قالت وكالة "أسوشيتد برس"، إن مستشفى الشفاء في غزة أصبح محور العنف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهر. المستشفى هو أكبر مستشفى في غزة وأفضلها تجهيزًا، لكن إسرائيل تدعي أن المنشأة تستخدمها حماس أيضًا لأغراض عسكرية، وتقول إن حركة المقاومة قامت ببناء مركز قيادة واسع تحت الأرض أسفل المستشفى، متصل بواسطة الأنفاق.

وأضافت الوكالة في تقرير كتبه "جوزيف فريمان": "منذ أن أعلنت إسرائيل الحرب ضد حماس، توغلت قواتها في منطقة المستشفى. وبينما تدعى إسرائيل أنها مستعدة للسماح للموظفين والمرضى بالإخلاء، يقول الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، وإن نقل المرضى ذوي الحالات الخطيرة أمر خطير للغاية. وفي الوقت نفسه، يقول الأطباء إن الوقود قد نفد من المنشأة وأن المرضى بدأوا يموتون".

 

مستشفى ومأوى

مستشفى الشفاء هو المستشفى الرائد في نظام الرعاية الصحية الذي انهار إلى حد كبير بعد سنوات من الصراع ونقص التمويل المزمن والحصار الإسرائيلي المصري الذي يهدف إلى إضعاف حماس.

تضم مستشفى الشفاء أكثر من 500 سرير وخدمات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي وغسيل الكلى ووحدة العناية المركزة. وهي تجري ما يقرب من نصف العمليات الطبية التي تجري في غزة، وفقًا لوزارة الصحة بغزة.

وبعد اندلاع الحرب، احتشد عشرات الآلاف في أراضي المستشفى بحثًا عن مأوى. ومع اقتراب الحرب من المستشفى، فر معظم اللاجئين هناك إلى الجنوب، لينضموا إلى نحو ثلثي سكان المنطقة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والذين غادروا منازلهم.

لكن يقول العاملون، إن مئات الأشخاص، بما في ذلك العاملين في المجال الطبي والأطفال المبتسرين وغيرهم من المرضى، ما زالوا موجودين.

وأعلن المستشفى، يوم السبت، نفاد الوقود. ويقول مسؤولو الصحة، إن ما لا يقل عن 32 مريضًا، من بينهم ثلاثة أطفال، لقوا حتفهم. ويقولون إن 36 طفلاً آخرين معرضون لخطر الموت لأن معدات الإنعاش لا تعمل.

نشرت وزارة الصحة، يوم الاثنين، صورة تظهر حوالي عشرة أطفال مبتسرين ملفوفين في بطانيات على سرير لإبقائهم دافئين. وقال المتحدث باسم الوزارة مدحت عباس: "أتمنى أن يبقوا على قيد الحياة رغم الكارثة التي يمر بها هذا المستشفى".

يمنح القانون الدولي المستشفيات حماية خاصة أثناء الحرب. لكن المستشفيات يمكن أن تفقد تلك الحماية إذا استخدمها المقاتلون لإخفاء المقاتلين أو تخزين الأسلحة، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر. ومع ذلك، يجب أن يكون هناك الكثير من التحذيرات للسماح بإجلاء الموظفين والمرضى. وإذا كان الضرر الذي يلحق بالمدنيين من الهجوم غير متناسب مع الهدف العسكري، فهو غير قانوني بموجب القانون الدولي.

ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أن إسرائيل تتهم حماس منذ فترة طويلة باستخدام المدنيين كدروع بشرية. وكثيرًا ما تطلق الجماعة صواريخ باتجاه إسرائيل من مناطق سكنية مزدحمة، ويشتبك مقاتلوها مع القوات الإسرائيلية داخل أحياء مكتظة بالسكان.

وطوال فترة الحرب، نشرت إسرائيل صورًا ولقطات فيديو تظهر ما تقول إنها أسلحة ومنشآت عسكرية أخرى داخل أو بجوار المساجد والمدارس والمستشفيات.

وادعى الاحتلال أن حماس تعمل داخل مستشفى الشفاء وتحتها في مخابئ، ويقول إن بعضها يمكن الوصول إليها من المستشفى نفسه. 

وبينما قال الاحتلال إن هذه الادعاءات مبنية على معلومات استخباراتية، فإنه لم يظهر ما يكفي من الأدلة لدعم هذه المزاعم. وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "دانييل هاغاري" الشهر الماضي عن خرائط تظهر المكان الذي تعتقد إسرائيل أن مراكز قيادة حماس تحت الأرض تقع فيه، بما في ذلك مركز بجوار منطقة الاستقبال في المستشفى وآخر بجوار قسم غسيل الكلى.

وعرض أيضًا رسومًا توضيحية لما تبدو عليه هذه المراكز، لكنه أقر قائلاً: "هذا مجرد رسم توضيحي".

ونشرت إسرائيل مقطع تسجيلًا صوتيًا لما قال إنهما فلسطينيان مجهولان في غزة يناقشان وجود نفق تحت الشفاء. وبالطبع لا يمكن التحقق من صحة التسجيل.

ورفض "غازي حمد"، المسؤول الكبير في حماس، المزاعم الإسرائيلية بشأن الشفاء ووصفها بأنها "دعاية كاذبة ومضللة".

وقال "حمد": "قوات الاحتلال ليس لديها أي دليل يثبت ذلك. لم نستخدم قط المدنيين كدروع بشرية لأن ذلك يتعارض مع ديننا وأخلاقنا ومبادئنا".

 

كيف ستنتهي المواجهة؟

وذكرت "أسوشيتد برس" أن إسرائيل ادعت يوم الأحد، إنها حاولت توصيل نحو 300 لتر من الوقود إلى المستشفى في حاويات بلاستيكية على بعد مئات الأمتار من المنشأة. ولكن حتى يوم الاثنين، يبدو أن الوقود لم يصل.

واتهمت إسرائيل حماس بمنع العاملين في المجال الطبي من أخذ الحاويات. وقال مسؤولو المستشفى، إن الوقود يجب أن يتم تسليمه عن طريق الهلال الأحمر الفلسطيني، وأن كمية الوقود غير كافية بأي حال من الأحوال.

وبينما عرضت إسرائيل ما ادعت أنه ممرات آمنة للناس، قال أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية "جودت سامي المدهون"، إن حوالي 50 شخصًا غادروا المنشأة يوم الاثنين، بما في ذلك امرأة كانت تتلقى غسيل الكلى. وأضاف أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المجموعة عدة مرات، مما أدى إلى إصابة رجل كان لا بد من تركه.

https://apnews.com/article/israel-palestinians-hamas-war-shifa-hospital-ce8fda9821a011a6cb6e4a3df5c90916