رد الأمين العام المساعد الأسبق للمجلس الأعلى للصحافة، قطب العربي، على ادعاءات وزير خارجية الإمارات (ومحتكر توكيل مرسيدس في عاصمة الثورة المضادة) بعد أن قال إن "عقدة الإخوان تجاه الإمارات ليست سوى عقدة التطرف أمام التسامح، والأيديولوجيا أمام التنمية، والعجز أمام الإنجاز، والفشل أمام النجاح.".!

وأضاف مستشار الرئيس الإماراتي: "قرن من الشعارات لم ينتج إلا الخراب، وما تبقى منهم صدى إعلامي ضعيف وساخط"، حسب قوله.

وختم أنور قرقاش تدوينته قائلاً: "المشاريع الناجحة تُقاس قيمتها بازدهار المجتمعات وخدمة الشعوب".

وتفاعل متابعون على منصة "إكس"، مع تدوينة أنور قرقاش وجاءت أبرز التعليقات كالتالي:

السياسي المصري د.حمزة زوبع يرد: "الإمارات بطنها بتكركب من ساعة ما السودان جرجرتها على محكمة العدل الدولية".

وقال قطب العربي عبر Kotb El Araby  على فيسبوك "إلى #أنور_قرقاش: عقدة الإمارات تجاه الإخوان ليست سوى عقدة الاستبداد في مواجهة الديمقراطية، والخوف من نسائم الحرية التي تفتح عيون الشعب الإماراتي على فساد حكامه واستئثارهم بثروة البلاد والتحكم في رقاب العباد، والعمل لصالح الأعداء، وإشاعة الرذيلة والفحشاء والمنكر لقتل مظاهر التدين والكرامة والرجولة عند الشعب حتى يظل مشغولاً بالملذات بدلاً بالسعي لانتزاع حقوقه ليعيش في حرية وكرامة كما خلقه الله".

وأضاف "قرن من التمدد الإخواني و إحياء قيم الإسلام العظيم التي أراد الحكام الفاسدون والمستبدون مثلكم دفنها وإحلال الحرام محلها .. قرن من مقاومة الاستعمار الأجنبي والاحتلال الصهيوني ومشاريعه في المنطقة وآخرها مشروع الديانة الإبراهيمية الذي تتبناه وترعاه الإمارات والتي يبلغ عمرها بالكاد نصف عمر الإخوان".

 

معاداة حتى لإخوان الإمارات

ورغم أن رموز الإخوان كانوا وراء بناء الإمارات بوضعها الحديث وكان منهم مستشارون قريبون من مؤسس الاتحاد الشيخ زايد آل نهيان، ومستشارون في وزارات التعليم والصحة فضلاً عن طابور من العاملين حتى 2012 في بنوك ومؤسسات وصحف بل ووزارات الإمارات يساهمون بجهدهم، كما أن مواطني الإمارات من الإخوان بعضهم كان زميلاً لرئيس الدولة الحالي وإخوته في الحياة التعليمية إلا أنه اعتقلهم، وما يزال، ومنهم أكاديميون وحقوقيون وأطباء ومهندسون واقتصاديون بارزون.

وعلاوة على اعتقال عشرات من الإخوان المسلمين الإماراتيين إلا أنه في يناير الماضي حاول حصار من فر إلى أوروبا وغيرها ووضعهم على ما يسمى قوائم الإرهاب وأدرج أخيرا 19 فردًا وكيانًا في قائمة الإرهاب المحلية لـ"ارتباطهم بالإخوان"! أما الكيانات فكانت 8 كيانات موجودة في المملكة المتحدة تخص هؤلاء الفارين من سجون بن زايد إلى فضاء أرحب.

وفي ديسمبر 2024، يبدو أن السعودية قطعت الطريق على الضغوط الإماراتية بشأن سوريا الجديدة والتي حاولت التأثير على السياسة الأمريكية والغربية بحجة انتماء القادة الجدد لفصائل إسلامية "متشددة".

وقال معهد السلام الأمريكي إن دولة الإمارات تشعر بحساسية خاصة تجاه احتمالات قيام نظام إسلامي متطرف له طموحات إقليمية وأنهم كانوا الأكثر تشككًا في التصريحات العامة للقادة الجدد، حيث قال المستشار الرئاسي أنور قرقاش إن "طبيعة القوات الجديدة، والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، والانتماء لتنظيم القاعدة" مثيرة للقلق".

إلا أن محمد بن زايد التقى أخيرًا أحد أعداء قرقاش، غير المتزن في تصريحاته، وهو الرئيس السوري أحمد الشرع، أحد قادة المقاومة المسلحة ضد نظام الاستبداد والفساد المالي والقمع الدموي الذي كان نبراسًا لمحمد بن زايد في جبروته وظلمه على ما يبدو.

وصارت سوريا، التي توالي تركيا وقطر"، قبلة للدبلوماسية الأوروبية بفضل اللغة المنفتحة للقادة الجدد، وتأكيدهم بأن سوريا وطن لجميع الطوائف دون تمييز أو محاصصة، وزيارتهم لشيخ الموحدين الدروز وسياسة التسامح مع الماضي ما عدا المتورطين في التعذيب وإراقة الدماء، والحفاظ على وحدة أراضي الدولة والاستعداد لحل الفصائل، وفتح باب التسوية لضباط وجنود النظام السابق، وحرية العبادة واللباس وضمان الحريات الشخصية في إطار التقاليد الاجتماعية السائدة وحرية التعبير" بحسب الكاتب فراج إسماعيل.

وأضاف "إسماعيل" أن السعودية لم يقتصر قطعها الطريق على سوريا وإنما على ما يحدث في أرخبيل سقطرى اليمني. موقع جنوب اليمن تحدث عن وصول وفد سعودي التقى سلطان الجزيرة عبدالله بن عفرار المدعوم من الرياض، والمقاوم لإعلان مكون مدعوم من أبوظبي للحكم الذاتي في الأرخبيل.

 

خونة العرب

ومما يدل على عدم اتزان قرقاش (الذي يستخدمه بن زايد كالنائحة المستأجرة أو معددة الموتى) في تصريحاته التي تحتاج ضبط زوايا (إن صح ذلك) ما كشف عنه حزب الإصلاح اليمني (الإخوان المسلمون) الذي جالسهم أيضًا محمد بن زايد عندما كانت عينه على كرسي شقيقه الرئيس السابق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، وبصحبة بن سلمان ففي 4 سبتمبر 2015 وبعد أن عبر نائب رئيس الدائرة الإعلامية في التجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني عن الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، على الدور الذي تقوم به، تجاه اليمن، في إطار استعادة الدولة.

قال العديني –في مداخلة- على قناة العربي مساء الثلاثاء، إن الدور الإماراتي مهم من خلال التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لاستعادة الشرعية، وإنهاء الانقلاب في اليمن.

وأشار إلى أن الإصلاح سبق أن أصدر بيانات شكر فيها دولة الإمارات على الدور الذي تقوم به في إطار استعادة الدولة.

وأضاف العديني: "نصر على أننا جزء من هذا التحالف الذي بدأ بالمبادرة الخليجية وحين تطورت العملية إلى عمل عسكري كان الإصلاح أول الكيانات المؤيدة للعملية والإصلاحيون أول المنخرطين فيها"، مشيرًا إلى أن أحد قيادات الإصلاح في محافظة أبين استشهد في نفس العربة التي استشهد فيها الجنود الإماراتيون، أثناء مواجهات مع مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، لتحرير المحافظة.

وأكد إن الإصلاح يقدر الموقف الخليجي، ويعتبر أن المصلحة الخليجية هي ذاتها مصلحة اليمن والتجمع اليمني للإصلاح كأحد الكيانات السياسية التي ينتظم فيها طيف واسع من اليمنيين، مؤكدًا أن الإصلاح حزب سياسي يمني يتحرك وفق أجندة يمنية ولا علاقة له بتنظيمات عربية أو دولية.

وردًا على سؤال المذيع عن تفسيره للهجوم الذي شنه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية على ما يسميه إخوان اليمن في إشارة إلى الإصلاح، أبدى العديني استغرابه من هذا الهجوم، لكنه أكد أن هذا الأمر لا يغير من موقف الإصلاح، وأضاف: "نحن نسعى مع كل اليمنيين وأشقائنا العرب إلى استعادة الدولة اليمنية، ومن أجل اليمن سنغلب مصلحة الوطن، حتى على مصلحة الإصلاح نفسه.

ووجه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش هجومًا حادًا لجماعة الإخوان فى اليمن معتبرًا إياهم جزءًا من المشكلة فى البلاد

واعتبر قرقاش فى تغريدات علي حسابه بموقع تويتر أن الإخوان في اليمن جزء من المشكلة، ومنذ البداية، ولم يلعبوا دورًا في تحرير عدن، وتفننوا في الهوامش والمنافي في نشر الإشاعات والأكاذيب.

 وذكر أن تيار الاخوان انهار أمام الحشد الحوثي ولم يقف أمام التمرد، ولم يشارك في تحرير عدن والجنوب، واصفًا الإخوان بأنهم حزب انتهازي يسعى لدخول المشهد قرب النهاية!!