مقدمة

لقد نشأت جماعة الإخوان المسلمين على مبادئ وأهداف تدعو إلى إصلاح الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، مما عرضهم للاضطهاد لإيمانهم بشمولية الإسلام والعمل له سواء في فترة الملكية أو حكم العسكر، فقد تعرض الإخوان لكثير من الاضطهاد سواء في ظل حكم الحكومات التي كانت تداهن المحتل وتعمل له ألف حساب، وكان أعظم مراحل الاضطهاد حينما حلت الجماعة واعتقل أفرادها وقتل مرشدها.

لكن ما أن عادت الجماعة لمزاولة أعمالها بعد أن حكمت المحكمة لها حتى اصطدمت بحكم العسكر الذي كان الشعب يؤل عليه الكثير في الإصلاح لكن سرعان ما عاش الشعب في سجن كبير ودخل الإخوان في سجون عاتية كانت بدايتها حينما صدر قرار بحل الجماعة في يناير من عام 1954م واعتقل ما يقرب من 300 من قادتها وشبابها ولم يفرج عنهم إلا بعد ان انتفض الجميع ليتصدوا لتجاوزات العسكر لكن كل ذلك كان يعد له العدة التي زجت بالآلاف من الإخوان بعد حادثة المنشيةأواخر 1954م والتي قدمت العدد من علماء وقادة الإخوان لحبل المشنقة دون تهمة واضحة وصحيحة.

قدم الكثير من الإخوان أمام محاكم عسكرية وقضاة لا يعرفون مهام القاضي لكنهم كانوا يجملون قرارات سياسية صادرة عن القيادة السياسية تخدم مصالحه فقط، ومن ثم حكم على البعض بالإعدام وعلى آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة.

لم يكتف النظام بذلك بل عمد إلى أسر الإخوان فضيق على أبنائهم وزوجاتهم وأسرهم، بل كان يضغط في كثير من الأحيان على الزوجة لطلب الطلاق وإلا تعرضت هي وأسرتها للويل، لكي يزيد من ألم الإخوان المعتقلين، ومن كانت تأبي كان ينتظرها التضييق في الرزق، بل كانت تحركاتهم وبيوتهم مرصودة، كل ذلك لكي يدفع أسر الإخوان للانهيار أو الانزلاق في الممنوع.

 

التضحية الصامتة

ما أن رأى كثير من الإخوان الذي لم يشملهم الاعتقال أو يستطيع البوليس السري والعلني لعبد الناصر التوصل لهم أثناء حربه على الإخوان بعد حادثة المنشيةخاصة الشباب، حتى انتفض هؤلاء يجمعون القروش القليلة التي ربما تسد بعض حاجة أسر الإخوان المعتقلين بهدف الحفاظ على هذه البيوت، وتسابق الشباب والنساء في جمع هذه القروش بل وتعليم زوجات الإخوة المعتقلين بعض الحرف التي تدر عليهم بعض المال، ولقد انتشر الشباب في كل محافظة يجمعون المال ليسدوا حاجة هذه الأسر حتى اكتشف ما يقوم به الإخوان مما زاد من حنك وغضب عبد الناصر على هذه المجموعة خاصة فكانت الأحكام قاسية.

في قلب المحنة

لم تكن محاولات الإخوان القائمين على العمل تأخذ عنصر الحيطة والسرية الكاملة فسهل على الحكومة كشفها ومتابعتها ولم يكن مع كل هذه التنظيمات الثلاثة أي أسلحة على الإطلاق بل لم تكن هناك خطة واضحة أو محددة .. فهي في الأغلب جمع للشتات من شباب الإخوان.

لقد كان عام 1955م حاملاً اكتشاف تنظيم وراء تنظيم خاصة التنظيمات التي كانت تساعد أسر المعتقلين، فلم يكن لهذا التنظيم قيادة موحدة ولذا كانت تنظيمات متفرقة في محافظات مصر، فقد اكتشف أولها في يناير ثم تبعها تنظيم مارس ثم يونيو من عام 1955م.

يقول محمد الصروي والذي قام بجمع أسماء هذه التنظيمات فكان مرجعا مهما في حصر بعض الأسماء التى اعتقلت في التنظيم وكان جلهم من الشباب الجامعي.

ويضيف قوله: كان لقرب المسافة بين اكتشاف تنظيم يناير 1955م وتنظيم مارس 1955م أن اختلطت الأسماء والأوراق ولم أتوصل إلى اسم أي أخ من الأحياء من تنظيم يناير 1955م ولكن بعد الأحكام اجتمعت التنظيمات الثلاثة يناير ومارس ويونيو (1955) في سجن واحد , كما أن المحكمة العسكرية التي حاكمت التنظيمات الثلاثة كانت واحدة ... والتهم أيضا كانت واحدة ... وأسباب المحاكمة كانت واحدة بل وكذلك كانت تسعيرة الأحكام هي نفس التسعيرة التي سنتعرض لها في تنظيميمارس ويونيو (1955م)، ولقد كانت الدوافع لدى الإخوان واحدة وهى مساعدة اسر المعتقلين بالمال .

كان أفراد التنظيم (مارس 55) من تسع محافظات لكن غالبية أفراد هذا التنظيم الذي صدرت ضدهم أحكام كانوا من القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة) ومنهم:

من القاهرة والجيزة:

من المنوفية:

من الإسكندرية:

من كفر الشيخ:

من الشرقية:

من بني سويف: