"دولة إسرائيل من البحر إلى النهر" هذا ما قاله رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بكل وضوح قبل 24 ساعة من الآن في تصريحات تعني بشكل مباشر أن مفردات حلم الصهاينة ب"اسرائيل الكبرى" ما زال يراودهم وتصريحات كاشفة أيضا لتيار التطبيع العربي الرسمي، حيث فضح المطبّعين وباعة الأوهام، من جانب ما يقنعون به شعوبهم بأنه السلام القائم على العدل  حل وارد مع مغتصبي الأرض، كما يفعل عسكر الانقلاب أو الإمارات أو سلطة رام الله ويمكنهم من نشر مبادرة "حل الدولتين" الذي وزّعه أوراقه واشنطن عليهم بالمجان منذ عقود.

 

"اسرائيل" الكبرى


المحلل السياسي التركي محمد جانبكلي لفت انتباهه تصريح لنتنياهو يقول فيه " في المستقبل سيتعين على "إسرائيل" السيطرة على المنطقة بأكملها من البحر إلى النهر".

 

وأضاف "هذا التصريح جاء بعد تسريبات من الصحافه الامريكيه عن خطة سلام إمريكيه عربيه تتضمن إيقاف الحرب التطبيع العربي الكامل مع إسرائيل واعادة اعمار غزه مقابل سماح اسرائيل بإقامة دوله فلسطينيه".


وأوضح @Mehmetcanbekli1 أنه بعد هذا المشروع نشر الاعلام العبري تصريحا لنتنياهو مفاده أن إسرائيل لن تسمح بأقامة دوله فلسطينيه ثم تبع ذلك بتصريح مفاده " أن إسرائيل تسيطر على المنطقة من البحر الى النهر مبينا أن ذلك يعني "أن إسرائيل لن تتخلى أبدا عن حلم مشروع اسرائيل الكبرى".

 

وأشار المحل التركي إلى أن نتنياهو أثبت بحديثه صحة ما قاله متحدث القسام ابو عبيده من أن "..إسرائيل كانت تخطط لهدم الاقصى وبناء الهيكل .. وكان هذا احد الاسباب لقيام القسام بعملية طوفان الاقصى .. حيث يعتبر هذا المشروع خطه اولى في اقامة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات".


واردف أنه بحسب حديث نتنياهو فإن "القسام هي خط الدفاع الأول أمام مشروع اقامة اسرائيل الكبرى والتي ستكون على أنقاض تقسيم دول عربيه وتصل حتى لمدن تركيه مشيرا إلى أن ذلك يعني أن "سقوط القسام يعني بداية تحقيق حلم اسرائيل بدولتها الكبرى.. سابقا كان الحديث عن مشروع اسرائيل الكبرى يدخل ضمن نظريات المؤامرة.. اما حاليا فاصبح الحديث عن ذلك علنا "

 


واتفق مع هذا التحليل في بعضه اللواء فايز الدويري وعبر @FayezAldwairi قال المحلل العسكري إن نتنياهو لم يكتف في كلمته "بتسويق الوهم الوهم لقاعدته الشعبية المتطرفة حول القضاء على حماس واستعادة الرهائن وعدم تشكيل  اي خطر مستقبلي على الكيان ،لكنه كان واضحاً جداً حول عدم السماح بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل، وهذا التصريح ناتج عن إيمانه بالحق التاريخيّ في ارض الميعاد المزعومة وكتبه في كتابه مكان تحت الشمس، حيث ربط الأرض بالعقيدة وأي تخلي عن جزء من ارض الميعاد هو تخلي عن جزء من العقيدة، فليعلم أولي الأمر.".


تصريحات كاشفة

المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة وعبر (اكس) تناول من تصريحات نتنياهو رد من محمود عباس والسلطة الفلسطينية القائمة على اتفاق أوسلو 93، وعبر @YZaatreh قال متعجبا "عباس "يقصف" نتنياهو!!" وأن هذ "القصف" ردا على تصريح نتنياهو بأن كيانه سيظل مسيطرا بين البحر والنهر (انظر التغريدة السابقة)؛  جاء الرد سريعا وحاسما من عباس!

 

وساخرا قال "الزعاترة": "الصواريخ أطلقها الناطق باسمه (أبو ردينة)!.. قال الأخير: "دون قيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67، لن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة". .. تكملة التصريح "الصاروخي" معروفة، ويمكن أن تجدوها في عشرات البيانات السابقة!".


وأشار إلى أن "عباس يعرف حقيقة الموقف؛ دون حاجة لتصريح، لكنه يتجاهلها ويواصل الخطابة، لأنه لا يريد تحمّل مسؤولية الخيار الآخر (المقاومة)، كما فعل عرفات حين واجه الحقيقة على نحو أقل وضوحا في كامب ديفيد عام 2000.".

 

ولفت إلى أن "عباس سعيد بسلطته ومزاياها، وأنتج عصبة على شاكلته، ثم أعاد إنتاج منظمة التحرير و"فتح" على هواه، ولا يفكّر بتغيير المسار.. كانت القضية برسم التصفية قبل "طوفان الأقصى"، عبر التطبيع و"السلام الاقتصادي"، والمسار يشير إلى تهجير قادم (بنعومة أو بخشونة) لأن "يهودا والسامرة"، أي الضفة الغربية هي "وعْد الربّ" لليهود، لكنه (عباس) لم يغيّر..".


وأكد الزعاترة أن هذا الانبطاح يعني أن ".. عباس هو معضلة القضية الكبرى.. ليس وحده طبعا، بل بـ"فتح" ما دامت تسير على ذات النهج.. مضيفا أن "الطوفان" بشّرنا بتفكيك هذه المعضلة، وإن استغرق الأمر بعض الوقت." في أشارة لمعركة طوفان الأقصى.