المستشار/ عماد أبوهاشم

لست بصدد الدفاع عن آيات عرابى إزاء ما تنسبه إليها أبواق الانقلاب الإعلامية من سخافاتٍ لا دليل على صحتها ، فهى ليست في موقف اتهامٍ يستوجب الرد والدفاع عنها بحثًا عن دليل براءةٍ لها ، كما أنها في حلٍّ عن الرد على تلك السخافات التى لا تحمل إلا أدلة اتهام مؤلفها بالكذب والتلفيق ولا تنبئ إلا بحماقته ورعونته في الرد على ضرباتها الموجعة لنظامه الانقلابى الغاصب ، تلك السخافات هى مجرد رد فعلٍ انتقامىٍّ ضدها نتيجة استفزازها المستمر لنظام الانقلاب خرج وليد انفعالٍ لحظىٍّ من شخصٍ أحمق بصورةٍ عشوائيةٍ غير محسوبةٍ تحمل في طياتها دليل براءتها .

كمحققٍ جنائىٍّ وكقاضٍ يرتكز عمله على وزن الأدلة وتقصى الحقائق أستطيع النفاذ بسهولةٍ إلى التمييز بين الصالح والطالح منها ، وأول ما يهدم مزاعمهم  التى أطلقوها في حق امرأةٍ عرفت نقاط ضعفهم وخفة عقولهم وغباءهم وحماقتهم فراحت تكيل لهم الضربات الواحدة تلو الأخرى هو التوقيت المتأخر لإعلان تلك المزاعم للرأى العام ، فلو كان ما يقولونه عنها حقًّا ، فلماذا صبروا عن الكشف عنه وهى منذ وقوع انقلابهم تناصبهم العداء الشديد ؟ وإن كانوا يعرفون عنها ذلك ، فلماذا سمحوا لها بالعمل كمذيعةٍ في القنوات الرسمية لدولتهم على الرغم أنه من المسلم به أن من يعمل بتلك الأماكن يخضع لتحرياتٍ دقيقةٍ ورقابةٍ مشددة ؟  

وبتناول ما زعموه عنها ببعض التدقيق والتمعن نجد - مثلًا - أن اتهامها بالتخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية يأتى تطبيقًا لأساليبهم القديمة في شيطنة خصومهم ، لقد نسبوا إلى العديد من رموز الإصلاح في مصر مثل تلك التهم ليتمكنوا من القضاء عليهم بتأييدٍ شعبى وعلى رأس هؤلاء الشهيد الدكتور سيد قطب ، وإذا كانوا يمتلكون الأدلة على صحة إسناد تلك التهمة إليها ، فلماذا لم يقدموها إلى نيابتهم الخاصة ليستصدروا حكمًا بإدانتها كما فعلوا مع الرئيس مرسى وآخرين في قضيتى التخابر مع قطر وحماس أم أن أنهم يخشون اللعب مع المخابرات الأمريكية دون أن يكون في يدهم الدليل لأن أمريكا ليست كقطر وحماس ؟

وأتساءل كيف عرفوا ما يصمونها به من ضبط شقيقها لها ببيت عائلتها في وضعٍ مخلٍّ مع وكيلٍ للنائب العام تزوجها فيما بعد ؟ ومن هو وكيل النائب العام الذى ضبط معها ؟ بالعقل والمنطق إن حدث ذلك فإن أحدًا لن يعرف به لأنه وقع بين جدرانٍ وأبوابٍ مغلقةٍ ولم يدرِ أحدٌ به سوى شقيقها الذى يستحيل عليه فضح شقيقته وإلا كان يفضح نفسه وأسرته كلها ،  كما أن اتهامها بتلك التهمة الكاذبة يحمل أيضًا اتهامًا لوكيل النائب العام - الذى قيل إنه ضُبط معها - بتهمةٍ مسلكيةٍ ماسةٍ بالشرف والاعتبار تستدعى مؤاخذته وإقصاءه عن القضاء ، إنهم يتهمون آيات عرابى وحدها أما شريكها الوهمى فى تلك التهمة الذى من المفترض أنه مازال عضوًا بجهازهم القضائىِّ برئٌ منها .

أما عن سردهم بعض التفاصيل عن نشأتها لأسرةٍ متواضعةٍ فهذا لا يعيبها في شيئٍ بل هو وسامٌ على صدرها وصدر عائلتها أن ربت لمصر من تدافع عن ثورتها ، هذا كل شيئٍ قالوه عن آيات عرابى ثبت كذبه وتزويره وهو ما يثبت براءتها من كل ما سيقولونه مستقبلًا عنها ؛ لأننى سأسألهم لماذا لم يقولوا كل شيئٍ عنها جملةً واحدةً ، هذا رأى العقل والمنطق بالقرائن الدامغة على تلفيق ما نسبوه لها من سخافات سقته إليكم بحياد القاضى ، أما على المستوى الشخصى فإننى لم أجد منها إلا أنها من أكثر المدافعين عن قضية الشرعية في مصر ، كما أنها تتفهم دقائق الأمور وتستوعبها جيدًا وبسرعةٍ كبيرة تفوق الكثير من قرنائها .

المستشارعمادأبوهاشم رئيس محكمة المنصورة الابتدائية - عضو المكتب التنفيذى لحركة قضاة من أجل مصر - عضو المجلس الثورى المصرى