الذهب يكسر حاجز 5000 جنيه للجرام عيار 21 لأول مرة في التاريخ
الثلاثاء 22 أبريل 2025 07:00 م
سجل الذهب في السوق المحلي، اليوم الثلاثاء 22 إبريل 2025، رقمًا قياسيًا غير مسبوق بتخطيه حاجز 5000 جنيه للجرام عيار 21، الأكثر تداولًا في مصر، في قفزة تاريخية تعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتزايد التوترات في الاقتصاد العالمي. ويأتي هذا الارتفاع نتيجة تفاعل عدة عوامل أبرزها ارتفاع سعر الأونصة عالميًا إلى أكثر من 3500 دولار، وتدهور قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، وسط أزمة اقتصادية خانقة.
أزمة الجنيه المصري تدفع الذهب للصعود بلا سقف
شهدت الأشهر الأخيرة تدهورًا حادًا في سعر صرف الجنيه أمام الدولار، ما أدى إلى زيادة الضغوط التضخمية وارتفاع أسعار السلع الأساسية والمستوردة، وعلى رأسها الذهب. ومع لجوء المواطنين إلى الذهب كأداة تحوط ضد فقدان القوة الشرائية للجنيه، ارتفع الطلب عليه محليًا رغم تراجع القوة الشرائية.
وقال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، إن السبب الرئيسي في الارتفاع القياسي اليوم يعود إلى الزيادة العالمية في أسعار الذهب، لكنه أشار أيضًا إلى أن تدهور الجنيه المحلي أسهم في تضخيم تأثير هذا الارتفاع عالميًا على السوق المصرية.
العالم يتجه للذهب وسط توترات اقتصادية غير مسبوقة
عالميًا، تجاوزت أونصة الذهب حاجز 3500 دولار للمرة الأولى في التاريخ، مدفوعة بتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تفاقمت بعد رفع البلدين الرسوم الجمركية على وارداتهما بنسب تجاوزت 245% لبعض السلع.
كما لعبت الضغوط المتصاعدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول دورًا كبيرًا في اضطراب الأسواق، إذ يضغط ترامب من أجل خفض سريع للفائدة لإنعاش الاقتصاد، بينما يرفض باول التضحية باستقرار الاقتصاد طويل الأجل في مواجهة التضخم.
وتشير تقارير إلى رغبة ترامب في إقالة باول، وهو ما تسبب في زيادة المخاوف حول استقرار الدولار الأمريكي، ودفع المستثمرين حول العالم نحو الذهب كملاذ آمن في ظل مؤشرات على ركود عالمي محتمل.
الفائدة المصرية تتراجع ولكن بلا تأثير يُذكر على الذهب
وفي السياق المحلي، قررت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري، الخميس الماضي، خفض سعر الفائدة بمقدار 2.25%، ليبلغ 25% على الإيداع و26% على الإقراض، في محاولة لتحفيز الاقتصاد. ومع ذلك، أكد ميلاد أن هذا القرار لم ينعكس حتى الآن على أسعار الذهب، نظرًا لأن العوامل العالمية وسعر الصرف المحلي أصبحا المحركين الرئيسين للأسعار.
الذهب ملاذ المصريين في وجه العاصفة الاقتصادية
في ظل الانخفاض المتواصل لقيمة الجنيه، وغياب الثقة في استقرار الأسعار، بات الذهب أداة للادخار والحماية من التآكل السريع للثروة، رغم أن وتيرة الشراء ما زالت محدودة بفعل الأوضاع المعيشية الصعبة.