جدد قاضي المعارضات بمحكمة مدينة نصر، اليوم الخميس، حبس سائق أوبر 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهمة محاولة اختطاف والتعدي على «سيدة التجمع».

كان السائق، ويُدعى «حسين.م»، كشف أمام النيابة العامة عن دليل براءته من الاتهامات المنسوبة إليه، قائلًا: «أنا مركب كاميرات المراقبة في العربية من جوه، وده بسبب إني بخاف عليها من السرقة، لأني شغال عليها، وكل يوم الصبح بوصل ناس لمنطقة التجمع الخامس وآخر النهار بفتح تطبيق (أوبر)».

ونفى المتهم محاولة تعديه على الراكبة «ن. ع»، بـ«كتر» لإرغامها على خلع ملابسها وملامسة جسدها كما قالت في محضر الشرطة، مشيرًا إلى أن تلك الكاميرات الموجودة في السيارة هي دليل براءته الوحيد مما نسب إليه، مطالبًا بتفريغها للوقوف على حقيقة الواقعة التي قال إن سببها خلاف على قيمة الأجرة بينه وبين الراكبة التي استقلت سيارته من التجمع الخامس لمدينة الشيخ زايد، إذ كان يرفض الحساب بنظام «الفيزا».

الواقعة تعود إلى تاريخ 11 من مايو الجاري، وبدأت الشرطة تحرياتها، بعدما تلقى قسم شرطة مدينة نصر بلاغًا من «سيدة» أفادت خلاله بأن «سائقًا» بإحدى شركات النقل الذكي حاول اغتصابها، وكان ممسكًا بـ«كتر»، إلا أنها قاومته ما تسبب في إصابتها بيدها اليمنى.

 

حوادث تحرش بالفتيات

وخلال 24 ساعة حدثت واقعتي تحرش ارتكبها سائقون يتبعون هذه الشركات، وفقًا لـ"المصري اليوم"

 

سائق "ديدي"

اتهم منتج فني، يقيم في كومبوند الخمايل، سائقا بتطبيق "ديدي" بالتحرش بنجله «طالب ثانوى»، وتم ضبط السائق، 49 سنة، متزوج وله 3 أبناء.

وتجري النيابة العامة بأكتوبر تحقيقات موسعة في الواقعة، واستمعت النيابة لأقوال والد الطالب، الذي قال في التحقيقات إن نجله كان عائدًا من درس خصوصي واستقل تاكسي "ديدي"، لكنه في الطريق فوجئ بالسائق يضع يده على مكان حساس بجسد الطالب الذي نهره بشدة، وعندما كرر الفعل حاول الطالب أن يجاريه في الحديث حتى وصل به لمكان به أمن إداري، فصرخ الطالب، وتجمع أفراد الأمن، وألقوا القبض على السائق، وتستمع جهات التحقيق لأقواله في تهمة التحرش بطالب ثانوي.

 

سائق كريم

ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة القبض على سائق تابع لشركة «كريم» للنقل الذكي، بتهمة التحرش بفتاة بشارع التسعين في منطقة التجمع الخامس، وأمرت النيابة بسرعة جمع التحريات حول الواقعة، وتبين من التحقيقات أن المتهم، 24 سنة، تم ضبطه في المطرية، وأنه تحرش بطالبة تدعى روان، وأنه أمسك بجزء حساس من جسده للفتاة داخل التاكسي في شارع التسعين بالتجمع الخامس، فصرخت تطلب النجدة، وتم ضبط المتهم واعترف بالواقعة.

وفي مارس الماضي، أعلنت النيابة العامة إحالة سائق إلى محكمة الجنايات بعد أيام قليلة من وفاة فتاة متأثرة من إصاباتها بعد قفزها من سيارة كان يقودها خلال تحركها على طريق سريع.

ووجهت النيابة العامة للسائق تهم الشروع في خطف، حبيبة الشماع البالغة 24 عامًا، المعروفة إعلاميًا بـ"فتاة الشروق" عن طريق "الإكراه، وحيازته الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانونًا، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعًا تحت تأثير ذلك المخدر".

 

"فوبيا" تضرب المجتمع؟

يرصد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة مصر اليابان، سعيد صادق، تكرار حوادث التحرش ومحاولات الاغتصاب والتعدي على سيدات بسيارات النقل الخاص، ما تسبب في ظهور "فوبيا" بالمجتمع من استقلال تلك السيارات.

وما وقع بتلك السيارات هو "انعكاس لما يحدث بالشارع من تحرش وتعدي ومحاولات اغتصاب لفتيات وسيدات"، في ظل "عدم وجود رادع" لسلوكيات بعض الأشخاص الذين يقومون بتلك الحوادث، وفقًا لموقع "الحرة".

وقبل ظروف تلك التطبيقات وهناك حالات تحرش بالشارع، وفي الثقافة المجتمعية "يتم لوم الضحية والدفاع عن المتهم"، وبالتالي هناك "قبول للعنف ضد المرأة"، حسبما يوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي.

ومن جانبها، تشير أستاذ علم الاجتماع، هالة منصور، إلى ظهور نوع من "الفوبيا" بسبب تكرار تلك الحوادث وكثرتها.

وتكرار تلك الحوادث بسبب "عدم وجود رقابة أو عقاب رادع"، ويجب أن يتم محاسبة المتهمين بشكل "مشدد ومغلظ".

وتشدد منصور على أن السائقين الذين يقومون بالتحرش والتعدي على السيدات "شخصيات فاسدة سلوكيًا ومنحرفين"، وغالبيتهم من "متعاطي المخدرات".

 

انتشار "مشاعر الخوف بالمجتمع"

يشدد استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، على أن تكرار حوادث التعدي والتحرش ومحاولات الاغتصاب والسرقة، تسبب في "انتشار الخوف بالمجتمع".

والأمر لا يتوقف عند محاولات التعدي والتحرش لكن في بعض الأحيان توفيت الضحية مثلما حدث مع "فتاة الشروق".

وحالة "الخوف" رد فعل طبيعي لتكرار تلك الحوادث و"عدم الخوف" هو الوضع "غير الطبيعي" في ظل الوضع القائم، وفق استشاري الطب النفسي.

ويوضح فرويز أن هؤلاء المتهمين "شخصيات منحرفة ومضطربة نفسيًا"، ومنهم من يعاني من "اضطراب الاستعراء" مثل من قام بإظهار عضوه الذكري للفتاة في الواقعة الأخيرة.

ويشدد على أن السيدات والفتيات اللاتي يتعرضن لتلك الحوادث يصبن بـ"صدمة نفسية"، ومنهن من "يتجاوز الأزمة"، لكن البعض الآخر "لا يستطيع التجاوز".

وتتفق معه استشاري الصحة النفسية، الدكتورة منى حمدي، التي تؤكد أن حالة من "الخوف والقلق" تصيب السيدات والفتيات بسبب "تكرار الحوادث".

والكثير من هؤلاء السائقين "شخصيات فاسدة أو تعاني من اضطرابات نفسية"، والشركات لا تقوم بـ"اخضاعهم لفحوصات لتبيان تعاطيهم المخدرات من عدمه أو التأكد من صحتهم النفسية".

والكثير من السيدات يشعرن بـ"عدم الأمان" عند استخدام تلك التطبيقات، وللقضاء على "حالة الخوف" يجب أن يكون هناك "تدقيق" من قبل شركات النقل الخاصة على سائقيها، وفق استشاري الصحة النفسية.

 

الأسباب الرئيسة لانتشار التحرش

ومنها جانبه، يوضح استشاري التحليل والعلاج النفسي السلوكي، الدكتور علاء الغندور، أن "الاعتداءات الجنسية والتحرش والاغتصاب" التي تعرضت إليها بعض السيدات قد تسبب في ظهور "فوبيا من وسائل المواصلات الخاصة".

وأصبح الأمر "ظاهرة جديدة في المجتمع لكنها انتشرت وذاع صيتها بسبب تكرارها في وقت قصير".

والانحرافات السلوكية وتعاطي المخدرات والأمراض النفسية والاضطرابات العقلية والحرمان الجنسي والفشل العاطفي ومشاهدة الأفلام الإباحية، هي الأسباب الرئيسة لوقوع تلك الحوادث بشكل متكرر، وفق الدكتور الغندور.

 

تداعيات "مجتمعية ونفسية"

يشير صادق إلى تداعيات وانعكاسات مجتمعية لتكرار الحوادث، وعلى رأسها "امتناع الكثير من الأسر عن استخدام تلك التطبيقات".

وانتشار تلك الحوادث يعكس "عدم وجود أمان" ما قد يؤثر على "سمعة مصر بالخارج" وبالتالي "امتناع السياح عن القدوم للبلاد"، حسبما يحذر أستاذ علم الاجتماع السياسي.

ومن جانبها توضح منصور أن تكرار الحوادث سوف يتسبب بـ"ظهور انفعالات مجتمعية" في ظل عدم وجود "قوانين رادعة وأدوات تنظيمية" تحمى السيدات والفتيات من التحرش.

ومن جانبها، تشدد الدكتورة حلمي على أن تلك الحوادث "سوف تظل عالقة في ذاكرة الضحية التي تعرضت لصدمة نفسية، حتى يتم انتفاء أسباب الخوف".

والخوف مرتبط بشكل كبير بـ"تكرار وقوع تلك الحوادث على فترات قصيرة"، لكن مع مرور الوقت "وعدم التكرار"، فقد يعود الشعور بالأمان للضحية مرة أخرى، وفق استشارية الصحة النفسية.

أما الدكتور فرويز فيحذر من "انتشار شعور الخوف بين الناس" بسبب الحوادث التي يقود بعضها لـ"وفاة الضحية".

ولذلك يجب أن يكون هناك "ضوابط" للسيطرة على تلك التطبيقات حتى تعود الشعور بـ"الأمان" بين السيدات والفتيات، وفق استشاري الطب النفسي.

 

استعادة "عوامل الأمان"؟

يطالب الدكتور فرويز الجهات المختصة بالتدخل لـ"وضع كاميرات رقابية داخل السيارات، على أن تكون متصلة بأجهزة الشرطة والشركة".

يجب كذلك تأسيس شركات أو تطبيقات لسيارات الأجرة (التاكسي)، وفرض رقابة عليها، لتقليل "الاعتماد على شركات مثل كريم وأوبر"، وفق استشاري الطب النفسي.

بدورها تقدم كل من شركتي أوبر وكريم خدمة الطوارىء أثناء الرحلة، لكي يتمكن الشخص من إبلاغ الفريق المختص للتصرف واتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى ميزة التتبع وحفظ الوجهة على الخريطة.

ومن جانبه، يشدد الدكتور الغندور على ضرورة وجود "عقوبات رادعة"، وزيادة الوعي لدى النساء باستخدام "الرادع الكهربائي"، وفرض الرقابة على تلك الشركات، ووضع "أجهزة إنذار" تكون متصلة بالجهات الشرطية، وتأهيل السائقين "نفسيًا وسلوكيًا".