لم تكن الثانوية العامة 2024، كمثيلاتها في كل عام، ففوق الأعباء والمعاناة الطبيعية التي تواجه الطلاب في كل عام وتضعهم تحت ضغط كون اعتبار الأغلبية للثانوية أنها "بعبع"، أضيفت أزمة تخفيف الأحمال وانقطاع الكهرباء، التي يعاني منها المصريون جميعًا، وعلى وجه الخصوص طلاب الثانوية، لتأثيرها على ساعات المذاكرة، وكذلك أوقات المراجعات، الأمر الذي يزيد من المعاناة.

وما بين المذاكرة على ضي الشموع كما رأينا مراجعة الألماني في إحدى شرفات مدينة نصر، والنزول للمقاهي التي قررت أن تتعاطف مع طلاب الثانوية وتغلق أي مصادر للصوت تضامنًا معهم ولتوفير أجواء هادئة لهم للمذاكرة، وما بين فتح دور العبادة "كنائس ومساجد" في بعض الأنحاء، كانت حلول المصريين حاضرة، في محاولة منهم للتخفيف من حدة الأزمة، ومساعدة الطلاب الذين يواجهون ضغوطات الثانوية الطبيعية، للتغلب على أزمة ومعاناة انقطاع التيار.

"التقينا على المقاهي عشان النور"، بتلك الكلمات بدأت محمد محمود، أحد طلاب الثانوية العامة، الحديث عن أزمته خلال هذا العام مع الكهرباء، مشيرًا إلى أن هناك عبئا جديدا أضيف للثانوية العامة، وهو مشقة الحصول على الكهرباء، وهو الأمر الذي يأخذ من وقتهم كثيرا.

الأزمة نفسها واجهت هدير الفقي، الطالبة بالثانوية العامة، والتي غيرت أزمة الكهرباء نظامها في النوم وحياتها تمامًا، فانقلب ليلها نهار ونهارها ليلًا، "بقيت أروح الدروس الصبح، وأرجع أحاول أنام شوية عشان أقوم بالليل ونروح الامتحان مش فايقين".

داخل أحد مساجد محافظة الشرقية، التف طلاب الثانوية العامة ومن بينهم محمد الشامي، طالب بالثانوية العامة، لمراجعة المواد قبل بداية الامتحان بليلة، حيث يقول: "الجو صعب في البيوت مع انقطاع الكهرباء، والمذاكرة على الشموع، فبقينا ننزل الجامع وبنذاكر ومحدش بيتكلم معانا، بالعكس الناس بتدعيلنا وتتعاطف معانا".

أميرة يونس، ولية أمر طالب الثانوية العامة ومؤسس جروب مصر للتعليم، حكت عن معاناة ابنها المضاعفة مع أزمة الكهرباء، مشيرةً إلى أنه كان يعتمد في تعليمه بشكل أساسي على الأونلاين والمنصات التعليمية، وهو الأمر الذي زاد من حجم المعاناة، لاسيما وأن أغلب المنصات تتيح عدد مرات للمشاهدة وبعدها تغلق.

وأضافت أميرة، أن هناك معاناة نفسية صعبة صاحبت ابنها، الذي قلب عدد ساعات نومه وغير نظام حياته بسبب الكهرباء، ورغم ذلك قبل يوم من امتحان اللغة الأجنبية الثانية كان الأمر صعبا حيث تخطى ساعات انقطاع التيار الوقت المحدد له لـ 5 ساعات وأكثر، مشيرةً إلى أن الموبايلات لم يكن بها أي طاقة للعمل لذا اضطروا للمذاكرة على نور الشموع، وسط درجات الحرارة تلك، الأمر الذي يصيب الطلاب بالخمول ودائمًا ما يشعرون بالإرهاق للجسم والعين بشكل أكبر بسبب ضي الشموع والكشافات.

ثمة أزمة آخرى تحدثت عنها رودي نبيل، ولية أمر طالبة بالثانوية وأدمن بجروب حوار مجتمعي تربوي، وهي انقطاع الكهرباء داخل اللجان، الأمر الذي عاناه الطلاب خلال لجنة اللغة الأجنبية الثانية، رغم أن رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بحكومة الانقلاب، خاطب محمد شاكر وزير الكهرباء، بعدم انقطاع التيار الكهربي خلال خطة تطوير الأحمال داخل لجان الثانوية العامة.

وعن طريقة المذاكرة، قالت "رودي" إن هناك مجموعة من الطالبات زميلات ابنتها، اتفقوا على توزيع أنفسهن على المنازل وفقًا لخطة انقطاع الكهرباء بين المناطق، فمع انقطاع التيار في منطقة يذهبون للمذاكرة في مجموعة لبيت طالبة أخرى، ومع انقطاعها هناك أيضًا يذهبون لمنطقة ثالثة وهكذا، مشيرةً إلى أن الأمر مرهق ويضيع الكثير من الوقت إلا أنه ليس أمامهم أي حلول أخرى.