بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان
 
سلام عليكم في الخالدين رحمكم الله رحمة واسعة وتقبلكم في عداد المسلمين الأوفياء
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)
يصطفي الله من عباده أنقاهم وأنفعهم وأصفاهم وأخلصهم وأرقهم وأرقاهم وأقواهم في الحق وأكثرهم تضحية وجهاد يصطفيهم ويختارهم وينتقيهم ويهبهم ويمنحهم ويتخذهم شهداء
فالكبار العظام ليس لهم إلا الشهادة، والتاريخ لا يؤرخ إلا للعظماء ولا يهتم إلا بالكبار
والكبار فقط لهم الشهادة التي هى جائزة الدنيا وكرامة الآخرة
فلا يُرى ولا يُعقل ولا يُتصور ولا نأمل للكبار والعظماء إلا البقاء والخلود إلا الشهادة التي لها عملوا وفي سبيلها جاهدوا وهى أسمى الأمنيات والغايات والأهداف
فهى اصطفاء واختيار واتخاذ وانتقاء ورزق وهبة وعطية ومنحة من الله تعالى لأوليائه الأبرار المخلصين بل نحزن عليهم إن ماتوا على غيرها.
(إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
يريد الله أن تسطر أسمائهم وصورهم وحياتهم ومماتهم وجهادهم مع الكبار مع الصحب الكرام ومع أمثال البنا وقطب والياسين والرنتيسي في مقعد صدق عند مليك مقتدر نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله، نحن فخورون بشهدائنا الأبرار والقادة العظام فخورون بكم أيها الشهداء
فخورون بكم نرفع أعناقنا لعنان السماء وفوق السحاب رضا باصطفاء الله واختياره
فللذكرى وللتاريخ نؤكد أننا ما دخلنا هذه الدعوة لكي نكون رؤساء ووزراء ونواب ومحافظين ورموز وقادة (هذه وسائل يبتغى بها وجه الله لتكون كلمة الله هى العليا)
إنما دخلنا هذه الدعوة المباركة لكي نكون شهــــداء
فمـن يعمل لله لا ينتظر ولا يرجوا سوى الشهـــــادة
ولا يبتغي بديلاً عنها فهى أسرع الخطى إلى الله
وهى أسمى أمنيات الصادقين (أملي أن يرضى الله عني) (صدق الله فصدقه الله)
هنيئاً لكم جهدكم وجهادكم واستشهادكم
كم يغبطكم إخوانكم بفوزكم وسبقكم إلى الله
هنيئاً لكم لقيآكم الأحبة محمداً وحزبه
ستعيشون أكثر بكثير ممن سفكوا دمائكم
هنيئا لكم التحاقكم بخير ركب في قافلة الشهداء
وفي القلب أنتم لا تمحى محبتكم
وفي الدعــاء ذكركــم لا ينقطــع
عزائنا أنكم نلتم ما تمنيتم صدقتم الله فصدقكم ربكم جلا وعلا
وعزائنا أنكم اليوم في حال أحسن بإذن الله في خير حال ومع أفضل صحبة وفي أطيب موضع وأعلى مكان فهنيئا لكم مقامكم الجديد نحسبكم كذلك ولا نزكيكم على الله
كنا نأمل في الاحتفال بفرج الله القريب وفتحه المبين معا وسويا ولكنكم فزتم ورب الكعبة باحتفال أعظم ومكانة ومنزلة لا ترنوها مكانة ولا تدانيها منزلة
فإلى أن يُلحقنا الله بكم على الدرب سائرون بإذن الله سلام عليكم في الخالدين