كشفت صحيفة معاريف العبرية، في تقرير لها نُشر عن ملامح تحول نوعي في أساليب القتال التي يعتمدها مقاتلو كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في مواجهاتهم الميدانية ضد جيش الاحتلال داخل قطاع غزة.
التقرير الذي استند إلى مصدر عسكري إسرائيلي، أشار إلى أنّ القسّام بات يقاتل بـ"جرأة لافتة" وبمستوى من التنظيم يفوق المراحل السابقة، الأمر الذي يثير قلق المؤسسة العسكرية الصهيونية.
تطوّر ميداني لافت
وبحسب المصدر الذي تحدث لصحيفة معاريف، فإنّ وحدات المقاومة لم تعد تعتمد على أساليب القتال التقليدية، بل انتقلت إلى "تكتيكات أكثر خطورة وتنظيماً"، تشمل تفخيخ الطرق بالألغام وتنفيذ كمائن معقّدة ضد قوات الاحتلال الصهيوني.
وأوضح أنّ مقاتلي القسّام كثّفوا من استخدام الصواريخ المضادة للدبابات خلال الاشتباكات الأخيرة، مستهدفين الآليات العسكرية الإسرائيلية بدقة أكبر من ذي قبل.
وأضاف المصدر: "على عكس ما شهدناه في بيت حانون قبل عدة أسابيع، فإننا نواجه اليوم مقاومة أكثر جرأة وانضباطاً، حيث يضع المقاتلون خططاً مدروسة ويطبقونها على الأرض بثقة واضحة"، وهو ما اعتبره مؤشراً على خبرة قتالية متراكمة وسرعة في التكيف مع ظروف الميدان.
القسّام يعلن جاهزية الاستنزاف
من جهتها، كانت كتائب القسّام قد أكّدت في بيان رسمي، أواخر يوليو الماضي، أنّها ماضية في "معركة استنزاف طويلة الأمد ضد الاحتلال"، متوعدة بتوسيع نطاق العمليات العسكرية واعتماد "أساليب تكتيكية جديدة ومتنوعة" من شمال القطاع إلى جنوبه.
البيان جاء في وقت تتحدث فيه سلطات الاحتلال عن صعوبة الحسم العسكري داخل غزة، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها قواتها في الميدان.
ارتباك في التقديرات الإسرائيلية
التقارير العسكرية الإسرائيلية نفسها كانت قد أشارت إلى أن استمرار القتال وفق هذا النسق يرهق القوات البرية ويؤثر على معنويات الجنود، خصوصاً في ظل الخشية من وقوع المزيد من الخسائر في صفوفهم.
كما أن طول أمد المواجهات واستمرار تطور أساليب المقاومة يضع قيادة الاحتلال أمام مأزق استراتيجي، وسط ضغوط سياسية وشعبية متزايدة لإنهاء الحرب.