11/02/2009

أيها الجيش الإسرائيلي :.. عليكم بالإرهابيين الفلسطينيين المؤتمرين بأوامر الإرهاب الفارسي .. لاحقوا متمردي (حركة حماس ) ومعتوهيها والحمقى من قادتها المتهورين، ومن زعمائها المتسترين بالدين، والمتاجرين به، اسحقوهم .. أبيدوهم .. ولقنوهم درساً ..

قد تحسب أيها القارئ الكريم أن هذه رسالة من بيريز أو أولمرت أو باراك أو ليفني لقيادة الجيش، أو أنها من أحد الإسرائليين المتشددين، أو من والد جلعاد شاليط، أو حتى من أحد الكتاب الصهاينة على إحدى الصحف الإسرائيلية كيديعوت أحرنوت أو هآرتز أو معاريف .. أو غيرها من الصحف ..

كم ستكون دهشتك إن أخبرتك أن هذا المقال نشر في إحدى صحفنا العربية ! .. وهي من صحفنا الخليجية !! .. وهي صحيفة وطنية !!! .. وهي تصدر في الكويت !!!! ..

أم يا هل ترى ستزداد دهشتك إن أخبرتك أن هذا المقال ليس مترجماً، وإنما كتبه مثقف ! عربي !! خليجي !!! مسلم !!!! .

سبحان الله ..

هذه أقدارنا .. ألاّ نعيش إلاّ وبيننا منافقون ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلاّ خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم ) ..

ذلك المقطع البئيس الذي صدرت به المقالة هو للكاتب الكويتي عبدالله الهدلق، والذي لا يلبث يطالعنا بين الفينة والأخرى هو ووصيفه فؤاد الهاشم بكتاباتهم المتحاملة على صفحات الوطن الكويتية، وقد نشر هذا المقال تحت عنوان : "جزاء قيادات الغدر والخيانة"!، ولك أن تتخيل أن هذا المقال المتآمر نشر بتاريخ 21/12/2008 أي قبل نشوب الحرب على غزة بأقل من أسبوع !! . وأعجب منه ما وصلني في تقرير أعده المركز الفلسطيني للإعلام أن أولمرت حين عرض عليه ترجمة هذا المقال قام عن كرسيه متلفظاً بكلمات النشوة، واقترح ترشيح الهدلق لأعلى وسام في إسرائيل واصفاً هذا الكاتب بأنه أكثر صهيونية من هرتزل !!؟؟ ..

ليس الهدلق وحده من سينال وسام إسرائيل، فأوسمة العار لديها كثيرة، وعند إسرائيل قائمة من كتابنا الأشاوس أبطال الحروب الورقية على صحفنا العربية، ففي إحدى الاجتماعات ذكرت ليفني _ حسب ما أشار التقرير السابق _ أن هؤلاء الكتاب هم سفراء إسرائيل لدى العالم العربي، وأنهم أفضل من يوصل وجهة نظر إسرائيل إلى الشارع العربي بشأن حركة حماس، كما وجهت ليفني بإدراج مجموعة من مقالاتهم ضمن موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية !، مشيرة إلى أنها تمثّل وجهة النظر الصهيونية الرسمية !! ..

أحد هؤلاء الكتاب الذين ضمتهم إسرائيل إلى قائمة المرشحين لأوسمة العار، تحول إلى مفتٍ في الشريعة ليتحفنا بقوله : ( لا يجوز شرعاً تقديم أية مساعدة لحركة حماس أو جمع التبرعات لها  ) فؤاد الهاشم – الوطن الكويتية بتاريخ 2/12/2008 في مقالته التي أفتى فيها كانت بعنوان : "حماس لا تجب مساعدتها" . وكنت أتمنى أن أسمع رأيه وهو يوجب التبرع للقيادات المرتزقة من فتح والسلطة الوطنية أصحاب السوابق في الاختلاسات وتوظيف الأموال !! .

أما الكاتب المسرحي علي سالم فقد استطاع أن ينظم نفسه في سلك الخبراء العسكريين والمستشارين السياسيين، ويعمد إلى تقويم حماس من الناحيتين السياسية والعسكرية في مقالته على الشرق الأوسط بعنوان : حماس .. ماذا بعد ؟، حيث يقول : ( قادة حماس .. لا هم قيادات سياسية تستند في أفعالها للحسابات السياسية .... ولا هم قيادات عسكرية قادرة على حماية الناس من هجمات الإسرائيليين، هم فقط مغامرون سياسيون وقادة لجماعة يحرصون فقط على حماية أفرادها .. ) هكذا "فقط" بكل البساطة السطحية التي تجري على خشبة المسرح حين يكتب نصوصها، وكأن نزار ريان كان محاطاً بلواء من المدرعات الحمساوية حين قصف في منزله ! أو أن سعيد صيام قتل وهو مختبئ في إحدى الأقبية كالتي يختبئ فيها أولمرت وشعبه حين تسقط عليهم صورايخ المقاومة ..

وتجد طارق الحميد يسير على خطى أشباهه في السعي للحصول على أوسمة العار، فعلى صفحات الشرق الأوسط مقالة له بعنوان " غزة على خطى أفغانستان " يقول : ( .. التساهل مع حماس سيكون خطيئة عربية طالما العرب يحرصون على القضية الفلسطينية .. ) وتراه يكرر عبارة قالها في مقالة سابقة له بعنوان : " دماء غزة مشروع تجاري " يقول : ( التساهل مع حماس يجعل العالم العربي شريكاً في معاناة الفلسطينيين ) ولا أعلم أن كان يستطيع أن يقول أن التساهل مع إسرائيل يجعل العالم العربي كله شريكاً في معاناة الفلسطينيين والعرب والمسلمين والعالم أجمع جراء تلك الجرائم الهمجية، أم أن هناك من سينتزع لسانه من فمه لو تحدث بمثل هذا الكلام ..

وعلى نفس المنوال يطالعنا أحمد الجارالله رئيس تحرير السياسة الكويتية إذ يسطر في افتتاحية 24/7/2006 المعنونة بـ : "كذابون مضللون انتهى زمانهم"، بقوله : ( لا ننكر أن لدينا حقوقاً مغصوبة من إسرائيل، لكن لن نستطيع أن نسترد هذه الحقوق بالطريقة التي يتبعها حزب الله وحركتا حماس والجهاد الإسلامي، وهي طرق أمعنت في زيادة ضياع هذه الحقوق وفي منع العقل العربي عن العمل وجعله ينظر إلى القضية مع إسرائيل بواقعية ) كأننا لم نعايش مهازل المفاوضات وإنجازاتها المخزية والمخيبة لآمال العقل العربي العاقل يا رئيس التحرير .

وعلى هذا النسق، وبهذا الأسلوب المتحامل والذي لا يرى إلاّ ما يمليه عليه سيده يتكلم بقية حملة الأوسمة، بل وبعبارات أشد سوءاً ودناءة، ولا بأس فتلك انعكاسات الثقافة التي يدعيها هؤلاء ..

قائمة العار تطول، وإن استطعت الدخول على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية ستجد أسماءنا العربية مزينة بالأوسمة الإسرائيلية : 

عبدالرحمن الراشد ولست بحاجة أن أذكر الشواهد .. يكفيك أن تطلع في أي يوم على صحيفة الشرق الأوسط أو قناة العربية لتعرف ما الفكر الذي يحمله شخص مثقف كهذا ..

تركي الحمد وقد أتحفنا مؤخراً بمقالته : "وما غلبوهم .. ولكن شبه لهم" تحول خلالها من كاتب حداثي لروايات يستحي من قراءتها السكارى في نواديهم الليلية ، إلى خبير في النواحي العسكرية والسياسية !!  

"أحمد أبو مطر" موقع إيلاف، "أحمد البغدادي" السياسة الكويتية، "إلياس بجاني" السياسة الكويتية، "أنور الحمايدة" موقع إيلاف، "أنيس منصور" الأهرام المصرية، "حازم عبدالرحمن" الأهرام المصرية، "حسن راضي" الوطن الكويتية، "حسن علي كرم" الوطن الكويتية، "حسين سراج" مجلة اكتوبر المصرية، "خليل علي حيدر" الوطن الكويتية، "سامر السيد" موقع إيلاف، "صالح القلاب" الرأي الأردنية، "صبحي فؤاد" موقع إيلاف، "طارق حجّي" اليوم المصرية، "عادل درويش" الشرق الأوسط، "عيان هرسي علي" الشرق الأوسط، "فهد الفانك" الرأي الأردنية، "مأمون فندي" الشرق الأوسط، "نضال نعيسة" السياسة الكويتية، "يوسف إبراهيم" الاتحاد الإماراتية، "يوسف ناصر السويدان" السياسة الكويتية .. غيرهم ممن لم يدرجوا في القائمة ويتمنوا لو نالوا شرف الانتماء ..

لا أفهم لماذا ترتعد فرائص هؤلاء الكتاب حين يتعلق الأمر بالإسلاميين وما يحققونه من إنجازات حقيقية تجمع حولهم المجتمعات والشعوب ؟!، ولماذا هم دائماً ما يخشون من وصولهم إلى مواقع صنع القرار وتوجيه الشعوب حتى وإن اختارتهم شعوبهم ؟! ( يحسبون كل صيحة عليهم )، لقد سمعنا الكثير من تلك التبريرات الليبيرالية التي لا تتجاوز الكذب وتزوير الحقيقة والبعد عن الواقع، فتهم الإرهاب والتطرف والعمالة لإيران لم تعد تنطلي على الشعوب في زمن الإنترنت والفضائيات والقنوات الشخصية التي بات يمتلكها كل من له علاقة بالإنترنت، لم تعد مغذياتكم الإعلامية ذات جدوى في هذا الزمان، لقد ولّى زمان احتكار صحافتكم للمعلومة الموجهة، وظهرت الأقلام الصادقة من الأقلام المأجورة الكاذبة ..

ليس من شك أن نتائج الحرب على غزة قد أفرزت تمايزاً على الصعيد الثقافي والنخبوي كما أفرزته أيضاً على الصعيد السياسي والعسكري، لقد سقطت تلك الأوراق التي تستر بها أولئك الكتاب، وجفت المحابر التي كان يُرْشِفون منها صحفهم، وتكسرت أقلامهم على ساحات المقاومة التي فضحتهم ( لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ) ..

أيها الأدعياء في عالم الفكر والصحافة، لقد بدى لكم من الحرب على غزة ما لم تكونوا تحتسبون، فكل جهودكم في مسخ المجتمعات باءت بالفشل، وكل محاولاتكم في تخذيل الشعوب ذهبت أدراج الرياح، ولا أدل على ذلك من التفاف الشعوب العربية والإسلامية حول حماس ونصرتها بعد كل جهودكم تلك، لقد رفضتم الاصطفاف مع أمتكم في قضاياها المصيرية، وتخندقكم مع عدوكم في جرائمه واعتدائه، فبأي وجه كالح تطلون  الآن على هذه المجتمعات من صحفكم ..

ويحكم ألا تستحون .. أي شيء أنتم ؟ هل أنتم من قومنا ؟ أو من بني جلدتنا ؟  أو أنكم تدينون بديننا ؟ تمالئون عدوكم على بني عمومتكم !!، أتلك دعاوى الليبيرالية عندكم ؟؟، أنسيتم أنهم احتلوا أرضكم ؟ أنسيتم أنهم شردوا قومكم ؟؟، أنسيتم أنهم أحرقوا مسجدكم !! ..

فلئن كانت نداءات الدين لا تجدى معكم فإنا نناديكم باسم عروبتكم .. فإن لم تكونوا تؤمنون بعروبتكم، فإنا نناديكم برجولتكم، فإن لم تكونوا رجالاً !! فإنا ننديكم بروح الإنسانية فيكم .. فإن لم تكونوا من الإنس فإنا لا نخاطب الشياطين !! ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية .. )

لقد كذبتم حتى ظننتم أنفسكم صادقين، وافتريتم حتى ظننتم أن قولكم هو الحق المبين، وتناديتم حتى حسبتم أن كل الناس خلفكم سائرين، ثم .. ادعيتم الحق .. واحتكرتم الصواب .. واتهمتم الناس .. وشوهتم التاريخ .. وفوق هذا قلتم – كاذبين – أنكم تحرصون على أمتكم ( ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون ) .

أيها المنتمون إلى قائمة العار .. أيها الكذابون المضللون .. انتم الذين انتهى زمانكم .. و لـ ( قد نبأنا الله من أخباركم ) وما كان لنا إلا أن ننتظر الفرقان في غزة، لتظهر حقيقتكم المقيتة، وأقلامكم المأجورة، وأراجيفكم المشينة، وأكاذيبكم المسيئة ..

وها نحن نردد لكم قول الله تعالى ( قل موتوا بغيظكم )، ووالله .. لنجعلن من بغض الصهاينة المحتلين ومن شايعهم من أشباهكم , وحب المقاومين المؤمنين المخلصين نشيداً يردده أبناؤنا وأهلونا، ولنصنعن منه طعاماً يأكلونه، وماءً يشربونه، وقصة يتحاكونها، ولنجعلنهم ينامون على تلك المعاني، ويستيقظون عليها، ويتحدثون بها ليلاً ونهاراً، ولنجعلنها في ألسنتهم، وفي قلوبهم، وفي أرواحهم .. ثم لا يكن لأمثالكم عليهم سبيلاً ..