رد الإعلام الباكستاني الرسمي بقوة لأربعة أيام متوالية على إعلان الهند تعليق معاهدة مياه السند، وهو ما يعني أنها ستحجب مياه نهر السند،  أننا لسنا عبدالفتاح (الشهير بالمكسيكي) بحسب الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن.

وأشاروا إلى عملية التفريط في مياه نهر النيل عبر التقزم والسهوكة التي أبدعها رئيس انقلاب في مصر، وهو يعبر عن التساهل تارة بأنه لا توجد مشكلة "السيسي حلها" وعناوين الصحافة المحلية الموالية له، وتارة عندما أخل آبي أحمد باتفاق الخرطوم مارس 2015 حوّل السيسي مؤتمرًا صحفيًا إلى محلفة، فدعا رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد إلى القسم (قول والله ما أسبب ضرر لمصر) !!

وحذر المحللون في باكستان من أن "باكستان ليست مصر التي أظهرت ضبط النفس بينما شيدت إثيوبيا سداً على نهر النيل.. باكستان لن تتردد.. المياه خطنا الأحمر."

وصرحت الحكومة بأن "أي محاولة هندية لوقف أو تحويل تدفّق مياه نهر السند ستُعتَبر عملاً حربياً.. وسنرد عليها بالقوة الكاملة!"

تسبب تصريح أدلى به الإعلام الباكستاني بضرب المثل بمصر التي أبدت ضبط النفس، بينما شيدت إثيوبيا سدًا على نهر النيل، مهددًا بالحرب إذا نفذت الهند تهديدها بوقف أو تحويل مياه نهر السند.

وتكلف السد الإثيوبي الكبير  الكهرومائي 5 مليارات دولار وهو أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، وبني على نهر النيل الأزرق وبات مصدرًا للتوتر الإقليمي بزعم توفير الكهرباء لإثيوبيا إلا أنه بات يحتجز خلفه نحو 75 مليار متر مكعب من المياه كان المصريون والسودانيون أولى بها.


إثيوبيا تفاجئ السودان ومصر باكتمال السد في ديسمبر 2024

مع إعلان آبي أحمد رئيس الحكومة في إثيوبيا، اكتمال مشروع سد النهضة وتركيب 4 توربينات وتوليد الكهرباء وتمرير المياه لدولتى المصب مصر والسودان.

قال وزير الري السابق في عهد مبارك د.م. محمد نصر علام عبر Mohamed Nasr Allam إنه رغم اعتذاره عن المشاركة في أى نشاط محلي أو دولي في هذه المرحلة الزمنية، إلا أنه أكد أن إعلان وسياسات آبي أحمد، فيها عدة مخالفات لقواعد أساسية للقانون الدولي:

1 - عدم الإضرار، وهو يحجز حوالي 125%؜ من تدفق النهر لنفسه دون دولتى المصب.

2 - استخدام المياه في الزراعة وتوليد الكهرباء بدون التنسيق مع دولتى المصب.

3 - نقض إعلان المبادئ بين أثيوبيا ودولتى المصب حول إنشاء سد النهضة.

4 - عدم الاتفاق مع دولتى المصب حول قواعد ملء وتشغيل السد.

واستعرض وزير الري السابق د. م. محمد نصر علام قضية "أمن قومي" من الدرجة الأولى، ووضع في مقدمة الحلول ⁠الحل العسكري، إلا أنه رأى أنه "غير مناسب، وخاصة مع أوضاع السودان وانقساماتها الداخلية، وتباين المصالح الدولية والإقليمية".

واستدرك على هذا الحل بحل آخر، فنصح بأن "⁠الضغوط السياسية والإقليمية، ونشر قوات عسكرية، قد تمثل الأدوات المناسبة والكافية للمرحلة الحالية".

أما الحل الثالث فأشار إلى أنه "⁠الحل الأمثل هو التفاوض الفني والسياسي للوصول لصيغة تعاون إستراتيجي ما بين الدولتين وإثيوبيا، لحل أزمة السد بصفة خاصة والتعاون المائي (وغيره) بصفة عامة".

https://web.facebook.com/mohamednasr.allam.3/posts/2230679693947437?ref=embed_post

 

السيسي وقف أمام الحل العسكري

كخطوة عسكرية للرد على تعنت إثيوبيا في ملف سد النهضة، وقع رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد حجازي أثناء زيارته للخرطوم مارس 2021 مع نظيره السوداني الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين اتفاقية للتعاون العسكري لتلبية كل طلبات جيش السودان في المجالات العسكرية كافة من تدريب وتسليح وتأمين الحدود المشتركة.

وعلى الفور ترجمت الاتفاقية بتدخل قوات مصرية لدعم الجيش السوداني في تحرير منطقة "الفشقة" السودانية 2021 التي كانت تحتلها إثيوبيا وتمنح الإمارات استثمارات كبيرة فيها.

من جهته، فهم رئيس وزراء إثيوبيا الرسالة من الاتفاقية العسكرية المصرية السودانية، وأنها قد تكون بداية لتدخل عسكري مصري سوداني في إثيوبيا واحتلال منطقة "بني شنقول" التي يقع فيها سد النهضة لحماية حصة البلدين في المياه، فأعلن استعداده للتفاوض حول الملف.

إلا أن السيسي سرعان ما قام بعزل رئيس الأركان محمد فريد وألغى على الفور الاتفاقية العسكرية مع الجيش السوداني، بل وسحب معظم القوات المصرية والمعدات العسكرية من السودان، وهو ما أضعف بعدها قدرات الجيش السوداني في مواجهة مليشيات حميدتي.

السيسي متواطئ

الخبير الزراعي ومستشار وزير التموين الأسبق باسم عودة الدكتور عبدالتواب بركات قال إن "المعطيات التي تعامل بها النظام المصري يكشف أن النظام متواطئ في فرض إثيوبيا للأمر الواقع بعدما استمر السيسي في العلاقات المصرية الإثيوبية ضمن أعلى مستوى من الرضا"!

وأضاف أن تأثير استحواذ إثيوبيا على سد النهضة كان له أيضًا تأثير على أوروبا التي زادت إليها الهجرة غير الشرعية، وكان أولى بالسيسي والجيش أن يطبقوا دستور 2012 الذي أكد التزام مؤسسات الدولة بما فيها الرئاسة والجيش المصري بالحفاظ على نهر النيل من الاعتداء عليه.

وبينما يواصل السيسي وعصابته سياسة النعامة، محاولاً استمالة الرئيس الأمريكي ترامب للمساعدة في أزمة سد النهضة دون فائدة، زار وزراء المياه في دول حوض النيل (إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا والسودان وجنوب السودان) سد النهضة الإثيوبي وقاموا بجولة تفقد للسد برفقة وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إيتيفا ومدير مشروع السد كيفلي هورو، بُعيد مشاركتهم في اجتماع وزاري عقد في أديس أبابا، بينما اكتفت سلطة الانقلاب فى مصر اعتراضها الزيارة.

واعتبر عبدالتواب بركات أن مناشدات السيسي لترامب هو لعب خارج الملعب، وأن من أبرز الدلائل تحول سعر كيلو الرز من 1 جنيه للكيو إلى 30 جنيهًا للكيلو، مضيفًا أن إنفاق 900 مليار جنيه على تبطين الرع وتنقية مياه الصرف ومياه البحر مشاريع لن تحل أزمة السد، ولن توجد البديل الأمثل لنقص المياه فضلاً عن التداعيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على مصر .

ومما يذكره الخبير المصري على (إكس) أنه "انتهت المسرحية وأسدل الستار، بعد إعلان اثيوبيا الإنتهاء من بناء سد النهضة الذي أصبح أمرًا واقعًا، مصر تخطر مجلس الأمن بانتهاء مسارات التفاوض حول سد النهضة بعد 13 عاماً، بعد أن تبين للجميع أن المفاوضات كانت غطاء لإثيوبيا لإكمال السد، على العموم الجميع كان يعرف أن الجنرال كان بيمثل مع إثيوبيا، وخان العيش والملح والرز والسكر، ولن ننسى الجنود المعلومين والممثلين السنيدة للممثل الكبير، حسام المغازي ومحمد عبد العاطي وسامح شكري".

هذا في الوقت الذي تردد فيه لجان الشؤون المعنوية أن آبي أحمد فشل في استفزاز مصر لضرب السد؟! ويشيعون أن توربينات السد امتلأت بالطمي وأصبح خردة و آيلاً للسقوط وفق تقارير دولية"!

وفي أغسطس 2023 ثارت قضية السد وأضراره بعد انهيار سد درنة في ليبيا وتسبب في موت المئات وحجمه لا يزيد عن 10% من سد النهضة.

وفي أغسطس من العام نفسه، بعد ثورة بنجلاديش فتحت الهند أكبر بوابات سدها لتغرق قرى بنجلاديش، وظهر عمليًا خطورة سد إثيوبيا حيث قال محللون إن الأضرار على مصر تصل إلى 23 مليار دولار فى حالة انهيار سد النهضة، ما سيؤدي إلى فيضانات مدمرة ونزوح وغرق الملايين.