استغاثات كانت أشبه بصرخات على منصات التواصل الاجتماعي بعد قرار محافظة القاهرة تعليق عمليات الدفن في مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، تمهيدًا لإزالتها قريبًا.


ورغم أن آخر المشاهير الذين دفنوا في مقبرة الإمام الشافعي الفنانة شيرين سيف النصر التي توفيت قبل أيام بهبوط حاد في الدورة الدموية، من أبريل الجاري: والتي أوصت على غير عادة الوسط الفني بتلقى العزاء فوق المقابر.


المرشد السياحي أسامة الزغبي عبر @osamaelzoghby2 نقل عن محافظة القاهرة إن وقف الدفن تزامن مع "نقل الرفات إلى مدافن التعويضات بالعاشر من رمضان تمهيدا لإزالتها، على أن تتولى إدارة الجبانات بالتنسيق مع حي الخلفية أعمال إزالة الجبانات، وعلى مديرية الشئون الصحية تسهيل استخراج تصاريح نقل الرفات".


ووجه الصحفي على بكري @_AliBakry تحذيرا من "..جريمة جديدة تحدث في صمت".


وأوضح أن مقابر الإمام الشافعي ومقابر السيدة نفيسة "يعتبروا أشهر مقابر تاريخية موجودة في نطاق محافظة القاهرة" مشيرا إلى أن عمليات توقف الإزالة كان منذ فترة "بعد الضغوط الإعلامية الداخلية والخارجية".


وعن حجم الكارثة التي سبق أن وعى إليها أثاريون وناشطون مهتمون بالتراث الإنساني لفت إلى أن ".. بلدوزرات الحكومة بتستعد مرة تانية علشان تهدم المقابر وبدأت بوضع علامات الهدم علي عدد من الشواهد والقبور أبرزها قبر محمود سامي باشا البارودي ".


منع التصوير

منصة مدى مصر قالت إنه يوجد تواجد أمني لمنع التصوير في "الجبانات التراثية"، وأن محافظة القاهرة مستمرة في إبلاغ الورثة بالاستعداد للهدم.


وأضافت أن المحافظة أيضا أبلغت "التُربية" المُسجلين في إدارة الجبانات بوقف الدفن في منطقة مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، مع التوقيع على استلامهم ما يفيد ذلك، ليقوموا بدورهم بإبلاغ ورثة وأصحاب الأحواش استعدادًا لنقل رفات موتاهم إلى المقابر الجديدة.


ونقلت عن أحد الناشطين المهتمين بتوثيق المقابر التاريخية أنه بعدما طلب عدم ذكر اسمه، قال إن أفراد شرطة متواجدون بكثافة في المنطقة، منذ الأمس، ويطلبون ممن يتواجد في المكان بطاقته الشخصية، ويحذرون من التصوير.

وبالتزامن مع تعليماتها للتربية، أبلغت المحافظة بعض أصحاب الأحواش المسجلة ضمن قوائم التراث المعماري بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بأن عليهم استلام المقابر الجديدة بالعاشر من رمضان، ونقل الرفات وتسليم الحوش للمحافظة تمهيدًا لإزالته.

وحيد الماردنلي، وريث وصاحب حوش الدرملي، المسجل في قوائم التراث بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري برقم  4240000232، قال إن محافظة القاهرة عرضت عليه، عبر حارس المقبرة، مدفنًا بديلًا في العاشر من رمضان، مكون من 14 لحدًا، بينما تضم مقبرة العائلة المقرر إزالتها 280 لحدًا موزعة على 14 عينًا، وتقع المقبرة على مساحة ألف و700 متر.

وأضاف الماردنلي أن عدد المدفونين من عائلته وأصهارها يصل إلى ألفي شخص، حيث أن المدفن مقام منذ عام 1868 على يد جده محمد فاضل باشا الدرملي، وموقوف له 42 فدانا في طنطا تديرها وزارة الأوقاف، للإنفاق على المدفن، وهي المسؤولة عن المكان لأنها تدفع مرتب الحارس.

وأوضح الماردنلي أنه قام بعمل تجديدات في الحوش، منذ شهر، بعد الإعلان عن وقف هدم المقابر التراثية بالمنطقة، خلال سبتمبر الماضي، وقام بسحب المياه الجوفية بتكلفة قاربت 200 ألف جنيه.

وتضم المنطقة ما يقرب من 85 مقبرة مسجلة في قوائم التراث، ملك لعائلات عدد كبير من الشخصيات العامة والتاريخية، مثل مقبرة الشاعر أحمد شوقي، وأم كلثوم، وفؤاد سراج الدين، وعائلة ذو الفقار المعروف بمدفن الملكة فريدة، وعائلة سعد زغلول، وإسماعيل باشا صبري، وغيرهم.

وسبق أن وزّعت محافظة القاهرة، منشورًا رسميًا على حراس المدافن بمنطقة الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، يُفيد بوقف الدفن في مقابر المنطقة، وإصدار تراخيص الدفن الجديدة على المقابر البديلة في العاشر من رمضان.

وأشارت إلى أن ذلك تمهيد لاستكمال أعمال الإزالة في نطاق محور صلاح سالم البديل، وذلك بعدما عادت علامات "الإكس الحمراء" و"إزالة" للظهور على جدران بعض المقابر في المنطقة التاريخية، خلال اليومين الماضيين".