مع الموقف المتخازل للانقلابي عبدالفتاح السيسي أمام ترامب وتقزيمه للدور المصري في أذرعه الإعلامية والاستخباراتية من عينة مرتضى منصور وغيرهم، أعاد ناشطون تداول موقف الرئيس الشهيد د.محمد مرسي أول رئيس منتخب في مصر خلال الـ200 سنة الماضية مع رئيس الولايات المتحدة بارك أوباما.

وكان موقفًا للتاريخ تحكيه الشيماء محمد مرسي، ابنة الرئيس الشهيد، فكتبت:" كنت مع والدي في القصر الجمهوري يوم الجمعة الأخيرة قبل أسبوع من الانقلاب عليه، وقبل صلاة الجمعة بساعة رن التليفون وكان على الخط سكرتير مكتب الوالد الذى قال لوالدي: معك على الخط الرئيس الأمريكي أوباما ويقول: كلمه في أمر مهم ومعك عشرة دقائق فقط لأن وقته مليء ولا وقت عنده - !

فسمعت والدي يقول للسكرتير: بلغ أوباما بأنه لا وقت عندي الآن لأكلمه؛ فأنا أستعد لصلاة الجمعة وعندي بعد الصلاة اجتماع مهم وغدًا عندى أعمال ضرورية، وحين أجد فرصة سأكلمه لمدة خمس دقائق.

فأنا الذى سأُكلمه حسب برنامجي وليس حسب برنامجه ..

ثم أغلق التليفون !

كنت فخورة بأبى حتى إن والدى نظر إليّ ووجدني أضحك لروعة الموقف - فقال لي نصًا :

" أنا رئيس جمهورية مصر العربية أكبر دولة إسلامية وعاوز يكلمني على جدوله هو.. أنا اللي أحدد يكلمني امتى وعلى جدولي أنا ".

https://x.com/bedewi1_s/status/1917140046026850505

وعلق الكاتب الصحفي صلاح بديوي @bedewi1_s، "عندما يختار الشعب حاكمه.. للأسف التاريخ سوف يسجل.. بأحرف سوداء خيانة قادة الجيش قسمهم باحترام إرادة  الشعب".

وكان للمذيع السابق بإذاعة "بي بي سي" العربية د. فايز أبو شمالة الأكاديمي الفلسطيني في الإعلام، تصريحًا عبر @FayezShamm18239 قال: "قد تكون مصلحتي الشخصية أن أمتدح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأشكر فضله على أهل غزة، لمواقفة الرافضة لحصار غزة، وتصديه بكل قوة وعنف لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهل غزة؛ وذلك كي يسمح لي بدخول مصر؛ التي حرمني أمن الدولة من دخولها منذ سنة 2013

ولكن المصلحة الوطنية العليا للشعب المصري والشعوب العربية تفرض علي أن أمتدح الرئيس المصري السابق د. محمد مرسي؛ الذي أرسل رئيس وزرائه هشام قنديل لزيارة غزة، ولقاء قادتها، خلال العدوان الإسرائيلي سنة 2012

في ذلك الزمن ارتعب العدو الإسرائيلي، وخضع للضغوط المصرية، وأوقف العدوان على غزة، رغم تساقط الصواريخ على تل أبيب دون توقف.

شكراً للشعب العربي المصري العظيم، وأشهد أن مصر هي العمود الفقري للأمة العربية والإسلامية.

https://x.com/FayezShamm18239/status/1914337094052295160

وفي مقاله الأخير خلال إبريل الجاري قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، وهو عضو سابق بالهيئة التأسيسة للدستور، في مقال بعنوان (آخر محطات القطار 2013) نشر على (العربي الجديد) أنه "منذ العام 2012، يواصل تيّار الإسلام السياسي دفع ثمن تلك اللحظة التي أعلن فيها الرئيس المصري، الراحل محمد مرسي، تغييرًا جذريًا في معادلة الاحتلال والمقاومة، بعد عقود لم يكن خلالها الكيان الصهيوني يحسب حسابًا للحكومات العربية، حين يوسّع من اعتداءاته على الفلسطينيين في غزّة"

وأضاف "كانت كلمات الرئيس مرسي في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، في 2012، بمثابة نغمة نشاز أصابت النظام الدولي، والإقليم، بما يشبه الصدمة. "لن نترك غزّة وحدها"، كانت تلك الصيحة بمثابة تدشين زمنٍ جديد، وتعامل مصري آخر مع الموضوع الفلسطيني، تعامل يستجيب لروح ثورة عصفت بمنظومة من الانبطاح التام أمام العربدة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، واعتداءات إسرائيل المتكرّرة على الشعب المقاوم".

وتابع: "لم تزعج هذه الروح المصرية الجديدة الكيان الصهيوني فقط، وإنما أصابت النظام الرسمي العربي بالقلق، إذ وجد نفسه بصدد موقفٍ مختلفٍ كليًا، يتجاوز النمط الاعتيادي المتكرّر (المتكلّس بالأحرى) من ردّات الفعل العربية، ومن هنا كانت نقطة الانطلاق لمشروع إقليمي لإجهاض هذا التمرّد المفاجئ على حالة السكوت العربي، العاجز، المتهرّب من مسؤولياته التاريخية، وفي كلمة واحدة، المتواطئ مع العربدة الصهيونية."

وأضاف أنه "من هنا انطلق القطار رقم 2013 من مصر ليطيح الحكم الجديد، بعد تحضيرات إقليمية ودولية سريعة، استندت إلى وصم كلّ خروج عن المعادلات الأميركية الضابطة للعلاقات الرسمية العربية الإسرائيلية بـ"الإرهاب"، فكان طبيعياً أن تصنّف أشكال المقاومة وصور الدعم كلّها لهذه المقاومة "إرهابًا"، لينشأ منذ ذلك الوقت ما يسمّى "محور الاعتدال"، الذي صار يضمّ الكيان الصهيوني وأنظمةً عربيةً تحت مظلّة واحدة، في مواجهة "محور الإرهاب" أو "محور الشرّ"، الذي يجمع حركات المقاومة ومن يدعمها. وهنا، تحضر إيران، مع ملاحظة أن الكيان الصهيوني هو الذي انفرد بصكّ هذه التعريفات والتصنيفات، وصارت أنظمة عربية تردّدها خلفه وتتبناها.".

واختصر المشهد الحالي في أن ".. ثمّة خضوعًا عربيًا رسميًا للزمن الصهيوني الذي تفرضه واشنطن بأساطيل الحرب وشهادات الصلاحية وحسن السلوك للأنظمة الحاكمة، في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر (2023)، التي أعادت الاصطفاف الرسمي بين العرب وإسرائيل في مواجهة "محور الشرّ"، بتعبير نتنياهو، وقد رأينا ذلك مبكّرًا في محاولة القبة الحديدية العربية معانقة القبة الحديدية الصهيونية، وتصديهما معًا لصواريخ ومسيّرات محور المقاومة ضدّ الاحتلال".