للمرة الثانية خلال ساعات، شهدت منطقة بيانكيبمحافظة الإسكندرية حادثًا مأساويًا بعد أن هاجم كلب ضال 12 شخصًا بينهم 4 أطفال، ما أثار حالة من الذعر بين الأهالي، وسط اتهامات مباشرة للحكومة بالتقاعس عن التصدي لظاهرةانتشار الكلاب الضالة التي باتت تهدد حياة المواطنين يوميًا.

 

تفاصيل الحادثة

الحادث وقع مساء أمس، حين فوجئ الأهالي بكلب ضال يهاجم المارة بشكل عشوائي، ما أسفر عن إصابة 12 شخصًا بجروح متفاوتة، بينهمأطفال في حالة خطيرة، تم نقلهم إلى مستشفى رأس التين لتلقي العلاج.

الأهالي أكدوا أن الاستغاثات المتكررة لم تجد نفعًا، وأنهم طالبوا مرارًا بوجود حملات دورية لمكافحة الكلاب الضالة، لكن المسؤولينلم يتحركوا إلا بعد وقوع الكارثة.

إحدى الأمهات صرحت: "ابني كان رايح يجيب عيش.. رجع غرقان في دمه. قدمنا شكاوى مئات المرات ومفيش حد اتحرك".

الغضب الشعبي اشتعل على مواقع التواصل الاجتماعي،حيث انتقد المغردون "غياب الدولة عن حماية المواطنين"، متسائلين: كيف تتحول الشوارع إلى مناطق رعب بسبب حيوانات ضالة؟

 

حوادث متكررة.. الخطر يتوسع

هذه ليست الحادثة الأولى، فخلال الأشهرالماضية شهدت محافظات عدة حوادث مشابهة، أبرزها:

  • القاهرة: إصابة 7 أطفال في المطرية بهجمات كلاب ضالة.
  • الجيزة: هجوم على طفل في شارع الهرم أدىإلى بتر ذراعه.
  • الدقهلية: وفاة طفل متأثرًا بإصابته بفيروس السعار بعد عقره من كلب لم يتم تطعيمه.

هذه السلسلة من الكوارث تكشف عن أزمة مزمنةفي التعامل مع الظاهرة، حيث تتجاهل الحكومة وضع خطة واضحة للسيطرة على انتشار الكلاب الضالة، رغم تحذيرات الأطباء البيطريين من خطورة السعار الذي قد يودي بحياة المصابينخلال أيام إذا لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب.

 

أسباب التقاعس الحكومي وتداعياته

الخبير البيطري الدكتور محمود عبد الحميد يرى أن الأزمة ليست في نقص الإمكانيات فقط، بل في غياب الإرادة السياسية لحل المشكلةبشكل جذري:"الدولة تتعامل مع الكلاب الضالة باعتبارها ملفًا هامشيًا، بينما هي أزمة أمن قومي وصحي.. غياب حملات التطعيم والمكافحة جعل الأعداد تتضاعف".

كما أن تقليص ميزانيات الطب البيطري وتوقفبرامج مكافحة الكلاب الضالة منذ سنوات فاقم الأزمة، في وقت يتم فيه توجيه الإنفاق لمشروعات أخرى بعيدة عن حياة المواطن اليومية.

هذه الظاهرة لا تهدد الصحة العامة فقط،بل تؤثر على صورة المدن المصرية أمام السياح الذين يشاهدون مشاهد الهجمات في الشوارع، وهو ما يضرب سمعة السياحة في مقتل.

 

مطالب الخبراء والمجتمع المدني

الخبراء يؤكدون أن الحل يتطلب خطة شاملةتتضمن:

  • إعادة برامج الإخصاء والتطعيم بدلاً من القتل العشوائي.
  • زيادة ميزانية الطب البيطري وفتح باب التعيينات للأطباء البيطريين.
  • إطلاق حملات توعية للمواطنين حول كيفية التصرف في حال التعرض للعقر.
  • النشطاء من جانبهم اتهموا الحكومة بالإهمالالمتعمد، معتبرين أن الأرواح البشرية لا تجد أي اهتمام طالما أن المسؤولين مشغولون بـ"المشروعات الاستعراضية" بدلًا من توفير الأمن الصحي للمواطن.

الناشطة الحقوقية نجلاء البدري علقت قائلة:"الحكومة تترك الكلاب تهاجم أطفالنا بينما تنفق مليارات على احتفالات ومؤتمرات.. هذه كارثة أخلاقية قبل أن تكون صحية".

 

من يحمي المصريين من الإهمال؟

حادثة الإسكندرية ليست استثناء، بل جرس إنذار لحكومة تبدو غائبة عن أبسط مهامها: حماية حياة المواطنين. وإذا استمر هذا التجاهل،ستتكرر الكوارث وربما تتحول ظاهرة الكلاب الضالة إلى أزمة وبائية تهدد ملايين المصريين.