علي حسن الغباشي

يتناولهم الجميع العدو قبل الصديق, جرحا وتعديلا و يتبادلون أخبارهم ليلا ونهارا, الكل يدعي قربهم و محبتهم لكن بمآرب شتى  "وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك"
إنهم شباب الإخوان..أحفاد حسن البنا...يمجدون ويتهمون في آنٍ واحد , مرة بأوصاف غير أدامية وأخرى باتهامات وأباطيل أسطورية لشباب تقي نقي, أزكي من عرفتهم مصر ومروا على ثراها, لقد تلفتت مصر وسط أمواج الطغيان والتدمير و الإفساد تستنجد فلم تجد سوى أحفاد البنا, أما الآخرون -إلا من رحم الله - البعض منهم متخاذل والأخر متواطئ والكثير منهم منشغل بتوافه, خذلوا الوطن في أصعب وأحلك أوقات التاريخ المعاصر.
رجال المرحلة
 نعم تلفتت مصر فلم تجد سوى شباب الإخوان باعوا أنفسهم لربهم ووهبوا حياتهم ومستقبلهم لوطنهم لا يهتمون بمكاسب ولا مغانم وكل عطائهم مغارم وهل بعد الدماء والأرواح من مغرم يعتبرونه مكسب إذا كان من أجل مصر ابتغاء رضوان ربهم.
ولقد أنهك شباب الاخوان بحراكهم المتصاعد قوى البطش والانقلاب؛ فأصيب الماكرون المدبرون للانقلاب بصدمة كبيرة أفقدتهم توازنهم " أكثر من عشرين فاعلية في اليوم الواحد تقريبا يتظاهر المصريون كل ساعة بحسب تقرير قياس الديمقراطية " , فراح الماكرون يوجهون سهام المكدر والغدر إلى صفوف الجماعة بعدما عجز الرصاص عن هدم الصفوف المتراصة والبنيان المرصوص.
جنون الأعداء
تارة يتحدثون عن صراع الأجيال وتارة الصقور والحمائم ويسردون السيناريوهات المضحكة أملا في حدوثها يوما بين أبناء الجماعة الراشدة, وقد خاب فألهم وفشلت رهاناتهم وتحطمت سهامهم على صخرة الأخوة الصادقة كما قال الإمام البنا رحمه الله " سنقاتل أعدائنا بالحب" ويا لها من كلمة بعيدة المدى عميقة الأثر لمن كان له قلب أو ألقى السمع  وهو شهيد.
ألا يعلم الظالمون أن بين الإخوان ليس هناك شيوخ وشباب إنما شيوخنا شباب شيب الرؤوس, وشبابنا رجال بحكمة ودهاء الشيوخ في لحمة وروعة تبهر الدنيا أجمع صمت آذان الدنيا إن لم تسمع لنا الله غايتنا والرسول زعيمنا. 
لقد أفشل وعي وعمق شبابنا مخططات الماكرين وردت السهام إلى صدور راميها وانقلب السحر على الساحر وأثبتت التربية العميقة لأجيال الدعوة شيبا وشبابا أنها الحصن الحصين والدرع الواقي في شدة وطيس المعركة.
فمن كان ينهل بصدق من المعين الصافي ويتربى على المنهج الرباني في الأسرة والكتيبة والمعسكر(ويصبر على مشقة التربية والمتابعة ولا يتبرم بكل وسيلة من وسائل الدعوة أو يقلل من فائدتها وأهميتها)  أصبح كالجبل الأشم ثباتا وتضحية وهداية لمن حوله  وراية يتبعها الآلاف مطمئنين له راضين بقيادته مقرين بريادته.
مصارحة
من مظاهر قوة أي شخص أو كيان هو الإعتراف بالأخطاء والعمل على تلافيها في المستقبل وهذا بفضل الله ما تقوم به الدعوة بكل مؤسساتها على كافة المستويات فلا يخجل أحد من شيء ولا يوقع نفسه في نفق التبرير , وما يضيرنا أننا بشر نخطأ ونصيب غير أننا توابون رجاعون ..والحق قديم
البنا يناديكم
وكأني بالإمام الشهيد حسن البنا رضوان الله عليه وسط الحشود الهادرة والأحداث المتشابكة يناديكم...هلموا إلي يا شباب بصوته العذب الحنون هاتفا: السلام يا جنود الله.. السلام عليكم يا جيش الخلاص.. السلام عليكم يا فريق الإنقاذ .. فتجيبون بصوت يشق عنان السماء لبيك يا إمام ..الله أكبر ولله الحمد
ثم تنصت الجموع الغفيرة للصوت الممتلئ حبا ويقينا وهو يقول ....يا شباب... ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، و أنيروا أشعة العقول بلهب العواطف ..للكون سنن وللتاريخ أحكام نعم, ونحن نعمل وفق سنن الله في كونه و نغير التاريخ ونصنع الغير مألوف في دنيا السياسة والناس.
ثم يهتف بأعلى صوته :يا أتباع محمد وأحفاد صلاح الدين ..أنتم في مرحلة بالغة الدقة, احذروا من آلة الإعلام الرهيبة ..وعيكم وثقافتكم لا تتشكل منه, لنا معين لا ينضب "القرآن الكريم والسنة المطهرة", ولكم في القراءة والاطلاع والثقافة العامة متسع كبير لتكوين الرؤى والأفكار السليمة البعيدة عن التشويه والاجتزاء؛ فكل منكم مرجع لمن حوله وراية للحق مرفوعة
ويواصل تعليماته لجنوده مؤكدا: أبنائي مهجة القلب ونور الحياة ..يا أغلى الناس احذروا من دعوات الغلو أونزعات الإنهزامية وجلد الذات فكلاهما متساويان في الهدم ..ضعوا نصب أعينكم أن الله مولاكم وناصركم وهو سبحانه من يقود المعركة فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا" ...فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله؟
فيزلزل المكان بالهتاف الله غايتنا والرسول زعيمنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ..فيجيب البنا بصوت متهدج حفظكم الله نصركم الله آواكم الله وأستودعكم الله ....موعدنا على الحوض في صحبة خير البشر...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]