طالب مؤتمر "حقوق النساء والأطفال أثناء الحروب والأزمات" بضرورة أن يعي العالم مسؤولياته تجاه حماية الأطفال والنساء أثناء الحروب، لافتا الأنظار إلى الجرائم التي تقع في غزة والتي قتل فيها آلاف الأطفال والنساء ليشكلوا أغلبية ضحايا الاعتداءات الصهيونية.
وأكدت الدكتورة خولة الحساسنة رئيسة منتدى الأسرة، في كلمتها بالمؤتمر الذي رفع شعار "أطفال غزة ونساؤها يستصرخون العالم" وعقد الأحد 12 نوفمبر 2023 م، أن المؤتمر يركز على جانب من الجرائم التي يمارسها الاحتلال في حق النساء والأطفال، ويوضح واقع وحال المرأة الفلسطينية في ظل هذه المعركة بما يخالف كافة المواثيق الدولية أثناء الحروب ومخالفة ما يقع في غزة لكل الشرائع.
وأضافت أن غزة على الرغم من كل ما تعيشه من مآس فإن بوصلتها تجاه الأقصى لم تتغير وهي الوجهة التي ينبغي على الأمة العربية والإسلامية أن تركز عليها تصحيحا لمسار وتوضيح للرؤية.
وفي كلمته ركز الدكتور عبد الحي يوسف عضو أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أننا مازلنا كمسلمين نفاخر الدنيا بأن نبينا -صلى الله عليه وسلم- كان إذا وجه جيشا أو سرية أوصى أميرها قائلا "لا تغلون، ولا تغدرون، ولا تمثلون، ولا تقتلون وليدا".
وأكد يوسف أن هذه هي تعاليم ديننا التي تعلمها الصحابة من نبينا، ولذلك قال أبو بكر رضي الله عنه لقائد جيشه الذي أرسله إلى الشام: " لا تقتلون طفلا وليدا، ولا شيخا كبيرا، ولا امرأة، ولا تمثلون، ولا تغدرون، ولا تعقرن بعيرا، ولا شاة إلا لمأكله، ولا تقطعن نخلا مثمرا، ولا تخربن عامرا"، وتلك هي أخلاق الحرب عندنا معشر المسلمين، وهي التي تمثلها الآن هؤلاء المجاهدين الأبرار على أرض فلسطين، فشهد العالم كله بحسن معاملتهم للأسرى وبإحسانهم إليهم.
وأكد الدكتور أحمد حوى الأمين العام لرابطة العلماء السوريين وعضو أمناء المجلس الإسلامي السوري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صنف الناس في مثل هذه المعركة، والتصنيف واضح، ولا يحتاج إلى مزيد من اجتهاد أو بحث، طائفة على الحق ومخالفون وخاذلون، "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم" وبين -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الطائفة ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس متوقع أن يكون لها هناك مخالف في الرأي والطريقة والمنهج، ولكن الذي لا يتوقع ممن واجبه النصرة أن يخذل.
وطالب حوى المسلمين أن يصححوا وجهتهم لمناصرة القضية لنكون في صف الطائفة التي بشرها النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن لمثل هذه المؤتمرات دورا كبيرا في فضح حقيقة وواقع عدونا وحلفائه، مستشهدا برسالة الدكتور سعيد حوى قبل 40 سنة والتي أكد فيها "أن الحضارة لا تطير إلا بجناحين، جناح مادي عمراني صناعي، وجناح قيمي أخلاقي"، مضيفا أن الحضارة الغربية المزعومة سميت حضارة زور وبهتان، فهي تحوي الجانب العمراني الصناعي التقني، ولكنها مفضوحة عند ذوي البصيرة من زمن لانحرافاتها عن الأخلاق القويمة.