أفادت تقارير صحفية إسرائيلية وبريطانية متطابقة أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تدرس خطة مثيرة للجدل تخص مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، تتضمن تكليف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بدور محوري في إدارة شؤون القطاع ضمن ترتيبات مؤقتة.
خطة أمريكية بـ"إدارة انتقالية"
صحيفة هآرتس العبرية نقلت عن مصادر أن البيت الأبيض يعمل على إطلاق خطة يقود بموجبها بلير إدارة انتقالية في غزة، دون إشراك السلطة الفلسطينية في المرحلة الأولى. وذكرت أن بلير سيضطلع بدور "الوسيط الفعلي" بين المطالب الأمنية والسياسية الإسرائيلية من جهة، ومواقف الدول العربية "المعتدلة" من جهة أخرى.
المقترح يندرج تحت ما تصفه واشنطن بـ"اليوم التالي للحرب"، ويهدف إلى ملء الفراغ الإداري والأمني في غزة، مع دور مؤقت لشخصية دولية تتمتع بعلاقات واسعة، ريثما تُبنى ترتيبات سياسية أوسع لاحقاً.
بلير والسلطة الانتقالية الدولية
بدورها، كشفت صحيفة فاينانشال تايمز أن اسم توني بلير طُرح لتولي رئاسة "مجلس إشرافي" يحمل اسم "السلطة الانتقالية الدولية لغزة"، كجزء من خطة سلام تعمل إدارة ترامب على تطويرها. وأشارت إلى أن بلير حضر اجتماعاً في البيت الأبيض أواخر أغسطس الماضي، برئاسة ترامب وبمشاركة صهره جاريد كوشنر وعدد من المسؤولين، خُصص لمناقشة الحرب على غزة وما بعدها.
ونقلت الصحيفة أن "معهد توني بلير" شارك منذ يوليو في مشروع لإعداد تصور لما بعد الحرب، مؤكداً أن أيّاً من المحادثات لم يتطرق إلى الترحيل القسري لسكان القطاع، وهو ما نفاه المعهد بشكل قاطع.
رؤى اقتصادية مثيرة للجدل
صحف بريطانية أخرى، بينها التايمز وديلي ميل، تحدثت عن مقترحات يروج لها بلير لتحويل غزة إلى "مركز تجاري حديث ووجهة سياحية" بعد إعادة إعمارها. وذكرت أن النقاشات تناولت أيضاً سبل زيادة المساعدات الإنسانية والغذائية، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
أما صحيفة التليغراف فذكرت أن المحادثات شملت خططاً لتعزيز الإمدادات الإنسانية العاجلة، فيما أكد مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس أن تعليمات ترامب خلال الاجتماعات كانت واضحة ومباشرة: "أصلحوا هذا الوضع".
جدل سياسي متجدد
عودة اسم بلير إلى واجهة الملف الفلسطيني أثارت موجة جدل، إذ سبق له أن شغل منصب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية بين 2007 و2015، وهي فترة اتُّهم خلالها بالانحياز لإسرائيل وعدم تحقيق أي اختراق ملموس. ويرى مراقبون أن إعادة إقحامه اليوم قد تعكس رغبة أمريكية إسرائيلية في فرض قيادة انتقالية غير منتخبة في غزة، بانتظار تسوية سياسية تتناسب مع الرؤية الأميركية-الإسرائيلية للمنطقة.
حتى الآن، لم يصدر أي تأكيد رسمي من البيت الأبيض أو من مكتب بلير بشأن صحة هذه التسريبات، إلا أن تواترها عبر عدة وسائل إعلامية يشير إلى وجود نقاشات جادة حول مستقبل غزة، في ظل الحرب المستمرة والدعوات الدولية لإيجاد حل شامل يضمن إعادة الإعمار ووقف المأساة الإنسانية.