ماهر جعوان 
 
رمضان منهج حياة
رمضان رسالة ونظام ومنهج وغاية يجب على الأمة دراستها ووعيها وفهمها فهما جيدا صحيحا ليدرك المسلم صحيح الإسلام مهمته التي من أجلها خُلق وفي سبيلها يُجاهد ولها يعيش وعليها يلقى الله صابرا محتسبا مقبل غير مدبر
شعاره لبيك فهما شاملا سيرا على نهج الرسول
فالرسول الكريم الذي بعث في رمضان ونزل عليه الوحي بالقرآن في رمضان لتنطلق الرسالة للأمة في رمضان لتغير معالم الحياة بهدي محمد ﷺ لتتم الرسالة وتحيا الأمة وتُقام الدولة ويُسبح الناس بحمد ربهم فلا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز به الإسلام وأهله وذلا يذل به الشرك وأهله
فمقومات النصر والتمكين وأستاذية العالم في رمضان حيث الاجتهاد التعبدي والإيماني والعقائدي والسلوكي والأخلاقي والحركي والنفسي والجهادي والتعاون المجتمعي
فتخرج أفضل طاقات الإنسان وأروعها وأحسنها وأصوبها وأخلصها
فتفح القلوب وتنير الدروب وتبدد الظلمات وتهل بشارة الفتح المبين (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)
 
يقول الإمام البنا:
(لقد قدم رمضان هذا للناس نبيا وكتاباً، قامت عليهما أعظم نهضة إنسانية عرفها الوجود، وتمت بها أعظم رسالة رأتها الدنيا، فكان النبي  محمدا ﷺ وكان الكتاب هو القرآن الكريم ، وكانت الرسالة إنشاء جيل وإحياء أمة، وإقامة دولة، مهمتها في الوجود أن تتوحد تحت لواء المبادئ العليا، والمثل السامية، والفضائل الإنسانية الخالدة، وأن تخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، الله الذي له ما في السماوات والأرض
ومضى النبي ﷺ قدما يبلغ رسالته ويتلوها على الناس كافة، ودانت الجزيرة وانتهى سلطان الكسروية، وتقلص ظل القيصرية، ورفرف لواء المبادئ القرآنية الجديدة، على ملك شامخ من حدود الصين إلى الدار البيضاء ومن فرنسا إلى مجاهل أفريقيا ودخل الناس في دين الله أفواجا)