محمد يونس سالم : 

استكمالا لما سبق نقول أن عقد الاخوان لن ينفرط بحول الله وقوته واستمع معي لمؤسس الجماعة رحمه الله وهو يقول ( فنحن نريد أول ما نريد يقظة الروح ، حياة القلوب ، صحوة حقيقية في الوجدان والمشاعر ، وليس يعنينا أن نتكلم عما نريد بهذه الدعوة من فروع الإصلاح في النواحي العملية المختلفة بقدر ما يعنينا أن نركز في النفوس هذه الفكرة .)انتهى كلامه رحمه الله

ان يقظة الروح علامة وظاهرة ومؤشر حقيقي لحياة القلب واشعاعه وانتقال هذا الاشعاع الى الجسد كله فلا يخرج اللسان الا الطيب الجميل من الكلام ولا تمتد اليد الا للخير الوفير ولا تمشى الرجل الى في طاعة وعبادة لرب السماء والأرض حقا انها صحوة حقيقة للوجدان والمشاعر . حقيقة ان استمرت يقظة الروح سينتعش الجسد كله .وهذه الوسيلة ان توغلت في نفوس الاخوان لن ينفرط عقدهم أبدا ما حيينا .

وعندما يقول الامام  حسن البنا (نحن نريد نفوساً حية قوية فتية ، قلوباً جديدة خفاقة ، مشاعر غيورة ملتهبة متأججة ، أرواحاً طموحة متطلعة متوثبة ، تتخيل مثلاً علياً ، وأهدافاً سامية لتسمو نحوها وتتطلع إليها ثم تصل إليها ، ولابد من أن تحدد هذه الأهداف والمثل ، ولابد من أن تحصر هذه العواطف والمشاعر ، ولابد من أن تركز حتى تصبح عقيدة لا تقبل جدلاً ولا تحتمل شكاً ولا ريباً .) انتهى كلامه – والله ان هذا الكلام يتحول الى واقع يمشى على الأرض تجد هذه النفوس الحية القوية الفتية والقلوب الجديدة الخفاقة تواجه هذه الآلة الغاشمة والأسلحة الفتاكة بصدور عارية تماما وقلوب راضية بقضاء الله ويقولون سلميتنا أقوى من الرصاص . وتجد المشاعر الغيورة الملتهبة المتأججة عندما تجد سلطات الانقلاب تعتقل وتسجن الفتيات والأمهات والزهراوات تجد النفوس متألمة والمشاعر ملتهبة متأججة تجد هذه النفوس عندما تسمع باعتقال فتيات الى أي قسم شرطة تجدها مسرعة وتحاصر هذا القسم لإخراج بناتنا من الأيادي الغاشمة تجدها إي والله برغم ما يلاقونه من غاز وضرب وسحل واعتقال ولكن تأبى هذه المشاعر أن تنام وبناتنا في سجونهم وبهذه النفوس الحية لن ينفرط عقد الاخوان .

ويقول الامام (نحن نريد الفرد المسلم ، والبيت المسلم ، والشعب المسلم ، ولكنا نريد قبل ذلك أن تسود الفكرة الإسلامية حتى تؤثر في كل هذه الأوضاع وتصبغها بصبغة الإسلام ، وبدون ذلك لن نصل إلى شيء ، نريد أن نفكر تفكيراً استقلالياً يعتمد علي أساس الإسلام الحنيف لا علي أساس الفكرة التقليدية التي جعلتنا نتقيد بنظريات الغرب واتجاهاته في كل شيء ) انتهى كلامه ونرى هذا الفرد المسلم الذى يدافع عن مصيره وحريته وكرامته ودينه وعرضه تجده فعلا على ارض الواقع. ونرى البيت المسلم عندما يعتقل الأب ويستشهد الابن وتضرب الأم تجدهم صابرين محتسبين راجين رضى الله وتجدهم لا يهمهم الا نصرة الحق حتى ولو قتّلوا جميعا . ومن الملاحظ أنه قد بدأت نواة الشعب المسلم الذى لا يرضى بالضيم ولا ينزل على رأى الفسدة والمجرمين ولا يرضى الدنية في دينه ولا وطنه ولا شرعيته .وبالفرد والبيت والشعب لن ينفرط العقد .

 ويقول الامام (ولكن لب دعوتهم فكرة وعقيدة  يقذفون بها في نفوس الناس ليتربى عليها الرأي العام وتؤمن بها القلوب وتجتمع من  حولها الأرواح : تلك هي العمل للإسلام والعمل به في كل نواحي الحياة .)

بهذه القيم وبهذا المنهج وبهذه التضحيات وبهذا الثبات لن ينفرط عقد الاخوان ابدا بحول الله وقوته وقدرته .