في طريقه إلى شرم الشيخ لحضور قمة السلام بمشاركة عدد من قادة العالم لوقف إطلاق النار في غزة، وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام أعضاء الكنيست اليوم مخاطبًا إياهم، ومتحدثًا عما سماه بـ "الفجر التاريخي للشرق الأوسط الجديد".

كان ملاحظًا أن خطاب ترامب تضمن الكثير من عبارات الإطراء والمدح إلى رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، موجهًا الشكر له، ووصفه بأنه شخص "ليس من السهل التعامل معه، لكن هذا ما يجعله عظيما"، وأضاف "نتنياهو كان يتصل بي مرارًا ويطالب بشتى أنواع الأسلحة وأنتم أحسنتم استخدامها".

المديح المبالغ لشخص نتنياهو على الرغم مما ارتكبه في غزة من جرائم إبادة في غزة استوقف العديد من المحللين لما رأوا فيه من مبالغة غير مستحقة، حتى بدا للبعض أنه يحتفل بما فعله على مدار عامين مخلفًا واحدة من أسوأ المجازر البشرية في التاريخ الحديث.

 

زعيمًا بلا منازع للشرق الأوسط

وعلق المحلل العراقي داود البصري، عبر حسابه في منصة "إكس"، قائلاً: "في خطبته امام الكنيست الإسرائيلي اليوم نصب الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو رسمياً زعيماً للشرق الأوسط وبلا منازع في إحتفالية غير مسبوقة في تاريخ العلافات الأمريكية الاسرائيلية.. فقد أفاض في المدح فيه بطريقة اكثر بكثير من مدح المتنبي لسيف الدولة الحمداني!!.،".
 

 

أكبر نصاب في التاريح الحديث

في حين هاجم الدكتور عصام عبدالشافي، أستاذ العلوم السياسية، خطاب الرئيس الأمريكي أمام الكنيست، واصفًا إياه بـ "اللص الذي يسرق في وضح النهار".

وكتب عبر حسابه في منصة "إكس": خلاصة خطاب #ترامب أمام #الكنيست ترامب أكبر نصاب في التاريح الحديث والمعاصر. الحكام العرب أكبر مغفلين في التاريخ الحديث والمعاصر، هذا إن أحسنا النية في بعضهم وإن شئنا الدقة: أكبر خونة في التاريخ الحديث والمعاصر. لص يسرق من لصوص في وضح النهار أمام الكاميرات وسط تصفيق الصهاينة".

 

 

طرد نائبين من الكنيست

واضطر ترامب للتوقف للحظات بعد مقاطعة النائبين في الكنيست أيمن عودة وعوفر كاسيف لكلمته قبل أن تتدخل قوات الأمن وتخرجهما من القاعة.

ونشر النائب اليساري كاسيف، صورة وهو يقرأ كتاب المفكر الفرنسي اليهودي إيلان پاپيه: "التطهير العرقي في فلسطين"، وكتب معلقًا: "خلال خطاب الأكاذيب الذي ألقاه مجرم الحرب نتنياهو فضلت أن أقرأ الحقيقة".

 

 

بينما علق عودة على طرده من الكنيست بعد مقاطعته خطاب ترامب ورفعه لافتة طالب فيها بـ"الاعتراف بفلسطين"، قائلاً: "لقد طُردت فقط لأنني رفعت أبسط المطالب، مطلب يتفق عليه المجتمع الدولي بأسره: الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

 

 

انتصار لا يُصدق

ترامب وصف في خطابه نهاية الحرب في قطاع غزة بـ"انتصار لا يُصدق لإسرائيل والعالم"، وأكد أن "إسرائيل حققت كل ما يمكن من نصر بقوة السلاح".

وقال إن "الأجيال القادمة ستتذكر هذه اللحظة باعتبارها اللحظة التي بدأ فيها كل شيء يتغير.. ويتغير كثيرًا للأفضل.. أخيرًا انتهى الكابوس الطويل.. ليس فقط للإسرائيليين بل للفلسطينيين أيضا".

واعتبر المحلل السياسي عدنان القاقون، أن خطاب #ترامب يرسم ملامح  الشرق الأوسط الجديد ولم يتطرق الى الدولة الفلسطينية".
 

 

أعظم صديق حظيت به إسرائيل

وقبل خطاب ترامب، ألقى نتنياهو خطابًا كال فيه المديح للرئيس الأمريكي وشكره على الاعتراف "بالحقوق التاريخية لإسرائيل" في الضفة الغربية المحتلة، ووصفه بأنه "أعظم صديق حظيت به إسرائيل"، مؤكدا أن "ما من رئيس أمريكي فعل من أجل إسرائيل مثل ما فعله ترامب".

وعلقت الصحفية اللبنانية زهراء ديراني، عبر حسابها في منصة "إكس" على المديح المتبادل بين ترامب ونتياهو، قائلة: "يقول المثل: من يشهد للعروس غير أمها؟ هكذا بدا مشهد الكنيست اليوم.. ترامب ونتنياهو كلٌّ يصفق الآخر.. وكلٌّ يزيّن كذبته بمديحٍ متبادل.. عرض من الغرور.. خطبٌ منفوخة بالغطرسة.. يتبادلان الأدوار كما يتبادل الممثلون الكذب على مسرحٍ محترق.. ويحتفلان بـ "انتصارٍ تاريخي" فيما الخراب يملأ المنطقة من غزة إلى لبنان فاليمن.. ومن طهران إلى كل زاويةٍ نزفت من نار إجرامهما.. لكنّ أكثر ما كشفه خطاب ترامب هو أن الحكام العرب ظهروا كما أرادهم سيد البيت الأبيض.. كلاب حراسةٍ عند أسوار "إسرائيل".