن الديمقراطية هي السبيل الأمثل لتداول السلطة في بلاد العالم الثالث، فلقد شاهدوا بأنفسهم أن الدبابة تدهس صندوق الانتخاب وسط صمت عالمي ودعم من دول إقليمية لا تعرف الحرية في بلادها، لقد خلقت رابعة جيل يكفر بالديمقراطية ويكتشف زيف ادعاءات المنادين بها في الداخل والخارج وانشئت أرضاً خصبة لكل الدواعش، وإذا لم تتوقف آلة القتل ويحدث القصاص العادل فمن المتوقع أن تخرج الأمور عن السيطرة وسيدفع الجميع الثمن والغرب ليس بعيد عن ذلك.