قالت النائبة الفلسطينية الوحيدة في الكونجرس الأمريكي رشيدة طليب: “لن يُسكتني أحد”، وإنها لن تتوقف عن دعم الحقوق الفلسطينية، والتحدّث عن العدل والسلام.

وفي تقرير مطوّل في صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية، أعدّه روبرت تيت ولورين غامبينو عن النائبة التي عنّفها الكونغرس، الأسبوع الماضي، أشارا إلى أنه في الوقت الذي دخل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط غزة، وسط تصاعد أعداد الضحايا المدنيين، واجهت طليب، يوم الثلاثاء، لوماً وتعنيفاً من الكونغرس بسبب تعليقات بشأن الحرب.

ودافعت، وهي تحمل صورة جدتها، التي تعيش في الضفة الغربية المحتلة، عن موقفها، وأعلنت: “لن أسكت”، و”لن أسمح لكم بتشويه كلماتي”، و”لا أصدق أنّ عليّ قول هذا، لكن الفلسطينيين ليسوا شيئاً مستهلكاً”.

وكانت تتحدث بصوت متهدّج، حيث وصلت نائبة مينسوتا، إلهان عمر، لكي تخفّف عنها، وإظهار التضامن بين المسلمتين في غرفة الكونغرس. وقالت طليب: “صرخات الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين ليست مختلفة بالنسبة لي”.

وفي وقت متأخر من ذلك المساء، انضم 22 نائباً ديمقراطياً إلى الجمهوريين وعنّفوا طليب، وهي عقوبة خطوة أقل من الطرد

وفي سياق متصل أفادت صحيفة "الجارديان" أن " طليب" اتهمت في مقطع فيديو الرئيس الأميركي "جو بايدن" بدعم "الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
وكانت "طليب" منتقدة شديدة لدعم "بايدن" القوي للحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة ورفض البيت الأبيض الاستماع إلى مطالب بعض الديمقراطيين التقدميين بدعم الدعوات لوقف إطلاق النار.
يمثل المقطع إلى حد بعيد انتقاداتها الأكثر صراحة لـ"بايدن" وإدارته ويتضمن تحذيرًا من أنها تعتقد أن موقفه من الحرب سيضر بفرص إعادة انتخابه في عام 2024، حيث يوجد في ميشيجان عدد كبير من السكان العرب الأمريكيين.
وقالت "طليب"، التي دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في الهجوم الإسرائيلي على غزة، في مقطع الفيديو على منصة X: "سيدي الرئيس، الشعب الأمريكي ليس معك في هذا الأمر"، محذرة: "ستتذكر ذلك في عام 2024".
تصدت "طليب" هذا الأسبوع لمحاولة في الكونجرس بقيادة الجمهورية المتطرفة "مارجوري تايلور جرين" لتوبيخها رسميًا بسبب “النشاط المعادي للسامية والتعاطف مع المنظمات الإرهابية وقيادة التمرد بعد مشاركتها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين بثت فيه الاتهامات بالإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين.
وواجهت "طليب" انتقادات من داخل حزبها. في الأسبوع الماضي، بدأت مجموعة ديمقراطية مؤيدة لإسرائيل في بث إعلان تلفزيوني في ديترويت ينتقد عضوة الكونجرس، وهي واحدة من امرأتين مسلمتين في الهيئة التشريعية، لتصويتها ضد التمويل الأمريكي لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية وقرار يدين هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر.
يسلط منشور "طليب" الضوء على قضية متنامية بالنسبة لبايدن، وهي قضية غالبًا ما تقسم الدعم الديمقراطي عبر الأجيال وكذلك الدعم السياسي. "طليب" هي من بين 18 ديمقراطيًا من الجناح الأصغر سنًا والأكثر تقدمية في الحزب الذين شاركوا في رعاية قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
المقطع الذي نشرته "طليب" يتناقض مع تصريحات "بايدن" بشأن الدعم الأمريكي لإسرائيل؛ حيث احتوى على جثث ملقاة تحت أنقاض غزة، وأطفال أصيبوا في الغارات الجوية الإسرائيلية، واحتجاجات عالمية ضد القصف الإسرائيلي لغزة.
ويظهر أحد المقاطع مظاهرة هتف فيها المتظاهرون "من النهر إلى البحر" ــ وهو الهتاف الذي يرى العديد من اليهود والإسرائيليين أنه يدعو إلى القضاء على إسرائيل، رغم أن آخرين يقولون إنه يمكن أن يحمل معاني عديدة.

 

https://www.theguardian.com/us-news/2023/nov/04/rashida-tlaib-video-biden-palestine-biden