سلط وثائقي بثته قناة "i24NEWS" الصهيونية الضوء على ما وصفته بـ"البركان المصري"، كناية عن تصاعد الغضب الشعبي والسياسي في مصر تجاه الاحتلال الصهيوني.
الوثائقي تناول في تفصيل عميق ما يراه المحللون الصهاينة من تهديدات محتملة للعلاقات المصرية الصهيونية، والتي قد تتأثر بشكل غير مسبوق بتنامي العداء الشعبي، وزيادة القوة العسكرية المصرية، والتأثيرات الطويلة للربيع العربي.

أحد أبرز محاور الوثائقي كان التركيز على تعاظم القوة العسكرية المصرية في السنوات الأخيرة.
وفقًا للتقرير الصهيوني، فإن الجيش المصري شهد تعزيزات كبيرة رغم الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ورغم أن هذه التعزيزات تندرج تحت مظلة اتفاقات السلام بين مصر والاحتلال الصهيوني، إلا أن تحركات السيسي، خاصة في سيناء، لفتت الأنظار إلى أنه يوجه رسائل ضمنية قد تكون موجهة للاحتلال.

الوثائقي أشار إلى أن قوة الجيش المصري أصبحت تشكل عنصرًا حاسمًا في السياسة المصرية، بما يتجاوز تحالفاتها التقليدية مع الاحتلال، معتبراً أن الرسائل العسكرية من السيسي في سيناء قد تحمل معاني إستراتيجية تتعلق بالعلاقات مع دولة الاحتلال.
 

الإخوان المسلمون وذكريات الربيع العربي
وفي جزء آخر من الوثائقي، تطرق المحللون الصهاينة إلى تأثير فترة حكم الإخوان المسلمين في مصر على العلاقات بين البلدين.
ورغم أن مصر تحت حكم السيسي قد تبدو بعيدة عن أي مغامرات غير محسوبة، فإنهم أشاروا إلى أن البلاد لا تزال تعيش في ظل تهديدات محتملة تعود إلى أحداث الربيع العربي، الذي أدى إلى وصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم.

وأضاف المحللون: "رغم استقرار النظام الحالي، لا تزال الذاكرة السياسية للشعب المصري تحمل تجارب مع الإخوان المسلمين، وهو ما يجعل الساحة السياسية في مصر عرضة للاضطرابات في المستقبل."
 

السلام البارد في مهب الريح
العلاقات بين مصر وإسرائيل، رغم كونها قد استمرت لأكثر من أربعة عقود بعد اتفاقية السلام، لم تخلُ من التوترات.
أشار الوثائقي إلى أن السلام بين البلدين كان "باردًا" و"مبنيًا على الشك"، خاصة مع تصاعد الخطاب الإعلامي المصري الذي يرى في إسرائيل تهديدًا دائمًا.
وزادت هذه التوترات بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، مثل التصعيد في أكتوبر 2023، والذي أثر بشكل كبير على المشهد السياسي والإعلامي في مصر.

 

سيناء في الحسابات الإستراتيجية
من أبرز النقاط التي تم التركيز عليها في الوثائقي هي أهمية سيناء كمحور إستراتيجي في العلاقات المصرية الإسرائيلية. وأشار الفيلم إلى أن الأحاديث عن سيناء في وسائل الإعلام المصرية، والاتهامات التي توجه إلى إسرائيل بشأن نواياها في هذه المنطقة الحيوية، قد تسهم في تأجيج "خطاب الكراهية" ضد دولة الاحتلال.

 

التحذيرات الإسرائيلية: قراءة في المستقبل
حذر المحللون الإسرائيليون في الوثائقي من أن الوضع الراهن يتطلب دراسة دقيقة للتحولات السياسية في مصر. ورغم أن السلام بين البلدين صمد لمدة 45 عامًا، فإنهم أشاروا إلى أن الخطاب المتزايد ضد إسرائيل قد يشكل تهديدًا للعلاقات في المستقبل.

وأوضح أحد المحللين الإسرائيليين قائلاً: "العلاقات مع مصر قد تكون في خطر إذا استمر تصاعد الكراهية ضد إسرائيل. السلام لا يمكن أن يُعتبر أمرًا مفروغًا منه، بل يجب أن نكون مستعدين لأي تحولات قد تحدث في المستقبل".

شاهد الوثائقي:
https://www.youtube.com/watch?v=-ldO-clxo-o