20/06/2011

محمد السروجي

مازالت حالة الارتباك والاشتباك هي سيدة الموقف على الساحة المصرية ، ممارسات وتصريحات ، فرص متاحة وتهديدات ، اشتباك ناعم تارة وشديد الخشونة تارة أخرى، لكن المشهد برمته حالة طبيعية وواردة في دورة حياة الثورات الوليدة والجديدة .

تصريحات رئيس الوزراء الخلوق الدكتور عصام شرف بتأجيل الانتخابات هي صورة حية لهذا المشهد المرتبك ، صورة لحالة عدم التوازن الذي تعانيه الحكومة والخريطة السياسية المصرية بمختلف مكوناتها، اختلط الأمر على رئيس الوزراء ونائبه وبعض وزرائه ، فجاءت التصريحات شخصية أكثر منها مسئولة ، تصريحات تطرح العديد من الأسئلة الشائكة والحرجة ، باسم من يتحدث هؤلاء ، بصفاتهم الشخصية أم بمواقعهم الوظيفية ؟ هل من حق الوزير أن ينسى أو يتناسى مكانه ومكانته وينحاز لفكرته الشخصية حتى لو تصادمت مع إردة شعبية جارفة وحاسمة ؟ ألا يدرك هؤلاء خطورة هذه التصريحات التي ستزيد حالة الارتباك والاشتباك بين مكونات المجتمع ؟ ألا يكفينا ما نعانيه من الانفلات الأمني ومحاولات تمزيق النسيج الوطني والوضع المعيشي والاقتصادي المتردي وتهديدات الأمن القومي لتأتي تصريحات الحكومة غير المدركة لطبيعة المرحلة ، الحكومة التي يغيب وعيها ونضجها أمام الكاميرات فتقول ما يحسب عليها ويضيف تهديدات نحن في غن عنها ، من حق رئيس الحكومة والوزراء التعبير عن أرائهم أياً كانت ولكن ما يخالف إرادة الغالبية يعبر عنه خارج مقاعد الحكم والسلطة.

وضع الدكتور شرف ونائبه ووزرائه لا يمكن تفهمه خاصة انه يحمل أو يبشر بتهديدات مضافة ، تهديدات تجميع التوقيعات للدستور أولاً ثم النزول إلى الشارع للضغط لتحقيق هذا المطلب ، يقابلها على الطرف الآخر توقيعات وتظاهرات واحتجاجات الانتخابات أولاً ، وعلى الخط الفاصل بينهما تدخل شبكات الفساد والإفساد المتربصة بهذا الوطن وبكل مكوناته المتفقة والمختلفة ، شبكات إشاعة الفوضى وتجارة السلاح والآثار والتهريب وفرق البلطجة والتجسس، لشغل الرأي العام عن أولويات المرحلة وفرض معارك وهمية لا قيمة لها ، قد يكون أولى ضحاياها كل الآمال والطموحات المطروحة والمشروعة رغم التباين والاختلاف ، الدستور أو الانتخابات أولاً لا يستحق الثمن الباهظ المتوقع ، الانتخابات أولاً مطلب مشروع يسانده إرادة شعبية ساحقة 77%  والدستور أولاً يهدر هذه الإرادة ويدخلنا حلقة مفرغة من المستحيل الخروج منها ، لأن البديل هو طرح الأمر للاستفتاء وهذه كارثة دستورية وقانونية وشعبية ندخل بها ثورة على الثورة وبتقدير امتياز.

خلاصة الطرح ...... احترام إرادة الشعب هي المعيار الوحيد لترسيخ النظام الديمقراطي المنشود وغيرها فلا ديمقراطية ولا نظام أصلاً ، يكفينا التهديدات المعاشة وعلينا جميعا التحمل والصبر والبعد عن معارك طواحين الهواء ذات الخلفيات المعلومة للجميع ، هل من المقبول أن يضحي البعض بكل الوطن خوفاً من ضياع بضعة مقاعد في البرلمان؟!!.... حفظك الله يا مصر.....

مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية