حذر مسؤولون ليبيون وقادة للثورة الليبية من نتائج زيارة أخيرة لرئيس الحكومة الليبية بطرابلس الدبيبة إلى أبوظبي ولقاء شيطان العرب محمد بن زايد، والدعوة إلى مصالحة وتقاسم للسلطة بين الشرق والغرب.

في وقت باتت تدير فيه أبوظبي (على ما يبدو) الملف مباشرة، (نيابة عن مخططات الغرب ودوله الطامعة) بعد خفوت نوعي من نظام القاهرة الانقلابي في الوسط لدى الغرب الليبي، وذلك منذ محاولة التورط في انقلاب بطرابلس الليبية على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، التي آلت إلى م.عبدالحميد الدبيبة، بعد أن كان رئيس الوزراء فايز السراج على رأس البلاد التي طردت فلول الانقلابيين بزعامة خليفة حفتر الأمريكي المدعوم من أبوظبي والقاهرة.

القائد زياد بلعم، قائد كتيبة عمر المختار وأحد قادة ثوار بنغازي تناول المصالحة المزعومة وأكد أنه "لا صلح ولا مصالحة مع عصابات النذالة، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وإن دماء شهدائنا أمانة في رقابنا، والتفريط فيها خيانة للأمانة.".

وأضاف "ما نسمعه اليوم ونراه من التهافت والتسارع للتواصل مع المجرمين الذين هتكوا حرمة البيوت، وقتلوا الصالحين ولم يفرقوا بين صغير أو كبير ولا رجل ولا امرأة، ولم يسمحوا حتى بدخول الماء والدواء، ما هو إلا ضعف وسعي خلف السراب يحسبه الظمآن ماء".

وقال: "نعم قد أصابنا القرح واشتدت الحياة علينا من كل مكان، ولكن كل هذا ابتلاء من رب الأرض والسماء ليعلم الله الصادق من الكاذب." مضيفًا "أنصح إخواننا المهجرين أن يقطعوا كل تواصل مع معسكر الشرق؛ عقيلة (غير الصالح) أو سارق المصارف (ابن حفتر) أو غيرهم، فإنهم ما أرادوا إلا أن يلعبوا بقضيتكم لعبة سياسية ومخابراتية وتفريقكم.".

وتابع: "إن كنا فقدنا شيئًا من متاع الدنيا، فإن بيننا من فقدوا أغلى ما عندهم؛ أرواح ذهبت إلى بارئها، فقد أبناء آباءهم، وفقد آباء أبناءهم، وفقدت أمهات وزوجات أحباءهن.. تذكروا أنكم أصحاب قضية ومبدأ لا تغيرها الظروف ولا الأيام، وكلما تثبت على مبدئك، كلما جاءك عدوك خانعًا خاضعًا.".

https://twitter.com/TanasuhTV/status/1912120523313606806

وقبل يومين نشرت مجلة ذا ايكونوميست تقريرًا قال إن خليفة حفتر المتمترس بالشرق الليبي، "فشل في الاستيلاء على طرابلس. وخسرت قوات الدعم السريع السيطرة على العاصمة السودانية الشهر الماضي وفرّت من المدينة. وفي الحالتين، كان دور الإمارات أقرب إلى كونه عائقًا أكثر من كونه عاملًا حاسمًا. إذ أتاح لتركيا تعميق علاقاتها مع الجيش السوداني والحكومة الليبية - التي اعتمدت على طائرات مسيّرة تركية لدحر خصومها".

وأضافت المجلة البريطانية "الإمارات، (اتحاد سبع إمارات) أغناها أبو ظبي، اختارت طريقًا مغايرًا. ففي ليبيا، دعمت خليفة حفتر، أمير الحرب الذي حاول الإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس. وفي اليمن، دعمت المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي. كما أقامت علاقات وثيقة مع قادة في بونتلاند وصوماليلاند، وهما جمهوريتان انفصاليتان في الصومال. كثير من سياسات الإمارات تتعارض مع واشنطن. دعمها للدعم السريع في السودان وضعها في مواجهة مع الولايات المتحدة والصين، بل وروسيا لاحقًا - وهذا ليس بالأمر الهيّن".

 

تحذير سوداني

وتداول متابعون تحذيرًا آخر من رئيس المخابرات السودانية الأسبق صلاح الدين قوش من أن الإمارات وجهت حفتر بإرسال قواته الجوية والبرية لضرب أهداف حيوية بالخرطوم، لمساعدة حميدتي، ولكن تركيا هددت باستهداف أي قوة تتحرك نحو السودان قادمة من ليبيا.

وأضاف أن "تركيا موجودة فى ليبيا وبقوة وهذا ما جعل ليبيا تنفد بجلدها، ولولا وجود تركيا لكانت ليبيا الآن تحت أضراس حفتر يمضغها كيفما يشاء، وهذا مايخافه الصهاينة من تواجدها (تركيا) فى سوريا".

 

وثائق البنتاجون

وسبق أن كشف الأكاديمي البريطاني أندرياس كريج أن إحدى وثائق البنتاجون التي تم تسريبها 2023 أظهرت أن ضباط المخابرات الروسية تفاخروا بإقناع نظرائهم الإماراتيين بالعمل معًا ضد وكالات المخابرات الأمريكية والبريطانية الحليفتين الوثيقتين للإمارات.

وبحسب مقال كتبه كريج في موقع "ميدل إيست آي"، يأتي التسريب في وقت تتعرض فيه علاقة أبو ظبي الحميمة مع الكرملين لكثير من المتابعة من قبل شركائها الغربيين، الذين يتطلعون بعين الريبة إلى دور الإمارات النشط في التهرب من العقوبات المفروضة على روسيا.

وذكر كريج أن أمير الحرب الليبي المدعوم من الإمارات خليفة حفتر طلب الدعم من فاجنر، وأن الشبكات الروسية رأت في ذلك فرصة لتقويض الأهداف الإقليمية للأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا في ليبيا.

وأشار كريج إلى وثائق البنتاجون التي كشفت أن "أبو ظبي" ساعدت في تمويل عمليات فاجنر في ليبيا، ووفرت سبلًا لها لجلب الذهب المستخرج إلى السوق، فقد قدمت الشركات التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، مثل كراتول آفييشن، الدعم اللوجستي لمقاتلي فاجنر.