قلم : أحمد شاكر

الرد علي الدعاوي الفاسدة بأن الاخوان مسئولون عن قتل المعتصمين والمتظاهرين وأنهم تسببوا في ذلك

أعجب كثيراَ لهؤلاء الذين يقولون أن الاخوان مسئولون عن قتل المتظاهرين وأنهم غرروا بهم ودفعوا بهم إلي الشوارع والميادين . بأي منطق يتحدثون ؟

أبمنطق الإسلام وأحكامه ؟ أم بمنطق دعاة الحرية ومواجهة الاستبداد ؟ أم بمنطق الجبناء الداعين بأسباب لا أصل لها إلي السكوت علي الظلم والرضوخ للاستبداد ؟ هؤلاء هم دعاة التخلف ، وهم امتداد لفئة الراضخين والمستسلمين لقوي الاستعمار عندما احتلت بلادنا.

إن الاخوان لم يطلبوا من الناس النزول ورفض هذا الظلم ، وقعدوا هم في بيوتهم آمنين ، بل كانوا أفرداً وقيادةً في المقدمة ، وأغلب الشهداء منهم يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلي سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله " فماذا يقولون في ذلك ؟ قال صلي الله عليه وسلم لسيدنا عمار بن ياسر : " تقتلك الفئة الباغية " فتأكد الناس من هي الفئة الباغية ، فإذا بسيدنا معاوية للهروب من ذلك يقول : " انما قتله من أخرجه " وهذا تزييف منه ، فهل هم يؤمنون بهذا المنطق أن سيدنا (علي) رضي الله عنه الخليفة الراشد ، هو من تسبب في قتل سيدنا عمار وأنه الفئة الباغية لأنه دعاه للخروج معه ؟ يقول صلي الله عليه وسلم : " من قتل دون نفسه فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد " وفي رواية النسائي زاد " ومن قتل دون مظلمته فهو شهيد " .

إن مقاومة الظالمين أصل من أصول دعوة الاسلام وفريضة هامة ، ألم يسمعوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن أصحابها سيتحملون الأذي ويقدمون التضحيات في سبيل ذلك .

إن أصحاب تلك الدعاوي يذكروننا بدعاوي المنافقين التي ذكرت في الآية الكريمة يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ. (آل عمران : ١٥٤) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.

(آل عمران : ١٥٦) إن كل دعوة للحرية ورفض الاغتصاب لابد أن تقدم فيها التضحيات ويقف فيها الشعب الأعزل أمام بطش القوة الظالمة المغتصبة .

فهل أصحاب هذا المنطق يمنعون المظاهرات والاعتصامات بحجة أن الظالم وجنوده سيطلقون عليها الرصاص ويهدمونها ؟ إذن فكل الثورات وكل الانتفاضات الشعبية ضد الظالمين جريمة في نظر هؤلاء بهذا المنطق الأعوج بل ان ما حدث من الشعب في ٢٥ يناير ٢٠١١ جريمة كبري يجب أن يحاسب عليها !! وأن مظاهرات الفلسطينيين ضد المحتل الصهيوني الغاصب وما يسقط فيها من شهداء ، جريمة منهم وممن دعاهم للخروج ولا حق لهم في ذلك .

إن أصحاب هذا المنطق يعلنون بوضوح عن منهج الجبن والاستسلام لديهم ، لم ينزل منهم أحد للشارع ، ولم يتحرك بكلمة ضد الظلم والاستبداد ، وإنما هم يخادعون أنفسهم ويبررون لها هذا الموقف المتخاذل بالهجوم علي الثوار ورافعي لواء الحرية ومحاولة تثبيت عزيمتهم ، فهنيئاً لهم أن يكونوا مع هؤلاء القتلة يوم القيامة ويحشرون معهم ، بل هم مشاركون في إراقة تلك الدماء " من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة، لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله " أو كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم .

إن المعتصمين والثائرين من أجل الحق كانوا رجالاً في اعلان موقفهم وفي التظاهر السلمي والاعتصام بهذه الصورة الحضارية السلمية ، فهل هذه جريمة ؟ في أي عرف انساني يكون ذلك ، نعم انها جريمة في عرف الظلمة والقتلة ودعاة الاستبداد والداعمين لهم مثل هؤلاء لم يخرجوا في مظاهرة أو يقوم بالاعتصام ، من المعتصمين الثائرين رغم إرادته ، وإنما فعل ذلك بكامل حريته وهو يعلم ما سيتعرض له ، وأعلن الظلم .

ورغم العنف والايذاء والقتل الذي واجهوه ومازالوا يواجهونه ، فإنهم مستمرين يتظاهرون ويسطرون بدمائهم تاريخ الحرية الحرية ورفض الظلم والظلام فهنيئاً لهم وبإذن الله سينصرهم الله مهما طال الزمن. إن فريق المخابرات الحربية الذي يجلس خلف الانترنت ويرسم ويوجه هذه الحملة ضد الثوار وضد الاخوان وهم في قلب الثورة - ويحرك أصابعه وأدواته بذلك ، بهدف اضعاف الثورة ، وتفريقها واحداث الهزيمة النفسية لديها ، ليس بخافٍ علينا أو مجهول أفراده ، والواقع القائم يؤكد فشل مخططه .. وسيأتي اليوم الذي يحاسب فيه حساباً عسيراً .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .