بعد أيام من وفاة الخطيب والداعية السكندري أحمد المحلاوي عن 99 عاما أعلن أمس الخميس عن وفاة الدكتور جمال عبدالهادي  أستاذ التاريخ الإسلامي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالقاهرة ( 19فبراير1937م - 14مارس 2024م) بعد رحلة دعوية وعلمية مشرقة وحياة حافلة بالعلم.


وقال مقربون من الشيخ إنه توفي مساء الأربعاء 13 مارس وهو أحد أبرز رجالات حركة الإخوان المسلمين من مواليد مدينة ملوي بالمنيا.


ونعت جماعة الإخوان المسلمون فضيلة الدكتور "جمال عبد الهادي"، وقال المتحدث الإعلامي للجماعة د. طلعت فهمي إنه تعده من المؤمنين الصادقين الذين قضوا نحبهم في سبيله ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: 23).


وأشار تصريح المتحدث إلى أن "الإخوان المسلمون" ينعونه إلى الأمة الإسلامية، كأستاذ التاريخ الإسلامي بجامعتي الملك عبدالعزيز، وأم القرى بالسعودية سابقاً. وعضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وأحد رجال دعوة الإخوان المسلمين بمصر. 
 

وأضاف أنه وافته المنية في محافظة القاهرة، بعد مسيرة حافلة بالدعوة إلى الله، والدفاع عن قضايا أمته المعاصرة وعن تاريخها. ومن كتبه رحمه الله: أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ، والطريق إلى بيت المقدس، وتاريخ الدولة العثمانية، وفتح مصر، وجزيرة العرب، وأفريقيا التي يراد لها أن تموت جوعا. وغيرها من الكتب. 


وأشار إلى أن د. جمال عبدالهادي اشتهر بندواته ومحاضراته في دعم الجهاد في فلسطين وأفغانستان والبلقان والشيشان، وكان يعتبر قضية فلسطين وبيت المقدس قضية العالم الإسلامي المحورية الأولى، وأن تاريخها من ملحقات العقائد الإسلامية، وأنها وقف إسلامي وتحريرها ونصرة أهلها، ودفع العدوان عنها فريضة شرعية وضرورة حياتية. مع كشف الجرائم التي ارتكبتها سلطة الاحتلال الصهيوني لتهويد فلسطين مع إبادة أهلها وتشريدهم.


ودعت جماعة الاخوان الله عزوجل أن يتقبل جهاد د.جمال عبد الهادي وأن يتغمده بواسع رحمته، وأن ينزله الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. وتتقدم الجماعة بخالص العزاء لإخوانه ومحبيه، ولأهله وأبنائه وأقاربه؛ داعين الله سبحانه وتعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان.


وعمل رحمه الله في كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الملك عبد العزيز جدة ،ثم أستاذا بقسم التاريخ الإسلامى بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة أم القرى حتى 1407هـ/ 1987م.


كان رحمه الله من أبرز الدعاة المهتمين بقضايا الأمة. 

ومن أبرز انجازات الراحل العلمية؛ سلسلة كتب " أخطاء يجب ان تصحح في التاريخ"والتي استطاع ود. وفاء جمعة ود. علي لبن من خلالها غربلة التاريخ الاسلامي بعصوره المتتابعة مصححا -بمنهج علمي رصين - ما تحمله من أخطاء وتشويه،ومقدما الحقائق المنصفة  التي تم تغييبها.


كما جمعه أيضا بالخبير في اللغة العربية والتربية الدينية النائب السابق أ. علي لبن مسح شامل لمناهج التعليم الدراسية في مصر، وكشف عوارها ومخاطرها بأسلوب علمي عميق ومحايد ركز على وعي وهوية طلاب المدارس والجامعات مع بيان التصحيح؛ مقدما مكتبة متكاملة في هذا الصدد تم توزيعها على نطاق واسع في داخل مصر في تسعينيات القرن ، وقامت جريدة الشعب المعارضة حينها بنشر أجزاء كثيرة منها خاصة ما يتعلق بالتاريخ وطمس الهوية، وهو ما أحدث ردود فعل واسعة أغضبت مبارك ونظامه.


وبدأ رحمه الله رحلة دعوية عام 1987م بعد انتهاء عمله كأستاذ للتاريخ الإسلامى بجامعة أم القرى في مساجد بالتطواف في مصر من شمالها لجنوبها وفي الندوات والمؤتمرات قام -إلى جانب تناول قضايا الساعة -بشرح ما جاء في مؤلفاته  وهو ما أسهم في رفع درجة الوعي وأحدث ردود فعل واسعة لدى الرأي العام.


واهتم الدكتور جمال عبدالهادي محمد مسعود بنصرة قضايا الأمة في والبوسنة والهرسك وألبانيا والشيشان وشعوب البلقان كما كان رحمه الله مساندا لثورة المصريين في 2011 وكان لظهوره في الميدان دافعا قويا للشباب كما كان حاضرا أيضا بدعم الرئيس الشهيد د.محمد مرسي واستمر رافضا للانقلاب حتى اليوم الأخير في ميدان رابعة ولم ينزو إلا أنه ظل مطاردا حتى لقي ربه على ما فارق عليه منصة الاعتصام.