أمام ثقة وتوثيق المقاومة الدقيق في غزة لخسائر العدو الصهيوني في غزة، بتدمير وإعطاب 136 آلية (دبابة وجرافة وحاملة جنود) ظهرت تصريحات متداولة عبر الإعلام العبري كشفت عن العجز والتفكك بأوصال جيش الاحتلال فضلا عن تفكك مواز بأوصال قادته في تل أبيب.


وآخر هذه التصريحات ما كتبه المحلل السياسي الصهيوني رامي يتسهار، الذي قلل من حجم ما يُروج له الجيش "الإسرائيلي" بشأن إنجازات ميدانية تتحقق في قطاع غزة، داعيًا "الإسرائيليين" إلى عدم الانسياق وراء تصريحاته اليومية، أو إدمان ما أسماها "الأكاذيب بشأن الحرب"، التي رأى أنها "تحقق نتائج صفرية"، بحسب مقال بموقع "نيوز إسرائيل".


وقال: بعد مرور نحو 35 سوما على اليوم "الأكثر رعبًا في تاريخ إسرائيل، آن الأوان لقول الحقيقة، مع أننا نعلم أنه ليس لطيفا أن نسمعها، ولكن ينبغي أن تُقال، وعلينا أن نكف عن خداع أنفسنا".
 

وأضاف، ".. ما يمكن تحقيقه من إنجازات ميدانية في غزة لا يمكنه أن يُقارَن بالخسائر التي لحقت بإسرائيل، كما أنه من زوايا محددة شكك في العمليات ذاتها".


وأشار "يتسهار" إلى أن "شبكات التواصل الاجتماعي فقط هي التي تبيع لنا الآمال بشأن تصفية العدو، وعمليًا هذا لا يحدث".

كما دلَّل على عدم تحقيق إنجاز عسكري بأن الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ما زالت تُطلَق من غزة بلا توقف، دون أن ينجح الجيش الإسرائيلي في منعها.  


التصريح الأبرز كان لعاموس هرئيل المحلل السياسي والعسكري لصحيفة "هآرتس" الذي كتب، "يتبين للجيش أن كل ما عرفته الاستخبارات الإسرائيلية عن منظومة الأنفاق الدفاعية التي حفرتها حماس لا يرتقي إلى مدى معرفة ذكاء ودقة هذا المشروع، ربما هو المشروع الأكبر من حيث نوعه في العالم".


وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن ملامح انشقاق بسبب خلافات داخلية في ما يسمى بحكومة الوحدة "الإسرائيلية" بعد أكثر من شهر على حرب غزة، إذ أفادت الصحيفة بأن القادة السياسيين والعسكريين لتل أبيب يتحدثون للإعلام بشكل منفرد دون تنسيق، وأضافت الصحيفة أن نتنياهو، ووزير دفاعه، يوآف جالانت، وعضو مجلس الحرب "كابينيت الحرب" على غزة، الجنرال بيني جانتس، يتحدثون للإعلام بشكل منفرد، رغم أنهم في حكومة وحدة، كما أشارت الصحيفة إلى أن بيني جانتس، عضو "كابينيت الحرب" الحالي، بعث رسالة لمكتب نتنياهو شدد فيها على ضرورة التنسيق بشأن التصريحات الإعلامية، إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يرد على غانتس.


ويبدو أنه أمام خسارة جيش الاحتلال عشرات الدبابات والمدعات والجنود وإبادة وحدات للنخبة بكاملها بسبب رعونه قيادة الجيش طلب منهم الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء المقاومة بسرعه قبل أن ينقلب الرأي العام العالمي عليهم فدفعوا وحداتهم بعمق مدينة غزة فاحترق الجنود بدباباتهم ومات المجندين ذبحا بيد أبطال حماس وفقدت العديد من الاسر الصهيونية ابناءها من اجل ارضاء بايدن و بلينكن ولبقاء نتنياهو.


أوهام ما بعد حماس؟!

بالمقابل، تخندق قادة حركة حماس في صوت واحد يحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المجازر الإسرائيلية بالقطاع في ظل ضوء أخضر من البيت الأبيض للاحتلال لمواصلة جرائمة ضد الإنسانية.


وأكد أسامة حمدان القيادي في حماس في مؤتمر صحفي الاربعاء أن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن التفكير في وهم التخطيط لحكم غزة بعد الحرب، مؤكدا أن "الغلبة ستكون للمقاومة وللشعب الفلسطيني".


وأوضح حمدان بأن المقاومة وكتائب القسام تنزل يوميا خسائر فادحة في صفوف العدو على مدار الساعة".


وأشار حمدان إلى أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قتلت اليوم ضابطًا برتبة كولونيل من وحدة “شلداغ”. مؤكدًا أن الخسائر التي توقعها المقاومة في صفوف العدو أضعاف ما يعلنه.


ودعا الهيئات الدولية لإرسال وفود لغزة لتتثبت من خلو المستشفيات من قيادات حماس. مستدركًا: المطلوب وقف العدوان على شعبنا بشكل فوري.


وفي رسالته للاحتلال، أوضح القيادي في حماس أسامة حمدان: نقول لنتنياهو إن المقاومة ستجبرك على دفع الثمن مقابل الإفراج عن جنودك.


دفع الثمن

واستلم القيادي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري الخيط نفسه وبكلام مواز، في تأكيده أن على الاحتلال دفع الثمن والإفراج عن الأسرى مقابل الأسرى ونحن جادون في ذلك.


وبلغة مساوية لإجبار نتنياهو على دفع الثمن، قال "العاروري": "لا مفر أمامكم إلا صفقة تبادل للإفراج عن أسراكم أحياء وأسرانا" وأن الثمن هو "أن يخرج كل أسرانا من سجون الاحتلال" بحسب "العاروري".


كما استطرد العاروري بالإشارة إلى أن "هذه المعركة لها ما بعدها وهذه المعركة حاسمة وفاصل على طريق الانتصار إن شاء الله على هذا الاحتلال المجرم الإرهابي"، وأنه "يجب أن نتباحث في مرحلة "ما بعد الاحتلال" وليس أوهام مرحلة "ما بعد حماس".


وشدد أنه "لا يمكن أن نقبل بتقسيم فلسطين والقدس والمقدسات لهذا الاحتلال ولا يمكن أن نتنازل عن إنسانيتنا وعن إسلامنا وعن مسيحيتنا وعن فلسطينيتنا وعن عروبتنا ولذلك سنستمر في مقاومة الاحتلال الإرهابي".


وأوضح أنه "من الممكن أن تسيطر الدبابات على بعض المناطق وتوقف إطلاق الصواريخ من هذه المنطقة؛ لكنه لن يوقف قتال المقاومين ضد دباباته وضد جنوده وكلما زاد انتشاره وتمدده على الأرض كلما ما زالت خسائره  ونزيفه".


وقال: "شعبنا لا يمكن أن ينكسر بل حتما ستنتصر والاحتلال بدخوله إلى أماكن جديدة وتعمقه فيها ليس مؤشرا أبدا على انتصاره بل هو مؤشر على تعمق أزمته وسيزداد سحب المعدات المدمرة والجنود القتلى والجرحى من ساحات المعارك أكثر وأكثر".

وأكد أن كلما دخل الاحتلال أكثر في مناطق جديدة كل ما أصبح صعب عليه الخروج إلا بثمن وقتل لجنوده وضباطه.

وقال: كلما تقدمتم أكثر، ستسحبون دباباتكم المدمرة وجنودكم القتلى أكثر، والمقاومة لا يمكن أن تنكسر بل ستنتصر.".


وتعهد العاروري بعدم توقف المقاومة الفلسطينية، حيث قال: إن "المقاومة ممكن تشتعل في الضفة وتهدأ في غزة ثم تشتعل في غزة وتهدأ في الضفة لكن المقاومة مستمرة لأن شعبنا يرفض أن يستسلم ولا يمكن أن يستسلم".


وأضاف، "منذ يوم وعد بلفور ونحن نقاوم ولا نتوقف ولن نتوقف عن المقاومة".


ورجح أن تفرز الضفة الرد المشرف على اغتيال رجال المقاومة في الضفة، قائلا: "سنرى قريباً رداً مشرفاً من الضفة الغربية، والضفة لم تخذلنا يوماً رغم أنه ألقي عليها ثقلاً هائلاً ورغم إجرام الاحتلال فيها".


وعن استهداف الاحتلال المستشفيات وبالذات مستشفى الشفاء بزعم أنه تحت هذا المستشفى توجد إدارة المعركة والقياده العسكرية للمقاومة، قال "هذا كلام سخيف جدا لأنه مستشفى يحوي عشرات آلاف الناس من مرضى ونازحين" متهما "الاحتلال المجرم المغطى دولياً والمدعوم من أمريكا تحديدا ومن عدد من الدول الأخرى في جرائمه الغير مسبوقة يظن أنه بهذا العنف والاجرام والقتل والتهديد بشكل رادع يشكل كي وعي شعبنا، هذا لن يحدث".


وحمل "العاروري" كما فعل اسامة حمدان "العالم الغربي أعطى الاحتلال غطاء لهذه الوحشية الإجرامية، والذي كشف عن وجهه الحقيقي باستمراره في قتل النساء والأطفال عمداً".


وقال إن "هذه المعركة كشفت الوجه الوحشي للولايات المتحدة الأمريكية وعجز العالم كله عن أن يوفر غطاء وحماية المدنيين والأطفال".


ويعيش ملايين "الإسرائيليين" خوفا متأصلا ومتواصلا، وتنحسر حياتهم اليومية بين الركض إلى الملاجئ، وانتظار متى سيركضون مرة أخرى.