قال المحلل السياسي الفلسطيني سعيد زياد: إنه مقابل التهديدات الصهيونية بإما تسليم الأسرى تحت الحرب أو فتح أبواب الجحيم، يجعل الفلسطيني لن يفرط بالأسرى والسلاح، ولن تجد أي أحد في غزة بل في فلسطين سيقبل بوقف مؤقت مقابل تسليم الأسرى ولو 10% فقط لن يجدوا.
وأكد على قناة "الجزيرة" أن "الأسرى والسلاح ورقتان بيد الفلسطيني لن يفرط فيهما."
وعبر إكس وحساب @saeedziad أشار سعيد زياد إلى أنه "بما أنه من غير المتوقع أن يتغير موقف المقاومة التفاوضي، وأن تستمر في رفضها للعرض الأمريكي القائم على قضم أوراق القوة بيد المقاومة، فسيعمد العدو إلى رفع وتيرة التصعيد العسكري".
وأشار إلى أن "أحد أرجح احتمالات التصعيد هو استعادة السيطرة العسكرية المباشرة على محور نتساريم، بوصفه يحمل دلالة رمزية كبيرة، وتسهل السيطرة عليه نظرًا لاتساع عرض المنطقة، بعد أعمال الحفر والتجريف والتوسعة التي نفذها العدو هناك".
وأضاف أن "هذا السيناريو يخدم العدو من عدة نواحي:
- دعاية داخلية كبيرة قائمة على عودة العمليات البرية وليس الغارات الجوية فحسب.
- دعاية قائمة أيضًا على الترويج لفكرة فصل شمال غزة عن جنوبها.
- الضغط بالعمليات النفسية على المجتمع الغزي، وخلق حالة اهتزاز معنوي، بغية التأثير على صمود المقاومة التفاوضي.
وأبان أن المعني هنا، "هو أن أي عملية احتلال لهذا المحور لها قيمة عملياتية نعم، لكنها لا تعكس جوهر المسألة، وهي أن أي العدو قد فقد قدرًا كبيرة من قيمة أي احتلال ثاني لهذا المحور بعد العودة الكبرى لأهالي شمال غزة وإنهاء سيناريو التهجير، وإسقاط خطة الجنرالات".
وتابع: "هذا السيناريو -إن حصل- فهو لا يزال يخضع للمحدد العام لهذه العمليات العسكرية (لحد اللحظة)، وهو أنها تأتي في سياق الضغط التفاوضي وليس خدمة لأهداف عسكرية".
وأشار إلى أن الأهم من ذلك كله، هو أن الذي فكّك نتساريم مرتين، وهي التي كانت مستوطنات ومواقع وثكنات وتحصينات، قادر على تفكيكها مرة ثالثة إن حدثت.. نصر الله المقاومة ..".
https://x.com/saeedziad/status/1902370062461522337
ولمن يستمرون باتهام المقاومة ومسؤوليتها بـ7 أكتوبر، قال "زياد": البعض يتناسى 77 عامًا من الاحتلال الصهيوني و100 ألف شهيد فلسطيني قبل 7 أكتوبر 2023".
وعن اتهام آخر، لعروض حماس لدى تسليم الأسرى، وتسببها في استئناف العدوان، أوضح سعيد زياد عدة أسباب تنفي ذلك، واستعرضها في منشور على إكس @saeedziad وقال: "ثمّة تداعٍ أحمق، من بعد من يظنّون في أنفسهم فهمًا، لاتهام المقاومة بالترهل الأمني بسبب العروض العسكرية خلال عمليات تبادل الأسرى، مما تسبب بثغرات أمنية، الأمر الذي أتاح للعدو فرصة تحقيق الضربة المباغتة ليلة أمس.
وللرد على هذا الاتهام الخطير، يمكن تسجيل التالي:
- إن كان هذا بنك أهداف إسرائيل الذي جمعته طيلة 50 يومًا من الهدوء، فهذا دليل ضعف لمنظومة العدو الأمنية، وليس دليل قوة لها.
- لم يصب نتيجة الغارات أي قائد عسكري من قادة الصف الأول، ولا الثاني حتى، واستشهد كثير من ذويهم، وفي هذا دليل ضعف آخر لقدرة العدو الاستخبارية.
- استهدفت الغارات قادة ومفاصل العمل الحكومي ولجان الطوارئ الذين أجبرتهم ظروف العمل على التحرك فوق الأرض، والتواجد بين الناس، وإلا لما تحقق هذا النجاح الكبير من ضبط الشارع وعودة الأمن وتنظيم أحوال الناس بهذه السرعة.
أخيرًا، كل نصح وحرص مقدر، لكن من المعيب تلك الطريقة التي يحاول بها البعض تقديم نفسه كخبير أمني أمام المقاومة التي هزمت إسرائيل ومن ورائها كل العالم (استخباريًا وعسكريًا).