شهدت الولايات المتحدة، موجة جديدة من الاحتجاجات الواسعة ضد سياسات الرئيس دونالد ترامب، وسط تزايد الغضب الشعبي من ترحيل المهاجرين و"الأسلوب السلطوي" الذي يحكم به، بحسب تعبير المحتجين. من أمام البيت الأبيض، حيث تظاهر آلاف إلى شوارع نيويورك ولوس أنجلوس ومدن أخرى، خرج آلاف الأمريكيين في يوم احتجاجي وطني جديد، حمل رسائل قوية موجهة للإدارة الجمهورية. "لا للملك".. لافتات وسخط شعبي متصاعد في العاصمة واشنطن، اصطف آلاف المحتجين أمام مقر الرئاسة رافعين لافتات كتب عليها "لا للملك" و"نريد العدالة لا الطرد"، في مشهد يعكس تصاعد الرفض الشعبي لما يعتبره المحتجون "ترحيلات تعسفية تفتقر للحد الأدنى من الإجراءات القانونية". هتافات مثل: "أعيدوهم إلى الوطن"، تكررت على ألسنة المتظاهرين، في إشارة إلى المهاجرين الذين تم ترحيلهم، في ما وصفه حقوقيون بأنه "انتهاك واضح لقوانين الحماية واللجوء". إحدى المتظاهرات، وهي موظفة في القطاع الصحي من سكان واشنطن، قالت: "أتيت اليوم لأنني أشعر بأننا أمام لحظة فارقة. الناس بدأت تخرج عن صمتها، وتُدرك أن ما يحدث ليس طبيعياً. نحتاج أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم". حالة "كيلمر أبريجو": من الحماية إلى الطرد أثارت قصة كيلمر أبريجو غارسيا، المهاجر الذي تم ترحيله إلى السلفادور رغم تمتعه بحماية قانونية، غضباً واسعاً بين صفوف المحتجين، واستخدمها كثيرون كنموذج لتسليط الضوء على ما يرونه "انهياراً خطيراً في منظومة العدالة". شاب أمريكي في العشرينات قال: "إذا كان رجل مثل أبريجو، الذي لديه وثائق قانونية، يمكن ترحيله بهذه الطريقة، فما الذي يمنع أن يُحرم آخرون من حقوقهم؟! هذا انتهاك خطير يجب أن يتوقف". وكانت إدارة الهجرة الأمريكية قد نفذت قرار الترحيل بحق أبريجو دون عرض قضيته على محكمة مختصة، في تجاهل واضح للإجراءات القانونية، وفقاً لمحاميه. احتجاجات تمتد إلى نيويورك ومدن كبرى لم تكن واشنطن وحدها على موعد مع الاحتجاجات؛ ففي نيويورك، احتشد آلاف أمام مكتبة نيويورك العامة، تنديداً بسياسات ترامب المتعلقة بالهجرة. تكرر المشهد ذاته في مدن مثل شيكاغو، لوس أنجلوس، بوسطن، ودنفر، حيث نظم المحتجون مسيرات صاخبة نددت بما وصفوه بـ"الانحراف عن القيم الأمريكية الأساسية". صحيفة واشنطن بوست أشارت إلى أن هذا اليوم الاحتجاجي يأتي بعد أسبوعين فقط من خروج عشرات الآلاف في عشرات الولايات، في مظاهرات اعتبرت "أكبر تحد شعبي لحملة الترحيلات حتى الآن".