في وقت تتواصل فيه الحرب الصهيونية على غزة، ويعاني الفلسطينيون من جوعٍ قاتل، ويموت الأطفال من البرد في الخيام، تكشف بيانات التجارة الخارجية المصرية عن مشهد غريب ومؤلم: 313 شركة مصرية تقوم بتصدير منتجاتها للسوق الصهيونية، وذلك رغم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون في غزة.

على رأس المنتجات التي تصدرها هذه الشركات إلى الاحتلال الصهيوني، تتصدر المواد الغذائية، وكذلك الملابس، الغزل والنسيج، والأدوات الكهربائية التي تشمل التكييفات والعوازل.
وفي الوقت الذي يواجه فيه الأطفال في غزة الموت من البرد، تواصل بعض الشركات المصرية تصدير الملابس والتجهيزات التي توفر الحماية للمستوطن الصهيوني من نفس البرد الذي يقتل الفلسطينيين.

ومن بين أبرز هذه الشركات التي تمد الاحتلال الصهيوني بمنتجاتها، شركة "قطونيل مصر لصناعة الملابس والجوارب" التي تسهم في توفير الملابس للصهاينة المستوطنين.
بالإضافة إلى ذلك، تتنوع صادرات الشركات المصرية لتشمل منتجات أخرى مثل الطوب الرملي، الرخام، الجرانيت، الأسمدة، السيراميك، والمنظفات.
 

الشركات المصرية المصدرة للاحتلال الصهيوني
   وفقًا لبيانات التجارة الخارجية المصرية، تضم قائمة الشركات التي تصدر منتجاتها إلى الاحتلال الصهيوني شركات معروفة مثل "فريش إليكتريك" للأجهزة المنزلية، و"هارفست فودز"، و"قنديل" للزجاج، و"شركة النيل للزيوت والمنظفات"، و"إيفرجرو" للأسمدة المتخصصة، و"جرين لاند انترناشيونال"، و"أورانج ويف" للعصائر، إلى جانب "المصرية الدولية للمنتجات الغذائية" و"شركة مصر كافيه".

ولا تقتصر الشركات المصدرة على السلع الغذائية فقط، بل تشمل أيضًا العديد من الصناعات الأخرى مثل "التاج الذهبي" للاستيراد والتصدير، و"الآمل" للبلاستيك، و"أكوباك إيجيبت" لصناعات التغليف، و"موبكو" للأسمدة.
 

الارتفاع في التبادل التجاري بين مصر والاحتلال الصهيوني
   تظهر البيانات الأخيرة أن التبادل التجاري بين مصر والاحتلال الصهيوني شهد ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصل إجمالي التبادل التجاري في النصف الأول من عام 2024 إلى 246.6 مليون دولار، وهو ما يعكس نموًا بنسبة 53% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
هذا التزايد التجاري يُضاف إلى النمو العام في التجارة بينهم والذي بلغ 10% في عام 2023 مقارنة بعام 2022.

لكن هذه الأرقام تتناقض بشكل صارخ مع الوضع الإنساني في غزة، حيث تشير التقارير الأممية إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني دمرت حوالي 70% من المنازل في القطاع، مما أسفر عن تهجير أكثر من 90% من سكانه، وحولت هذه الحرب الآلاف من الفلسطينيين إلى مشردين في خيام لا تقيهم من البرد القارص.
 

ضغط اقتصادي مستمر على غزة… وتسهيل حياة الإسرائيليين
   في الوقت الذي كانت فيه غزة تشهد تدميرًا هائلًا ومعاناة لا تُحتمل من قبل سكانها، كان من المتوقع أن تتخذ حكومة السيسي خطوات حاسمة في وقف تصدير المنتجات الحيوية إلى إسرائيل، كوسيلة للضغط الاقتصادي على الدولة العدوانية، وكان من الممكن أن يؤدي حظر تصدير المواد الأساسية مثل الغذاء والملابس إلى زيادة معاناة إسرائيل ورفع تكاليفها، خاصة في ظل الحصار البحري المفروض عليها.