بعد نحو 9 سنوات من المفاوضات التي أجرتها حكومات السيسي في ملف سد النهضة يعلنون مجددا أن المفاوضات فشلت وأن أمن مصر المائي في حسابات هذه الحكومات وأنها ستراقب أي ضرر يحدث للنيل في حين أن مياه النيل لم تصل إلى بحيرة ناصر كما هو المعتاد قبل نحو عام.


وقال مراقبون إنه مع فشل المفاوضات النهائية بين مصر وأثيوبيا ومع تجهيز إثيوبيا  للملء الخامس لسد النهضة والاعتراف الرسمي أن القيادة والدبلوماسية المصرية فشلت فشلا ذريعا في منع إثيوبيا من اتخاذ قرارات إحادية، فإن كل ذلك يرجع للانفراد بقرار حيوى مثل التوقيع على معاهدة ٢٠١٥ مثل مايحدث مع كل القرارات المصيرية فى مصر في حين يستخدم أذرع الشماعات (المبررات) للخروج من الفشل المركب باتهام الإخوان تارة وثورة يناير تارة أخرى.
 

وقبل العام الأخير، حجز ت مصر ما يقترب من 49 مليار م3 من مياه النيل إلا أنه جرى السحب منها علي المكشوف من بحيرة ناصر، بعد ان فتح مفيض توشكي وبدأ في إفراغ المخزون الاستراتيجي من المياه من بحيره ناصر  في حين لم يدخل لمصر هذا العام غير 12 مليار م3 والعام القادم لن يدخل اي مياه من الفيضان.


وعلى مدى سنوات قال مراقبون إن ما جرى سحبه من مخزون بحيرة ناصر لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل وصل إلى مايقرب من 70 مليار متر متر3.


وفي تصريح لصحيفة (الشرق الأوسط) قال خبير مصري في أكتوبر الماضي إن القاهرة "اضطرت إلى استخدام نحو 25 مليار متر مكعب من مخزون بحيرة ناصر" نتيجة لعملية التخزين خلف سد النهضة الإثيوبي.


الذراع الأمني في الإعلام أحمد موسى ظهر على شاشة محمد أبو العينين ليهزي قائلا: "اثيوبيا استغلت حاله الفوضى فى مصر بعد يناير ٢٠١١ و أعلنت البدء فى 3 أبريل 2011 بوضع حجر أساس السد"!


المحامي والناشط عمرو عبد الهادي @amrelhady4000 قال: "السيسى بيضحك على الشعب المصري كالعاده بعد ما وقع اتفاق المبادئ اللي امن اثيوبيا لبناء #سد_النهضة واصبح ملهاش اي حقوق دوليه في مياهها الاقليميه بيقول نحتفظ بحقنا المكفول بموجب المواثيق الدولية اللي هو اصلا لغاها بموجب اتفاق المبادئ اللي نص على ان اي خلاف بين لجان مصر واثيوبيا على بناء السد يلجأو الى رؤساء الوزراء او رؤساء الدول.. الملئ الرابع خلص ولسه بنهدد"


وكان "عبدالهادي" يعلق أيضا على الأذرع الموالين للسيسي فأشار إل أن "السيسى مطلع كل المسؤولين يصوتو من تعنت اثيوبيا في #سد_النهضة وبعد ٨ سنين صويت متواصل وهو في ايديه الحل ومفكرش مره حتى يهدد بالغاء اتفاقية المبادئ اللي لبسها لمصر في ٢٠١٥ ويلجأ لمجلس الامن بموجب اتفاقيات المياة اللي وقعتها بريطانيا وامريكا لصالح مصر دولة المصب ولا حتى راح هدد برفع قضية على اثيوبيا خوفا من زعل اهله اسرائيل.. حلم النيل لاسرائيل ينفذه السيسي بحذافيره".


تجاهل افلاس اثيوبيا

وأبدى الاقتصادي المصري المقيم بنيويورك محمود وهبه @MahmoudNYC من خيبة مركبة يتقمصها الانقلابيون. وهو يعلق على نشر خارجية السيسي بيان تقر فيه .. بفشل المفاوضات مع إثيوبيا يوم 18 ديسمبر اي أسبوع بعد توقف إثيوبيا عن سداد ديونها وتفقد التحكم في انفاقها لصالح الدائنين ومعه تفقد السيطره علي الانفاق علي السد من تشغيل وصيانه وتكمله بناء 11 توربين حيث تم بناء 2 فقط


وقال "وهبة": "الأغرب ان إثيوبيا ستعلن رسميا افلاسها الاثنين القادم 25 ديسمبر ولم ينشر الخبر باتساع بمصر او تعلن مصر عمل او موقف او تقول كلمه".


وأضاف "تجاهل افلاس إثيوبيا خطا جسيم فغير معروف من يتحكم او يمتلك السد فهل سيتم تبادله بديون ومن سيقرر مستقبله سيقرر مصير مياه مصر.. إلا يوجد لديكم خجل ؟".


https://twitter.com/MahmoudNYC/status/1737886062158975034

الإعلامي حافظ المرازي @HafezMirazi قال: "مصر لم يحكمها ثوار يناير حتى يُتهموا بالتفريط في بناء إثيوبيا للسد، بل كانت مسئولية نظام مبارك وجيشه ثم المجلس العسكري الذي أطاح به وبكل من حاول حكم مصر غيره منذ فبراير 2011. كما ان الرئيس الأعلى للمجلس العسكري هو الذي وقّع اتفاقية بعد اربع سنوات من يناير تعطي شرعية لإثيوبيا في بناء السد والتحكم وحدها في مياه النيل! ".


https://twitter.com/HafezMirazi/status/1737532400601542947

توضيحات متصدقش

منصة متصدقش على (اكس)@matsda2sh، كشف أن تصريح أحمد موسى "إثيوبيا استغلوا فوضى يناير 2011، ووضعوا في 3 أبريل 2011 حجر أساس السد" غير دقيق.


وأوضحت أنه "لا علاقة لثورة 25 يناير 2011 بخطة إثيوبيا بناء #سد_النهضة. أديس أبابا أعلنت نيتها إقامة سدود على الأنهار الموجودة على أراضيها منذ عام 2001، أي قبل الثورة بحوالي 10 سنوات".


وأضافت أنه " ..منذ عام 2009، قبل الثورة بنحو عامين، كانت مصر تدرس بشكل رسمي تأثيرات سد النهضة على حصتها من المياه، إذ شكلت لجنة لدراسة موضوع السد، من وزارات الدفاع والخارجية والداخلية والري والكهرباء".


وتابعت:  "حسب خطة بناء السد، فإن إثيوبيا أعدت خطتها، وشرعت في تنفيذها منذ عام 2010.".


وأردفت أنه "قبل الثورة بنحو 9 أشهر، مهدت إثيوبيا لبناء السد، ووقعّت اتفاقية "عنتيبي" مع 5 من دول حوض النيل. وتُنهي الاتفاقية الحصص التاريخية لمصر و #السودان في مياه النيل وفقًا لاتفاقيات 1929 و1959".

وأشارت  إلى أنه "قبل ثورة يناير بحوالي 6 أشهر، وبالتحديد في أغسطس 2010، انتهت أديس أبابا من عملية مسح موقع سد النهضة، ثم انتهت في نوفمبر من التصميم وأعلنت اعتزامها التنفيذ 2011.".


ونبهت إلى أنه بحسب وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي سربها موقع ويكيليكس في 2013، فإن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، طلب من السودان عام 2010 (قبل الثورة بعام) إنشاء قاعدة عسكرية تستخدمها القوات الخاصة المصرية إذا أصرت إثيوبيا على المضي قدمًا في بناء سد."، موضحة أن هذه الخطة تعني أن إثيوبيا كانت عازمة على بناء السد قبل الثورة بسنوات، وانتهت من خطتها وشرعت في تنفيذها قبل الثورة بأشهر، ثم بدأت التنفيذ كما كان مقررًا في 2011، دون أن يكون لثورة 25 يناير علاقة بالأمر. ".


https://twitter.com/matsda2sh/status/1737512349865517516


وزير خارجية إثيوبيا  ديميكي ميكونين سبق وأعلن أن "مصر أضعف من أن تحاربنا وهي وافقت على جميع شروطنا في سد النهضة ولكنها تظهر عكس ذلك في وسائل الإعلام".

هذا في الوقت الذي رأى فيه مراقبون أن إثيوبيا مستمرة في احراج مصر وتفويت الفرصة على المصريين بالإستعراض بالهيبة.

https://www.youtube.com/watch?v=MBPEHDELPkE&feature=share