في زاوية منسية من ريف مصر، وتحديدًا بقرية إبيار التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، كُتبت نهاية مأساوية لسيدة ستينية أنهكها الفقر وأثقلتها الديون.

"فضيلة السيد طعيمة"، 60 عامًا، لم تجد يدًا تمتد لمساعدتها، ولا صدرًا يحتوي همّها، فانتهى بها المطاف إلى تناول حبّة الغلال السامة، في واحدة من أكثر طرق الانتحار بشاعة وانتشارًا بين الفقراء.
 

نهاية حزينة لحياة قاسية
   لم تكن "فضيلة" حالةً فردية ولا استثناءً عابرًا. بل قصة أخرى تُضاف إلى سجل متزايد من ضحايا ما يُعرف مجتمعيًا بـ"دوامة القروض"، تلك التي تبدأ بمبلغ صغير لتغطية مصاريف ضرورية، ثم تتسع دائرة الاستدانة وتتضخم الفوائد حتى يتحول الدين إلى فخ لا مهرب منه. ووسط غياب الحلول، وانسداد الأفق، اختارت فضيلة الهروب الأخير: الموت.

وفقًا لشهود من أهل القرية، فقد عانت السيدة من تجاهل مجتمعي بعد أن تراكمت عليها القروض من أكثر من جهة، ولم تجد من يعينها على تجاوز أزمتها. يقول أحد جيرانها: "كانت ست طيبة ومكافحة.. لكن الديون خنقتها، والناس ما ساعدوهاش". ويضيف آخر: "في الآخر لقت نفسها لوحدها، واليأس كمل عليها".
 

حبّة الغلة.. سلاح الفقراء في وجه العجز
حبّة الغلة، أو "فوسفيد الألومنيوم"، تُستخدم كمبيد حشري لتخزين الحبوب، لكنها تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى وسيلة انتحار شائعة في القرى، نظرًا لسعرها الزهيد وفعاليتها القاتلة.
ورغم التحذيرات الطبية ومحاولات الرقابة، تباع هذه الحبوب في الأسواق بحرية شبه كاملة، لتظل في متناول من فقدوا الأمل.

تشير تقارير طبية إلى أن حبة الغلة تُسبب الموت في غضون ساعات من تناولها، إذ تؤدي إلى توقف عضلة القلب وفشل أجهزة الجسم الحيوية.
ولا يوجد لها ترياق فعّال حتى الآن، ما يجعل النجاة منها شبه مستحيلة.