أحد الباحثين المتخصصين في توثيق المقابر التراثية، قال إنه مع منع التصوير في المقابر التراثية في منطقة الإمام الشافعي التي يعمل فيها شركات خاصة تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومحافظة القاهرة، أصبحت المنطقة مستباحة أمام لصوص التحف وتجار الأنتيكات وغيرهم، الذين قاموا بمساعدة بعض التُربية بالاستيلاء على عدد من الأبواب الخشبية، و التركيبات الأثرية، ولوحات الخط العربي، ومقتنيات المقابر، التي تضم تحفًا نادرة، بحسب موقع (مدى مصر).

ومن المقابر التراثية التي أزيلت خلال الأيام الماضية، حوش عائلة العظم، وحوش الفريق قاسم محمد، وحوش أسرة سوزان مبارك (عائلة ثابت)، وحوش عائلة ذو الفقار الحكيم. كما تم إزالة تركيبات مقابر وأحواش أخرى، أونقل الرفات من بعضها، تمهيدًا لهدمها، منها مقبرة شاعر السيف و القلم محمود سامي البارودي، وأحواش: الفريق إسماعيل سليم، الذي تولي وزارة الجهاديه(الحربيه)في عهدي الخديوي سعيد و الخديوي إسماعيل، و السردار محمد راتب باشا، ومحمود الفلكي باشا.

وبدأت الأجهزة المعنية و الشركات من الباطن الأحد الماضي واستمرت على مدار الأسبوع الفائت لإزالة المقابر التراثية في منطقة الإمام الشافعي، تمهيدًا لإنشاء المحور المروري الذي يربط منطقة وسط البلد بالطريق الدائري، وسط تشديدات أمنية تمنع التصوير في المنطقة.

وأوضح التقرير أنه وثق معلوماته من أكثر من مصدر من المهتمين بتوثيق وتصوير الجبانات التراثية، إضافة إلى صاحب إحدى المقابر، رفض ذكر اسمه.

وأشار أحد المصادر (من أسر وأهالي أصحاب المقابر) إلى أنهم يتفاوضون مع الأجهزة التنفيذية حاليًا على الاحتفاظ بالتراكيب التراثية التي تخص مقبرة أجداده، بعدما نقلوا منها الرفات تمهيدًا لهدم المقبرة، مشيرًا إلى أن القائمين على الإزالات يصرون على الاحتفاظ بالتراكيب كعهدة، بدعوى نقلها إلى مقبرة العظماء عند إنشائها، لكنه لفت إلى خشيته من تهشيم هذه التركيبات أوإتلافها، كما حدث سابقًا، في ظل عدم تفكيكها ونقلها على أيدي المتخصصين.

ومنذ أبريل 2024، أوقفت  محافظة القاهرة  الدفن في مقابر المنطقة، مع نقل الرفات إلى العاشر من رمضان، بقرار يمهد لاستكمال أعمال الإزالة في المربع الذي يضم 37 مقبرة تراثية، منها عشر مقابر تم حذفها من قوائم التراث المعماري المتميز، تمهيدًا لإزالتها، بحسب خطاب رسمي من وزارة الإسكان، بتاريخ 16 سبتمبر الماضي.
ونشر د.مصطفى الصادق المهتم بالمدافن التاريخية ومن دعاة الحفاظ عليها علق من خلال منصات على فيسبوك يحذر من هدم مدافن مثل مقبرة محمود سامي البارودي باشا ومحمد راتب باشا سردار الجيش المصري.

https://x.com/Abood_Hm2/status/1834694737669865824

وعرضت الصحفية شيرين عرفة @shirinarafah صور مقبرة محمد راتب باشا وكتبت "تخيل أن المقبرة الأثرية البديعة تلك بأحجارها وأخشابها ونقوشها التي لا تقدر بثمن وتاريخها الذي يقترب من ال150 عاما.. سيتم إزالتها من أجل بناء كوبري قبيح جديد يشوه القاهرة، وفي أحسن الأحوال لو تم بدراسات جدوى، سيوفر 5 دقائق على المارين!.. مدافن "محمد راتب باشا" سيردار الجيش المصري".

https://x.com/shirinarafah/status/1663249177080365073

المصورة داليا راشد نشرت صورا تداولها محبو التراث و الأثار لأبرز المدافن و النفائس ومن خلال حساب @EgyChampagne أضافت لمدفن محمد راتب باشا مدفن "عمر النعماني" ومدفن رشوان باشا عبد الله .. 

https://x.com/EgyChampagne/status/1661488282788610048
 

يشار إلى أنه في سبتمبر 2019 قالت مبادرة "شواهد مصر" إن تركيبة رخامية عثمانية الطراز لأحد شواهد قبور منطقة الإمام الشافعي يعود عمرها إلى عهد محمد علي باشا "نحو 194 عامًا" سُرقت وسط أعمال الإزالة الجارية حاليًّا.