أفادت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن دبلوماسيين أن مصر قلصت دعمها للجيش السوداني، وذلك بعد وعود إماراتية باستثمارات ضخمة بقيمة 35 مليار دولار لتطوير مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي، في أكبر صفقة استثمارية في تاريخ مصر. هذه الخطوة دفعت الجيش السوداني إلى التواصل مع كل من إيران وروسيا للحصول على دعم عسكري يمكنه من مواجهة قوات الدعم السريع، التي تحظى بدعم أبو ظبي. وبحسب مرصد النزاع في السودان، بدأت رحلات جوية سرية من إيران إلى السودان في ديسمبر، باستخدام طائرات سبق أن صنفتها الولايات المتحدة كناقلات أسلحة للمقاتلين السوريين المرتبطين بإيران. كما أفاد التقرير أن الجيش السوداني يستخدم منذ نهاية العام الماضي طائرات بدون طيار مسلحة، يشتبه في أن إيران وفرتها سرًا. وعلى الرغم من نفي الجيش السوداني علنًا تلقيه هذه الطائرات من إيران، أكد مسؤول أمني سوداني الحصول عليها. في المقابل، لم تعلق السلطات الإيرانية على هذه الادعاءات. في مقابلة مع واشنطن بوست، ألقى عبد الفتاح البرهان، القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية، باللوم على كل من الإمارات وتشاد في استمرار الصراع، مشيرًا إلى أن إنهاء الحرب يعتمد على توقف الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع. وتتمتع الإمارات بمصالح اقتصادية واسعة في السودان، تشمل قطاعي الذهب والزراعة، إضافة إلى علاقاتها الطويلة مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي". وفي سياق الصراع، سمح الجيش السوداني لصحفيين من واشنطن بوست بفحص طائرة بدون طيار تم الاستيلاء عليها من قوات الدعم السريع. أظهرت التحقيقات أن الذخائر المستخدمة في الطائرة تم تصنيعها في صربيا وتم إرسالها إلى القيادة اللوجستية المشتركة للقوات المسلحة الإماراتية. وعلى الرغم من نفي قوات الدعم السريع تلقيها دعمًا عسكريًا من الإمارات، فإن الاتهامات تتواصل وسط تصاعد التوترات. كما تعثرت محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة، في ظل تدخلات إقليمية قد تؤدي إلى انتشار الصراع خارج حدود السودان وزعزعة استقرار المنطقة.