أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات مركبة أوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي برا وجوا وبحرا منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي خلّف أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، في حصيلة غير نهائية، مع بقاء آلاف الضحايا تحت الأنقاض. وفي أحدث فصول هذا التصعيد، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، أول أمس الثلاثاء، عن إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال أثناء تنفيذها مهام استخبارية شرقي مدينة غزة، والسيطرة عليها. وقالت السرايا في بيان رسمي إنها "تمكنت من إسقاط المسيّرة خلال مهامها في مناطق القتال"، دون أن تكشف عن طبيعة المعلومات التي كانت تُجمع من قبل الطائرة أو عن مصيرها بعد الاستحواذ عليها. عمليات "أبواب الجحيم": كمائن وتفجيرات ميدانية في رفح وخان يونس في السياق ذاته، وضمن سلسلة عمليات تحمل اسم "أبواب الجحيم"، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، عن تنفيذ عدة عمليات ضد قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوبي القطاع. وفي عملية وُصفت بأنها "قريبة المدى"، استهدفت وحدة من القسّام قوة إسرائيلية تحصّنت داخل منزل قرب مفترق المشروع شرقي رفح، باستخدام قذيفتي TBG، ما أسفر عن سقوط أفراد القوة بين قتيل وجريح، ثم تابعت المجموعة الهجوم واقتحمت المكان من مسافة صفر لتجهز على من تبقى منهم بأسلحة خفيفة، وفق ما أعلنته الكتائب. كما نصبت القسّام كميناً محكماً في المنطقة ذاتها لقوة راجلة مكوّنة من عشرة جنود وكلبين عسكريين، حيث تم استدراجهم إلى موقع مفخخ بعدد من العبوات الناسفة. ومع وصولهم، فجّرت العبوات ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، ما استدعى تدخل الطيران المروحي الإسرائيلي لإجلاء المصابين تحت وابل الاشتباكات. وفي تسجيلات مصورة بثها الإعلام الحربي التابع للقسّام، ظهرت مشاهد لاستهداف جنود وآليات الاحتلال في محيط مسجد الزهراء بحي الجنينة شرقي رفح، عبر كمين مركب استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والعبوات الموجهة. عمليات امتدت إلى خان يونس وامتدت عمليات المقاومة إلى مدينة خان يونس، حيث فجّرت القسّام حقل ألغام معداً مسبقاً في قوة إسرائيلية مؤللة أثناء توغلها في شارع العودة شرقي منطقة الفراحين، ما أدى إلى تدمير آلية وسقوط من بداخلها بين قتيل وجريح، بحسب ما وثقته كتائب القسّام، التي أكدت أيضاً استهداف القوة المنسحبة بقذائف الهاون، وسط رصد عمليات إخلاء بواسطة الطائرات المروحية. تصعيد ميداني ورفض للتعتيم الإسرائيلي ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه فصائل المقاومة التصدي لتوغلات الاحتلال، خاصة في المناطق الشرقية من القطاع، وسط تأكيدات متكررة بأن خسائر جيش الاحتلال البشرية والمادية أكبر بكثير مما يعلنه. إذ يؤكد قادة الفصائل أن الجيش الإسرائيلي يتعمّد إخفاء الأرقام الحقيقية لتجنب الضغط الشعبي والإعلامي داخل إسرائيل. وكانت إسرائيل قد استأنفت عدوانها على غزة منذ 18 آذار 2025، بعد هدنة دامت شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 19 يناير، إلا أن جيش الاحتلال خرق بنود الاتفاق مراراً، وصولاً إلى العودة الكاملة للعمليات البرية والضربات الجوية. العدوان مستمر والخسائر تتضاعف منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة عن استشهاد وإصابة أكثر من 171 ألف فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، فيما لا تزال آلاف الجثامين تحت الأنقاض وسط دمار هائل للبنية التحتية والمستشفيات ومراكز الإيواء. وتشير التقديرات إلى أن حجم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي المدعوم أمريكياً قد أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الإنسانية والصحية، وسط تعثر جهود الإغاثة نتيجة الحصار المزدوج والهجمات المستمرة. مشاهد من كمين مركب ضد جنود وآليات الاحتلال شرق رفح: https://t.me/c/1407249165/8412