تندر متابعون عبر منصات التواصل من الغياب التام لفقرات الوعود التي كانت تميز مؤتمرات السيسي حتى وقت قريب قبل مؤتمر أكتوبر 2022 الاقتصادي، وبعد ما كان وعده "هوريكوت العجب العجاب" تحول إلى "زنقت نفسى وزنقت البلد .. آه".


غير أن رافضي انقلاب العسكر في 2013 ومعارضو السيسي يرون أن العجب العجاب وعد صادق لعبدالفتاح السيسي وهو الكذوب، فالحال السيئ الذي وصلت له مصر والأزمات المتلاحقة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هي ما وعد الله به المفسدين "إن الله لا يصاح عمل المفسدين" فما يراه المصريون هو "العجب العجاب!" الذي لم يصلحه اعتراف "المزنوق".

في يوليو 2018 قال السيسي : "اصبروا وستروا العجب العجاب في مصر".. وعاش بعدها المصريون أزمات اقتصادية متتالية، رأوا فيها أعاجيب انهيار الجنيه، وارتفاع الأسعار، واتساع رقعتي الفقر والبطالة!

 

https://twitter.com/drhossamsamy65/status/1753591803184353566
وبدأ سياق السيسي التحول من وعوده إلى تلقف "ميركوفون" لإعلان إفلاسه "غلب حماره" فقال قبل نحو أسبوع: "والله أنا ملقيت بلد، لقيت أي حاجة وقالوا لي خد دي"!

ومطلع العام 2024،  بدأ عدم الاعتبار لأي ثورة "عمري ماوعدتكم إن البلد هتتعدل في سنة أو 10 سنين"، في حين أنه قبلها رصد له كثيرون وعوده المؤرخة بلسانه ففي  2014 قال: "اصبروا عليا سنتين"، وفي 2015 قال: "هما سنتين ونبقا في حتة تانية"، وفي 2017 قال "هتستحملوا معاي سنة كمان"، وفي 2019 قال: "خلال سنة أو سنتين هتشوفوا مصر بقت ازاي".
 

https://twitter.com/ElwatanNews/status/1021699903414779904/photo/1

 

حكمة السقوط!

ويبدو أن السيسي يريد أن يعطي صورة كاذبة عن إجرامه وسوء تخطيطه، وأنه بحكمته فضل أن "يضيق على نفسه وعلى الدولة" على ألا "تخرب" البلاد على حد ما زعم بهلوانه الإعلامي 
أحمد موسى وهو يحدث نفسه في برنامجه على "صدى البلد": " نتزنق أحسن ولا البلد تخرب! تخيلوا لو معندناش هذه المشروعات أسعار السلع كانت هتوصل لإيه! صحيح تسببت في ضغط؛ لكن زي ما الرئيس قال أنا زنقت الدولة علشان الدولة تعيش".

حكمة السقوط المريع أيضا جعلت بهلوان اللجان الإلكترونية لؤي الخطيب، يدعي أن هذه الخطط الاقتصادية التي جعلت السيسي يعترف بعيدة عن فهم الشعب، فيقول عبر (اكس): ".. السيسي لو بيفكر في مصلحته الشخصية السياسية بس، مستحيل يعمل اللي بيعمله، لإن الناس -بطبيعة الحال- إحساسها بالأزمات الاقتصادية أقرب من فهمها للخطط الاستراتيجية والاحتياجات المستقبلية، فحرصا على إن شعبيته ماتتأثرش ولو بشكل محدود بلاها أي حاجة..".

ويزعم أن ".. الراجل (السيسي) جاب من الآخر.. اه طبعا احنا مزنوقين وعلينا ديون وعندنا تحديات، والرئيس السيسي بيدفع تمن ده من شعبيته.. بس ماعندناش حل تاني لو عايزين نعمل دولة..

سوء التخطيط

وماذا عليهم لو اعترفوا بسوء التخطيط والفشل أو العجز؟!، كان  هذا هو لسان حال غالبية المراقبين الذين يرون أن السيسي تجاهل سوء التخطيط وجهود الحثيثة والمبذولة من قبله وعصابة الانقلاب في تدمير الدولة، وبيع مقدراتها (عرض الأصول)، وهروب الكفاءات البشرية منها، وتصفية المشروعات وهروب الشركات والاستثمارات.


الوضع المزري جعل مصر في انتظار الخزائن الخليجية، بحسب المراقبين، الذين أضافوا أنه لم يبق أمام السيسي وحكومته إلا الإمارات والسعودية لفك "الزنقة" وبموجب توفير الدولار، اشتروا الإرادة التي حاربها السيسي بقتل الرئيس الشهيد محمد مرسي والذي سبق أن قال "عاوزين نمتلك الإرادة .. نصنع وننتج دوائنا .. نصنع وننتج غذائنا .. نصنع وننتج سلاحنا"، فاستغنى عن الكفاء الذاتي من هذه الثلاثة وعرض لمن يدفع نفسه الوظيفية الممثلة في شراء القرار السياسي (مستعد ابيع نفسي) بضخ استثمارات وقروض..


شماعات السيسي

وأشار المراقبون أن مثل هذه الهرتلة تكشف عدم وعي المنقلب السفيه بالتحديات التي تواجه البلاد، فألقى قائد الانقلاب العسكري، كلمة بمناسبة افتتاح المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر، الذي أشار فيها على حد تعبيره أن "المياه مش متوفرة في مصر بالبساطة اللي بتشوفوها، ومحتاجين نطور نظم الري والزراعة، ونواجه تحديا كبيرا في توفير المياه، بسبب كثرة عدد السكان، ونستثمر كثيرا في توفير المياه يا مش هنزرع".


وفيما يتعلق بتحديات الدولار، قال السيسي "تحدي الدولار مازال موجوداً لدينا، وبقول ليا وللحكومة، لو عايزين نتجاوز المشكلة دي، لازم نخلي المنتج المحلي ضخم جدا، وأنا زنقت الدولة والناس عشان معنديش خيار تاني، بس عملت كده عشان نعمل دولة".


كما علق السيسي على اللاجئين المتواجدين في مصر، وأشار إلى أن عدد سكان مصر يبلغ 106 ملايين نسمة، بالإضافة إلى ضيوف مصر الذين يصل عددهم إلى 9 ملايين، مضيفاً: "لما الدكتور مصطفى مدبولي قال إن العبء المالي علينا من هذا الموضع يصل إلى 10 مليارات دولار، كتير أتكلم وقال معقول يعني الرقم ده؟".


أضاف السيسي خلال افتتاح المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل للتنمية المستدامة: "لو إحنا بندي متوسط الميه اللي هو أقل معدل عندنا 500 متر في اليوم في 9 ملايين يبقى 4.5 مليار متر في السنة، لو عملهم محطات تحلية أو محطات معالجة ده بتكلف أرقام كبيرة قوي".
 

وختم السيسي كلمته بإدعاء يحاول تبرأة نفسه، "المسار اللي احنا مشيناه مكنش إخفاق، ومكنش قدامنا غير يا نعيش يا نموت، قررنا نعمل ونعاني وإلا مصر تضيع بجد".