بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان

الجرم في حق الوطن لا يسقط بالتقادم
تاريخ لا ينسى وعار لا يمحى
وجرح لا يندمل على مستقبل وطن يرجى فيه الخير لمستقبل أهله وأمته وتاريخه ودينه
أرسل العسكر الجنود إلى اليمن فهزمنا وفجعت مصر في أبنائها
بالنكسة احتلت سيناء وحُصدت بها الأرواح حصدا
وفقدنا غزة فاحتلت وهى تحت السيادة المصرية
وفصلت مصر عن السودان فصلا
وقطع تلاحم وادي النيل قطعا
وتسببنا بانفصال الجنوب
وبَعُدنا عن مصادر مياه النيل حيث كانت حدودنا يوما ما على حدود إثيوبيا
واستدانت مصر بعد أن كانت دائنة لبريطانيا
وانهار الاقتصاد وفقد الغطاء الذهبي لمصر
وفشلت الوحدة مع سوريا بجبروت حكم العسكر
وضعفت القوى وقيدت الحريات وأزهقت الأرواح وأبيدت آمال وطموحات
وتغيرت جينات الشعب المصري خوفا من الذهاب وراء الشمس
وأُعدم الأبرياء وسُجن الشرفاء وفُقد شباب وضُيعت أجيال
والآن نسير على نفس خطى النكبات والنكسات
فنُهدد بتدمير الأسطول الأمريكي في البحر المتوسط
كما هدد العسكر برمي إسرائيل في البحر من قبل
وكما أنذر القذافي بتدمير الأسطول السادس الأمريكي
وتتوالى النكبات والنكسات تباعا
عن دعم الانقلاب في ليبيا دعما لحفتر
وفي جنوب السودان دعما لسلفا كير
ومع ميلشيات دحلان بسيناء
وتهجير أهل سيناء
ويقتل الشعب ويسحل ويسجن ويختطف ويعدم ويمنع العلاج
ونفتعل صنع الإرهاب افتعالا
تحكم بنا أرز الخليج وإمارات كانت يوما صحراء جرداء لا زرع ولا ماء
أصبحت إسرائيل صديق وحماس عدو
الخلاصة أننا نسير في نفس الاتجاه مرة أخرى
قلبت حقائق وضيعت أجيال ورجعت البلاد إلى عصر الظلم والجبروت بإعدام الأبرياء وسجن الشرفاء وفقد وخطف الشباب
وعملت آلات التشويه والتكذيب والتخوين مسرحيات شتى ومحاكمات عدة ليدوم لها الحال
ولكن ربك بالمرصاد ودوام الحال من المحال وإن ربك يمهل ولا يهمل فينقلب السحر على الساحر
فهذه نكبات في ذكرى النكبة ونكسات في ذكرى النكسة
نكسة ونكبة ووكسة وهزيمة وانقلاب كلمات تختصر المشهد وتسطر التاريخ للأسف الشديد نكسات متعاقبات متتاليات تحمل في طيها سقوط حكم العسكر والحرية للثوار
يصنع الله لها جيلا يعد في الميادين
فيد الله تعمل في الخفاء فلا تستعجلوها
فوسعوا خطواتكم وأعلوا هممكم
فنضالكم اليوم ليس من أجل مصر وحدها إنما لها ولغيرها
لتحرير الأقصى وفتح روما وعودة الأندلس بل لخلافة راشدة
وأستاذية العالم بعز عزيز أو بذل ذليل
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا