قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.

جاء ذلك في بيان نشرته حماس مساء اليوم الاثنين، بعدما قال مصدر قيادي في الحركة للجزيرة إنها أبلغت الوسطاء في قطر ومصر موافقتها على مقترحهم بشأن وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن فريق التفاوض الإسرائيلي تسلم رد حماس من الوسطاء وتجري دراسته للرد عليه رسميا.

وكان وفد حركة حماس قد أجرى محادثات في القاهرة على مدى يومين بشأن إنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، ثم عاد إلى قطر أمس الأحد لإجراء مشاورات مع القيادة السياسية للحركة.

وتزامن ذلك مع زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى الدوحة، حيث قالت مصادر دبلوماسية مطلعة للجزيرة إنه جاء في محاولة لإنقاذ المفاوضات المتعثرة بين حماس وإسرائيل.

وفي حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب بعد عملية التبادل المحتملة تشترط حركة حماس أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.

وواجه نتنياهو اتهامات من داخل مجلس الحرب الإسرائيلي ومن المعارضة وعائلات الأسرى بتغليب مصالحه السياسية عبر المماطلة في إبرام صفقة لاستعادة الأسرى.

وأفاد القيادي في حماس طاهر النونو  بأن المقترح الذي وافقت عليه الحركة يتضمن وقفًا لإطلاق النار، وإعادة إعمار غزة، وعودة النازحين، واتفاقًا لتبادل الأسرى.

 

أجواء من البهجة

فور إعلان حماس، خرجت مسيرات عفوية في شوارع ومخيمات مدن رفح وخان يونس ودير البلح ومخيم النصيرات (وسط) ابتهاجًا.

كما وزع الفلسطينيون حلوى على بعضهم أملا في انتهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ نحو7 أشهر والتي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين ودمارًا ماديًا هائلاً.

 

شاهد فرح الفلسطينيين في قطاع غزة بعد نبأ وقف إطلاق النار في القطاع

https://twitter.com/AJA_Palestine/status/1787528228602773999

 

“الكرة الآن في ملعب الاحتلال”

وقال مسؤول في حماس إن الكرة باتت الآن “في ملعب الاحتلال الإسرائيلي” للموافقة على إعلان هدنة في غزة.

وقال المصدر، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الإدلاء بتصريحات علنية عن المفاوضات، “بعد موافقة حماس على اقتراح الوسطاء لوقف النار، الكرة الان في ملعب الاحتلال الاسرائيلي ما اذا كان الاحتلال سيوافق على اتفاق وقف النار أم أنه سيعطله”.

 

شاهد: صوات اطلاق نار والزغاريد تُسمع في مناطق متفرقة من القطاع بعد موافقة المقاومة على وقف إطلاق النار

https://twitter.com/jjjjwza/status/1787527471245504717

 

مسؤول إسرائيلي: مجرد خدعة

اعتبر مسؤول إسرائيلي أن إعلان حماس موافقتها على نسخة “مخففة” من اقتراح مصري يتضمن استنتاجات “بعيدة المدى” لا يمكن لإسرائيل قبولها.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، “هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق”.

 

شاهد: احتفالات في مدينة رفح بعد إعلان حماس موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار

https://twitter.com/MyPalestine0/status/1787527930198831111

 

وفد حماس في القاهرة الثلاثاء

وفي وقت سابق من الاثنين، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” الخاصة نقلاً عن مصدر وصفته بأنه رفيع المستوى دون أن تسميه بأن وفد من حماس سيصل القاهرة، الثلاثاء، لاستكمال مفاوضات تبادل الأسرى مع إسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة.

ومساء الأحد، أعلنت حركة “حماس” انتهاء جولة مفاوضات استمرت يومين في القاهرة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى مع إسرائيل.

وقالت الحركة في بيان آنذاك إن “وفد الحركة سلم الإخوة الوسطاء في مصر وقطر رد الحركة (على مقترح اتفاق)، حيث جرت معهم نقاشات معمقة وجادة”.

ولم تتطرق الحركة إلى مضمون ردها ولا فحوى المقترح المطروح حاليًا.

وتابعت “تؤكد الحركة تعاملها بكل إيجابية ومسؤولية وحرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية”.

كما قال هنية، في بيان الأحد، إن الحركة حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب.

وأضاف “حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى”.

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بدء عملية عسكرية في رفح والمباشرة في إجلاء السكان الفلسطينيين “قسرًا” من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة.

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل و”حماس” منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة فيما تواصل تل أبيب حربها على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، فيما أعلنت “حماس” مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي إلى "34 ألفًا و735 شهيدًا و78 ألفًا و108 إصابات".

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورًا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".