يواصل حزب الله تكثيف عملياته ضد الاحتلال الصهيوني، مستهدفاً تجمعات عسكرية ومستوطنات شمالية في إطار ملحمة "أولي البأس"، ما أدى إلى إصابات وأضرار مادية جسيمة، وشكّل ضغطاً على جيش الاحتلال، الذي أقر بمقتل جنوده وجرح آخرين.

تأتي هذه التطورات بالتزامن مع إطلاق المقاومة عشرات الصواريخ نحو مناطق محتلة عديدة، أبرزها "الكريوت" قرب حيفا.
وقد أسفرت هذه الهجمات عن إطلاق صفارات الإنذار، ما أجبر مئات الآلاف من المستوطنين على اللجوء إلى الملاجئ، في حين ذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أن المقاومة اللبنانية لا تزال قادرة على الحفاظ على قدراتها الصاروخية والتكتيكية.
 

هجمات مستمرة وصدمة للاحتلال
   كثّف حزب الله هجماته الصاروخية، مستهدفاً نقاط تمركز قوات الاحتلال في عدة مستوطنات مثل "حانيتا"، "ليمان"، و"ساعر"، إلى جانب استهداف مدينة "الكريوت" في حيفا بصلية صاروخية أحدثت خسائر مادية وأثارت الهلع في صفوف المستوطنين.
وقد بلغ مجموع عمليات الإطلاق من الأراضي اللبنانية باتجاه المستوطنات الصهيونية حوالي 40 عملية، مما تسبب في خسائر مادية ومعنوية للاحتلال.
 

استهداف القواعد والمواقع الاستراتيجية
   أعلنت المقاومة اللبنانية لأول مرة عن إطلاق صواريخ "فاتح 1" بمدى يصل إلى 300 كيلومتر نحو قاعدة "تسرفين" قرب تل أبيب، والتي تضم كليات عسكرية صهيونية.
كما شن حزب الله هجمات بمسيّرات انقضاضية على قاعدة "بيلو" في تل أبيب وقاعدة "حيفا البحرية"، في تطور لافت يشير إلى توجيه المقاومة ضربات دقيقة لأهداف استراتيجية تعزز من قدراتها الهجومية وتحدّ من قدرة الاحتلال على الرد.
وفي إطار استهدافاتها المتقدمة، ضربت المقاومة قاعدة "ستيلا ماريس" قرب حيفا التي تُعد من المواقع الحيوية للرصد البحري.
كما استهدفت قاعدة "زوفولون" للصناعات العسكرية في شمال حيفا بصليات صاروخية، وهو ما يشير إلى استهداف مباشر للبنية التحتية العسكرية الإسرائيلية.
 

تصعيد وغارات مكثفة على لبنان
   في ردٍّ على تصاعد العمليات النوعية للمقاومة، شنّ الجيش الصهيوني غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان.
وطال القصف بلدات البازورية وتبنين ومحيط المطار في منطقة الأوزاعي، كما شملت الضربات حيّ حارة حريك وشارع ملعب الراية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وفق وزارة الصحة اللبنانية.
 

تقدير الخبراء العسكريين
   ومن جانبه، اعتبر الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن القصف الصهيوني لم يحقق أهدافاً عسكرية ملموسة، مؤكداً أن المقاومة لا تزال تحتفظ بقواعدها التكتيكية ونجحت في استنزاف قدرات جيش الاحتلال، في الوقت الذي تحافظ فيه على جاهزيتها الدفاعية والهجومية.

وأوضح الدويري أن قوات المقاومة تستفيد من شبكة تحصينات وأنفاق في مواجهة قوات الاحتلال، مشيراً إلى فشل عدة فرق عسكرية صهيونية في تنفيذ مهمات برية حقيقية في الأراضي اللبنانية.

انعكاسات المشهد على الوضع الميداني
   من جانبها، أكدت غرفة عمليات المقاومة اللبنانية أن الاحتلال الصهيوني لم يحقق سوى تدمير البنية التحتية في القرى الحدودية، مشيرة إلى أن المقاومة رتبت صفوفها ورفعت من وتيرة العمليات النوعية التي طالت مراكز حيوية واستراتيجية، ما دفع الاحتلال الصهيوني إلى تعزيز تحصيناته وتوسيع عملياته البرية، في ظل تعثر محاولاته لاختراق الصفوف الأمامية.