شعبان عبد الرحمن
 
هذا رجل  بكل ما تعني الرجولة من معني ،  يتعرض - كغيره من خيرة أبناء مصر - للموت البطيئ داخل سجنه الانفرادي شديد الحراسة .. " ينام على الأرض بعد استيلاء إدارة السجن على السرير والمرتبة ، رغم خضوعه لعملية جراحية خطيرة تم خلالها تركيب 6 مسامير بفقرات ظهره، وهو الأمر الذي قد يُؤدي لإصابته بالشلل - لا قدر الله - إذا استمر الوضع على هذا النحو " ..
 
تلك كانت شهادة المحامي "أحمد أبو العلا ماضي" عبر فيس بوك . وأفاد أحمد  وهو - كما هو واضح - نجل المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط المختطف  في سجون الانقلاب مع عصام منذ  29 يوليو 2013م أفاد : " تقدمت بشكوى لـلمجلس القومي لحقوق الإنسان ولم يحركوا ساكنًا وتحججوا بأنَّ هذا النظام  نظام مُجرم أتى ليقتل معارضيه ، وأنَّ رئيس مصلحة السجون يرفض مقابلتهم وأنهم لا يملكون من أمرهم شيئًا!!
 
ولم يخبرنا الأستاذ أحمد أبو العلا،هل أفاده السادة أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان بموعد رحيلهم عن ذلك المجلس الديكور حفظا لماء وجوههم واحتراما لما بقي من كرامتهم التي من المفترض أن يغاروا عليها أم هم باقون علي مقاعدهم الوثيرة يزينون المقر الإنساني المهزلة ويجملون فاشية نظام تغول حتي النخاع علي حقوق الإنسان ؟!
 
عفوا نسيت أمرا مهما قالوه وهو أنهم  : لا يملكون من أمرهم شيئا ! وذلك بيت القصيد في مصر اليوم .. لا يملك أحد الاستقالة أو البقاء أو فتح " خشمه " بكلمة .. فهل يترحم جورج إسحاق نجم المجلس القومي لحقوق الإنسان علي أيام كان نباحه لا يتوقف مزايدة وتجارة بحقوق الأنسان ؟!.
 
في تلك الأجواء تم الزج بالأستاذ عصام سلطان إلي السجن حيث يلاقي الموت البطيئ انتقاما من مواقفه الوطنية الكبري وسعيا للتخلص من رجل كانت حركته في الشارع المصري توازي حركة مؤسسة قانونية وسياسية واجتماعية متكاملة . فقد ملأ الساحة المصرية إبان ثورة يناير وخلال حكم الرئيس محمد مرسي حيوية ونشاطا كشف فيها ما عجزت عنه أحزاب بكاملها وعري شخصيات انخدع بها الناس . كانت مواقفه وتحليلاته العميقة والحاضرة بقوة تلجم مخالفيه وخصوم الشرعية ، وتميز بدعم مواقفه بمستندات تضع خصمه السياسي في مأزق لا فكاك منه .
 
ومعني الرجولة – في زمن عزت فيه -  يتجلي عند عصام سلطان بكل معانيه إلي جوار المهندس أبو العلا ماضي في وقفتهما الكبري إلي جوار شرعية الرئيس محمد مرسي مثلهم مثل العشرات من النخبة المصرية المحترمة ولكن الخصوصية عندهما مثل الدكتور إبراهيم الزعفراني أنهما كانوا أصحاب خلاف في الرأي مع قيادة الإخوان المسلمين إبان تأسيس حزب الوسط وما نجم عنه من خروجهما من الجماعة  في أجواء ملتهبة .. عندما اختلف عصام وأبو العلا مع الإخوان استقالا وصدعا برأيهما  بحدة أحيانا ولكن الصراحة مع النفس كانت سيدة الموقف .
 
لم يظل عصام سلطان كامنا بين صفوفهم كخنجر مسموم يوجه طعناته الغادرة بين الحين والآخر للجماعة الجريحة تحت أي مسميات أو شعارات وما أكثرها. لكن معدن الرجال تجلي عند عصام سلطان مثل ابو العلا ماضي وإبراهيم الزعفراني عند لحظة الجد .. عند الانقلاب علي الرئيس وشن حملة إبادة غير مسبوقة علي أنصاره ، وهنا اختار طريق الصمود إلي جوار أصحاب الحق .. إلي جوار الرئيس الشرعي المنتخب وإلي جوار الشرعية ...اختار الموقف الأصعب فوقف إلي جوار الإخوان وكان أكثر نشاطا وجسارة في مقارعة زبانية الانقلاب ... انحاز لللحق وفضل السجن حيث يواجه الموت البطيئ دون أن يتزحزح قيد أنملة .. وتلك معادن الرجال .